مستعـدون لاستثمــار أمـــوال ضخمـــة في الســوق الـماليـــة في إطار الصيــــغة الإسلاميــــة
زبــائـن الشركـة يتجـاوزون 500 ألـف سـنويــا
كشف المدير العام لشركة السلامة للتأمينات الجزائر، محمد بن عربية،  بأن الشركة مستعدة لاستثمار أموال ضخمة في السوق المالية في إطار الصيغة الإسلامية، وقال بأن استثمار هذه الأموال سيستفيد منه الزبون والشركة و الاقتصاد الوطني ككل.
حاوره: نورالدين عراب
 وأضاف في حوار خص به النصر، بأن شركة السلامة للتأمينات تعد الشركة الوحيدة التي تعمل بصيغة التأمين التكافلي، مشيرا إلى أن الإقبال على هذه الصيغة يعد كبيرا من طرف الزبائن الذين يصل عددهم إلى 500ألف زبون سنويا، مضيفا بأن التعامل بهذه الصيغة جعل الشركة تحقق تطورا يزيد عن معدل السوق من 05 إلى 06 مرات، مشيرا في ذات السياق، إلى أن شركة السلامة لا تؤمن النشاطات الاقتصادية المخالفة للشرع، كالمخامر، والفنادق التي تتوفر على حانات، كما كشف عن مشروع لإنشاء شركة تأمينية تكافلية للتأمين على الحياة توجد قيد المفاوضات مع عدة أطراف والتي تدخل في إطار التأمين العائلي، مؤكدا بأن هذه الشركة ينتظر أن ترى النور قبل نهاية السنة الجارية.
النصر: تقدم شركة السلامة منتوجات تأمينية تكافلية تختلف عن صيغ التأمين الموجودة عند الشركات الأخرى، هل من توضيحات حول هذه الصيغة؟
بن عربية: نعم شركة السلامة للتأمينات تعتبر شركة التـأمين الوحيدة في الجزائر التي تقدم منتوجات تأمينية تكافلية، على عكس الشركات الأخرى التي تقدم منتوجات كلاسيكية والتي يعتبرها جمهور من العلماء غير الموافقة للشرع، على عكس التأمين التكافلي المبني على احترام مبادئ الشريعة الإسلامية، والقاعدة الأولى التي ننطلق منها هي أننا لا نؤمن النشاطات الاقتصادية غير موافقة للشرع، مثل المخامر، أو الفنادق التي تتوفر على حانات، والقاعدة الثانية هي أن الأموال التي نجمعها في إطار علاقاتنا في التأمين، يلزمنا القانون باستثمارها في السوق المالية أو بعض المواد الاستثمارية، وفي هذا الإطار نحن نفرض على أنفسنا الاستثمار في المجالات الموافقة للشرع فقط، ولا نستثمر في الفوائد الربوية، ولهذا كل استثماراتنا موجودة في البنوك الإسلامية الممثلة في السلام بنك، و بنك البركة، وتكون هذه الاستثمارات في شكل مرابحة، وذلك وفق ما هو موافق للشرع.
النصر: كيف يمكن للزبون أن يستفيد من هذا التأمين التكافلي؟
بن عربية: في ظل غياب قانون خاص بالشركات التكافلية في الجزائر، نحن نقترب من مبادئ التأمين التكافلي الذي نصت عليه المؤسسات الدولية والتي أنشئت لهذا الغرض، ولهذا فالزبون عندما يكون هناك فائض تأميني يمكن أن يستفيد منه، وذلك بإرجاع قسط من التأمين الذي تقدم به، إما في شاكلة صك أو يخصم عندما يقوم بتجديد عقد التأمين في السنوات القادمة.
النصر: ما مدى إقبال الزبائن على صيغة التأمين التكافلي؟
بن عربية: انطلاقة شركة السلامة للتأمينات كانت في سنة2000، ووصل عدد فروعها اليوم إلى 250 نقطة عبر كامل التراب الوطني، ووصل عدد الزبائن إلى أكثر من 500ألف زبون سنويا بالصيغة التكافلية، ونشير لك في هذا الإطار إلى أن السوق الجزائرية خلال سنة 2016 عرفت تطورا في مجال التأمينات على الأملاك بـ0.5بالمائة، في حين شركة السلامة للتأمينات سجلت تطورا بـ06 بالمائة أي بزيادة 12 مرة على ما عرفته السوق، وهذا دليل على مدى إقبال الزبائن على شركة السلامة للتأمينات بصفة خاصة والتأمين التكافلي بصفة عامة، ويعبر ذلك أيضا على مدى احترام الشعب الجزائري لمبادئ الشريعة الإسلامية، كما أن المواطنين يعرفون بأن شركة السلامة تقدم تعاملات موافقة للشريعة، ولهذا يتوجهون إليها للاستفادة من هذا الخدمات، ونتيجة لذلك  فإن متوسط النمو الخاص بالشركة في السنوات الأخيرة يفوق دائما متوسط السوق من 05 إلى 06 مرات .
النصر: كيف استطعتم العمل بطريقة التأمين التكافلي في ظل غياب قانون يحدد العمل بهذه الصيغة في الجزائر؟
بن عربية: نعم هناك إشكال قانوني، نحن شركة تكافلية، لكن نعمل في إطار قانون كلاسيكي، وهذا ما خلق لنا عدة مشاكل، بحيث القانون يفرض على أي شركة أن تستثمر أموالها في شكل سندات في الخزينة، وهنا تستفيد الشركة من أرباح ربوية، وهذه الأرباح غير موافقة للشرع، وانطلاقا من هذا المبدأ، فإن هذه الفوائد الربوية نصححها أو نسحبها من  الصندوق ونمول بها أعمال خيرية، على عكس الشركات الكلاسيكية التي تدرج كل هذه الفوائد الربوية ضمن نتائجها، وبذلك فإن تعاملنا بهذه الصيغة أثر على مردوديتنا، وفي نفس الوقت نحن نفرض على أنفسنا أن لا نمول نشاطات اقتصادية مخالفة للشرع، و حتى تكون العملية تتمتع بشفافية أكثر يجب أن يؤطرها القانون، ومن حق الزبون أن يرفض عندما نؤمن نشاطات غير موافقة للشرع. ونشير لك في هذا الإطار، إلى أن شركة السلامة تتوفر على مراقب شرعي مهمته تتمثل في مراقبة مدى موافقة نشاطاتها للشرع، وذلك بمبادرة من عندنا، لكن رغم ذلك نريد أن يكون هذا النشاط محدد ضمن قوانين واضحة، حتى نتمكن من توفير آمان أكبر للزبون، كما أن الثقة التي وضعا فينا الزبون اليوم هي ثقة مرتبطة بنا كمسؤولين وأشخاص فقط، لكن عندما تكون هناك قوانين تضبط هذا العمل يكون هذا الزبون في آمان أكثر، كما أن هذا القانون يحمي  شركات التأمين ويخلق تكامل ما بين البنوك وشركات التأمين والسوق المالية بصفة عامة، وفي سياق حديثنا عن السوق المالية نعلمك بأننا نتوفر على أموال ضخمة يمكن أن نستثمرها في السوق المالية، غير أنه و في ظل غياب صيغة إسلامية لا نستثمر في سندات الخزينة إلا قيمة ضئيلة من هذه الأموال، كما أن الحكومة تحدثت عن فتح قرض سندي موافق للشريعة، ولو يتم التعامل بهذه الصيغة فنحن في شركة السلامة للتأمينات مستعدون لاستثمار أموال ضخمة في هذا المجال، ونستفيد منها نحن كشركة تأمين ويستفيد منها الزبون والاقتصاد الوطني ككل.
النصر: ما هي مشاريعكم الجديدة؟
بن عربية: لدينا مشاريع ضخمة، و نحن في إطار مفاوضات مع عدة جهات حول التكافل كمنتوج تأميني ضروري للبنوك الإسلامية، بحيث وقعنا اتفاقية مع بنك البركة لتوزيع منتجاتنا، ونحن نؤمن كل المشاريع التي يمولها، كما أننا في مفاوضات مع بنك السلام بهدف توقيع اتفاقية نؤمن له من خلالها كل القروض والمشاريع التي يمولها، وهم يؤمنون عندنا كل الممتلكات، وبهذا نحن نستثمر أموالنا عندهم، ونتيجة لذلك يكون هناك تكامل، وفي نفس الإطار نحن بصدد تحضير مشروع مع عدة أطراف لإنشاء شركة تأمينية تكافلية في إطار التأمين على الحياة الذي يندرج ضمن التأمين العائلي، وتشمل هذه الصيغة التأمين على الصحة، الحياة، والأمراض لنغطي الاحتياجات التي تصلنا والتي لا يمكن أن نقوم بها في الوقت الحالي، كوننا لم نؤسس شركة لذات الغرض، لأن القانون في سنة2011أجبر الشركات التي تريد التأمين على الأشخاص أن تؤسس شركة خاصة، ولا يمكنها بذلك أن تقوم بعملية التأمين على الأشخاص في إطار شركة متعددة الفروع.
النصر: أين وصل هذا المشروع؟
بن عربية: المشروع لا يزال قيد المفاوضات مع عدة أطراف لخلق هذه الشركة، ومن المنتظر أن ترى النور قبل نهاية السنة الجارية.
ن -ع

الرجوع إلى الأعلى