الحظ قد يحالف ألكاراز و رؤساء الأندية خططوا للانقلاب على زطشي

أعرب نجم الكرة الجزائرية لثمانينيات الألفية الماضية لخضر بلومي عن استيائه الكبير من الوضعية التي بلغتها المنظومة الكروية الوطنية، وأكد بأن التصرفات اللامسؤولة الصادرة عن رؤساء الأندية خلال الجمعية العامة الاستثنائية للرابطة كانت بمثابة دليل قاطع على وجود مخطط في «الكواليس» يهدف إلى عرقلة الرئيس الجديد للفاف خير الدين زطشي، لأن ذلك «السيناريو» كان امتدادا لأحداث أخرى طفت على السطح بمجرد شروع المكتب الفيدرالي الجديد في مهامه.
حاوره: صــالح فرطــاس
بلومي و في حوار خص به النصر عرج أيضا على المنتخب الوطني، وأكد بأن المشكل لا يكمن في هوية التقني الذي يشرف على الجانب التقني، وإنما هناك عوامل أخرى تسببت في تراجع النتائج منذ مونديال البرازيل، موضحا بأن الحظ قد يكون إلى جانب ألكاراز في هذه المرحلة، رغم اعترافه بصعوبة المأمورية في ضمان التأهل إلى مونديال روسيا، كما تحدث عن أمور أخرى تتعلق بيومياته في رمضان.
• نستهل هذه الدردشة بالاستفسار عن محل بلومي في الساحة الكروية حاليا؟
لا يمكنني تحديد مكانتي بدقة، لأنني لاعب دولي سابق، وأتلقى يوميا الدعوات للمشاركة في دورات تخليدية، كما أنني مرتبط بعقود معنوية مع بعض الجمعيات، وبالتالي فإن نشاطي متشعب، ولا يتوقف على الممارسة الميدانية، حيث أسعى لوضع الخبرة الميدانية التي اكتسبتها كلاعب في خدمة الجيل الجديد، مع توسيعها إلى النشاط التحسيسي والتوعوي، لأن الرياضة أصبحت من أهم الأسلحة لمحاربة الآفات الاجتماعية التي تهدد الشباب.
•لكن الرئيس الجديد للفاف فتح الباب أمام اللاعبين القدامى من جيلكم للعودة إلى الواجهة؟
شخصيا لم أتلق أي اتصال رسمي من مسؤولي الإتحادية بخصوص برنامج العمل المسطر، رغم أن بعض وسائل الإعلام كانت قد تداولت اسمي ضمن قائمة التقنيين المرشحين للتواجد ضمن تركيبة المديرية الفنية الوطنية، إلا أن هذه الأخبار تبقى غير صحيحة، والزملاء الذين إستعان بهم الرئيس الجديد للفاف قادرون على إعطاء الإضافة المرجوة.
لم أتلق أي اتصال رسمي من مسؤولي الاتحادية
•نلمس في كلامكم الكثير من التأثر، و كأنكم تعانون التهميش بسبب حسابات ضيقة،، أليس كذلك؟
الحقيقة أن كل لاعب دولي سابق يسعى دوما للبقاء في الساحة، بوضع خبرته الطويلة في خدمة الكرة الجزائرية، وعدم الاستعانة بخدماتي جعلني أحس فعلا بنوع من التهميش، لكن ليس إلى درجة الإحساس بأنني رحت ضحية حسابات ضيقة، لأن لكل مسير إستراتيجيته في العمل، والطاقم الجديد للاتحادية رسم خارطة طريق بحسب طموحات التركيبة البشرية التي يراهن عليها، من دون أن تكون هناك خلفيات مقترنة بتواجدي ضمن القائمة التي كانت ستترشح لعضوية المكتب الفيدرالي ثم إنسحبت في آخر لحظة، لأن هذه الأمور تافهة ولا يمكن أن تكون سببا في إقصاء مجموعة فاعلة في الساحة الكروية الوطنية.
• و ما تعليقكم على الوضع الراهن للكرة الجزائرية؟
من المؤسف جدا أن تصل الأمور إلى حد المهزلة التي شهدتها الجمعية العامة الاستثنائية للرابطة المحترفة، لأن التصرفات الصادرة عن الكثير من رؤساء الأندية كشفت عن هوية المتسببين في تدني مستوى المنظومة الكروية في بلادنا، بدليل الإقدام على الحديث عن المتاجرة بالمباريات وترتيب النتائج في «الكواليس»، وهذا أمام كاميرات التلفزيون، بصرف النظر عن التلاسن بكلام قبيح بين الرؤساء، لتكون تلك الدورة بمثابة الفرصة السانحة التي مكنت المتتبعين من الوقوف على حقيقة المعاناة التي تتخبط فيها كرتنا، لأنه من غير المعقول أن يتولى شخص لا يفقه في شؤون التسيير الكروي شيئا رئاسة ناد ينشط في الرابطة المحترفة، ويصرف الملايير خلال موسم واحد، كما أن هناك شيئا مهما لا بد من الوقوف عنده.
• تفضل..... ما هو؟
الفضيحة التي صنعها رؤساء الأندية خلال الجمعية العامة للرابطة كانت في نظري الشخصي مجرد «سيناريو» تم التخطيط له في «الكواليس» لضرب استقرار المكتب الفيدرالي، لأن تواجد زطشي على رأس الفاف أزعرج الكثيرين، خاصة زملاؤه من كتلة رؤساء الفرق، على اعتبار أن المكتب الفيدرالي الجديد و بمجرد انتخابة تسلم قنبلة موقوتة، نتيجة طفو الكثير من المشاكل على السطح، إنطلاقا من فوضى البرمجة، مرورا بمشكلة لقاءات الكأس، وصولا إلى قضية محاولة الرشوة بين شباب باتنة ودفاع تاجنانت، وهي قضايا مفتعلة من طرف مجموعة تسعى لزعزعة الاتحادية في هذه المرحلة، للدفع بزطشي وجماعته إلى الإنسحاب تحت تاثير الضغط الكبير الناتج عن القضايا الساخنة.
• إلا أن الواقع الميداني يؤكد بأن هذه القضايا خطفت اهتمام المتتبعين، خاصة فوضى البرمجة ؟
منطقيا فإن قضية البرمجة لا يتحمل مسؤوليتها المكتب الفيدرالي أو رئيس الفاف، بل أن الرابطة كانت ملزمة بالضرب بيد من حديد، واحترام الرزنامة التي ضبطتها قبيل انطلاق الموسم، لكن حالة اللااستقرار التي عاشتها المنظومة الكروية الوطنية في جانفي الماضي، تزامنا مع مشاركة المنتخب في دورة «كان 2017» تسببت في طفو الكثير من المشاكل على السطح، سيما بعد الموافقة على تأجيل العديد من المباريات، لنجد أنفسنا أمام مرحلة إنتقالية، تبقى وصمة عار في جبين المسؤولين على الرابطة، لأنه من غير المنطقي أن يبقى اللاعب بعيدا عن أجواء المنافسة الرسمية لمدة تقارب الشهرين في منتصف الموسم، وفترة الراحة الطويلة لا تتماشى والجانب التقني، لتكون عواقب ذلك تواصل البطولة إلى غاية منتصف شهر جوان، ومنافسة الكأس إلى جويلية، وهذا أمر يؤكد بأننا لسنا مؤهلين لدخول عالم الإحتراف بعد.
•لكن الكرة الجزائرية دخلت الاحتراف منذ قرابة عشرية ؟
اعتماد الاحتراف في الجزائر كان ضرورة حتمية لتفادي عقوبات الفيفا، ودخوله حيز التطبيق كان مجرد إجراء إداري فقط، لأن الواقع الميداني يتناقض مع ما هو مسجل على الورق، والدليل أننا ننتظر دوما اللاعبين المحترفين في أوروبا لضبط التركيبة الرسمية للمنتخب الوطني، وكأن البطولة المحلية تبقى عاجزة عن تقديم ثمارها، على العكس من الفترة التي عايشناها، أين كان المنتخب يتشكل من المحليين، و القليل من المحترفين في الخارج، وعليه يمكن القول بأننا كنا المحترفين ميدانيا، من دون الإستفادة من الحقوق الإدارية، والمرحلة الحالية أصبحت فيها لغة الملايير تفرض منطقها، نتيجة افتقار رؤساء النوادي لروح المسؤولية، واقدامهم على إبرام صفقات بمبالغ خيالية للاعبين جد محدودين، والحديث عن تلقي بعض العناصر لرواتب شهرية تقارب 400 مليون سنتيم، يجعلني أتحسر كثيرا على هذه الوضعية، لأن هذا المبلغ يحتم على مسؤولي الفاف فتح تحقيق استعجالي، مادامت مشاكل اللاعبين تطرح دوما على طاولة لجنة المنازعات، وكان من الأجدر بالاتحادية تسقيف الأجور، لأن الأمر يتعلق بالمال العام، في غياب ثقافة الاستثمار في المجال الرياضي، مما تسبب في إندثار العديد من المدارس الكروية على الصعيد الوطني.

عدم الاستعانة بخدماتي جعلني أحس بنوع من التهميش
•  وما تعليقك عن اختيار لوكاس ألكاراز لقيادة الخضر ؟
بعض المتتبعين ممن يتخذون من «بلاطوهات» القنوات التلفزيونية منابر للانتقاد، سارعوا إلى التهجم على رئيس الفاف بعد اختياره الإسباني ألكاراز، و برروا انتقاداتهم بافتقار هذا المدرب لخبرة مع المنتخبات، و لو أنهم صنفوه في خانة التقني «النكرة»، لكنني شخصيا ضد هذا الطرح، لأن ألكاراز تم جلبه من الدوري الإسباني، ويمتلك تجربة في عالم التدريب، والحقيقة التي لا يعلمها الكثير أن المغامرة مع المنتخبات تبقى متوقفة على عامل الحظ، لأننا نتوفر على مجموعة تضم ترسانة من اللاعبين البارزين في أندية أوروبية، وإذا ما نجحت في تحقيق نتائج إيجابية فإن هذا المدرب سيحظى بإشادة كبيرة، وبالتالي فإن المشكل لا يمكن في هوية المدرب الذي تم اختياره، وإنما في المجموعة والأجواء السائدة بداخلها.
• هل يعني هذا بأن المنتخب يعاني حاليا من مشكل حدوث انقسامات وسط المجموعة ؟
منذ انتهاء المغامرة التاريخية في مونديال البرازيل تغيرت المعطيات داخل المنتخب، في غياب الروح القتالية التي كان يتسلح بها اللاعبون، لكن من دون أن تصل الأمور درجة التشكيك في وطنية هؤلاء الشبان، لتكون عواقب ذلك تراجع النتائج، خاصة بعد المشاركة المخيبة للآمال في الطبعة الفارطة من نهائيات كأس أمم إفريقيا، وهو ما يعني بأن المسؤولية لا يمكن أن يتحملها أي مدرب، سيما وأننا جلبنا الصربي راييفاتس، الذي بلغ ربع نهائي المونديال مع منتخب غانا، إلا أنه لم يتمكن من معايشة الأجواء الإستثنائية السائدة داخل النخبة الجزائرية، رغم أنني أحمل الجزء الكبير من المسؤولية لوسائل الإعلام، التي ما فتئت تسارع إلى تضخيم بعض المحترفين في أوروبا، وتصنيفهم في خانة «النجوم»، غير أن المستوى الذي يقدمه هؤلاء اللاعبون مع أنديتهم يفوق بكثير ذلك الذي يظهرون به في مباريات المنتخب، وبالتالي فإن الكرة الجزائرية لا تستفيد من هذه النجومية، لتبقى الكارثة التي حدثت في دورة الغابون 2017 أبرز دليل على الإنهيار المتواصل للمنتخب الوطني.
مشكلة الكرة الجزائرية في رؤساء الأندية
•و ما هي نظرتكم لحظوظ المنتخب في التأهل إلى مونديال روسيا ؟
حسابات التأهل جد معقدة، لأننا نتأخر حاليا بـ 5 نقاط عن متصدر الفوج، وتدارك هذا الفارق أمر صعب التجسيد، في وجود منتخبات أخرى تطمح للتأهل، لكننا لا يجب أن نفقد الأمل، مادامت هناك إمكانية لقلب المعطيات و تصدر الفوج، شريطة النجاح في الفوز باللقاءات الأربعة المتبقية، وعليه فإن الكرة تبقى في مرمى اللاعبين، الملزمين برفع التحدي، والعودة بانتصار من زامبيا يبعث الأمل في قلوبنا، قبل التفكير في باقي المشوار، وقد عشنا نفس الوضعية في 1985 لما فزنا على زامبيا في لوزاكا، ليتكرر نفس «السيناريو» في جوان 2009، وما علينا سوى التمسك بفكرة «لا اثنتين دون ثالثة» للإيمان أكثر بحظوظنا في الفوز خلال الجولة الثالثة من التصفيات.
• نمر الآن للحديث عن يوميات بلومي في رمضان، فكيف تقضي هذا الشهر الفضيل؟
لقد تغيرت العادات والتقاليد بالمقارنة مع السنوات السابقة، ولو أنني أفضل قضاء أغلب الأوقات في المنزل رفقة العائلة، خاصة في النهار، وذلك بعد التسوق، وطبقنا المفضل هو اللحم الحلو بالبرقوق الذي يزيّن المائدة كل يوم، دون نسيان «الحريرة»، بينما تكون أجواء السهرة مختلفة تماما، لأنني و بعد آداء صلاة التروايح أتوجه إلى قاعات الرياضة أو ساحات اللعب لمتابعة دورات كروية، لأنني دوما أحظى بدعوات العديد من الجمعيات المشرفة على تنظيم مثل هذه التظاهرات، وشخصيا أصبحت أفضل المعاينة الميدانية للشبان، وقد سئمت الجلوس في المقاهي، بعدما كنت في السابق مدمنا على «الدومينو» و لعبة الورق.
حسابات التأهل إلى المونديال معقّدة لكن باب الأمل يبقى مفتوحا
•و هل من ذكريات كروية لك في شهر رمضان؟
المؤكد أن مشاركتنا في مونديال إسبانيا تبقى من أبرز المحطات التي تزامنت مع شهر الصيام، لكن مسؤولي الاتحادية في تلك الفترة سارعوا على احتواء الوضع لتجنب حدوث فوضى وسط اللاعبين بخصوص فتوى الصيام أو الإفطار أثناء المباريات، حيث حضر مفتي الجمهورية شخصيا إلى التربص قبيل تنقلنا إلى إسبانيا وأكد على أن مهمتنا في الدفاع عن الألوان الوطنية تبيح لنا الإفطار، وهذه الفتوى الشرعية لم تخلف أي ردود فعل، ليتكرر نفس الأمر في مونديال مكسيكو، وما أثار استغرابي ظهور العديد من المتخصصين في الفتوى خلال مونديال البرازيل 2014 للحديث عن إباحة الإفطار للاعبين في مباراة ثمن النهائي ضد ألمانيا، وما أعقبت ذلك من فوضى في الشارع الجزائري، رغم أن هذا الأمر كان من المفروض أن يبقى من الأسرار الداخلية للاعبين فيما بينهم.
ص / ف

الرجوع إلى الأعلى