قال البطل الجزائري في لعبة الدراجات الهوائية لذوي الاحتياجات الخاصة عبد الرؤوف أوشن، بأنه كان يحلم في الصغر بأن يكون لاعب كرة قدم مشهورا، مشيرا بأن حب شباب قسنطينة وريال مدريد يسري في دمه، ومضيفا بأن إعاقته سر نجاحه، كما تحدث ابن مدينة قسنطينة عن يومياته خلال شهر رمضان المعظم، وعدة أمور أخرى تخصه، وتخص مستقبله الرياضي تكتشفونها في هذا الحوار الشيق الذي خصنا به بعد عودته من كندا.
كيف تقضي يومياتك في رمضان ؟
الأسبوع الأول من شهر رمضان قضيته بكندا، حيث لم أشعر هناك بأي حلاوة لهذا الشهر الفضيل، ولكن الأمور تغيرت معي منذ عودتي إلى أرض الوطن، أين أحاول الاستمتاع بوقتي مع العائلة والأحباب.
لا أطمع لا في النقود ولا في النفوذ ودخلي لا يكفيني حتى لشراء إطار عجلة دراجة
ماذا تفعل في السهرة، وهل أنت مداوم على صلاة التراويح ؟
تواجدي خارج الوطن في بداية شهر رمضان حرمني من أداء صلاة التراويح، ولكن منذ عودتي إلى الجزائر أحرص على عدم تضييع هذه العبادة القيمة، خاصة وأن والدي هو من يصلي بنا(الإمام)، أنا أطلب من المولى عز و جل أن يوفقني لما يحبه ويرضاه،... شهر رمضان هو شهر العبادة والقيام، كما أنه شهر المحبة والألفة، إذ أحاول الاستمتاع بالسهرة رفقة أصدقائي، لأعود بعدها إلى المنزل في وقت متأخر.
ما هي أكلتك المفضلة في رمضان ؟
أكلتي المفضلة في شهر رمضان هي «البوراك»، الذي أقوم بإعداده بنفسي، كما أنني استمتع بكافة الأطباق التي تعدها الوالدة الكريمة، أنا أحب كل شي، ولست من النوع الذي يشترط إعداد وجبات معينة.
ماهو البرنامج التلفزي الذي لا يمكنك التخلي عنه ؟
أنا من هواة الكاميرا الخفية، وأعجب كثيرا بالمقالب التي تحاك ضد المشاهير.
من هو الفنان الأقرب إلى قلبك ؟
فناني المفضل محليا هو نجم الكوميديا عثمان عريوات، كونه أدخل البهجة والسرور إلى قلوب الجزائريين في عشرية كاملة، وبخصوص فناني العالمي فهو «سكوت أدكينس» بطل سلسلة «بويكا».
لمن تدعو في رمضان ؟
أدعو أن يغفر الله لي ويرحمني، وأن يذكرني بالشهادتين قبل الموت، كما أدعو للوالدين ولجميع المؤمنين عبر كافة ربوع العالم،... الأمور الدنيوية لا تهمني كثيرا.
أنت هادئ أم عصبي في رمضان ؟
مزاجي لا يتغير بتغير الأشهر والفصول، وأحاول أن أكون إنسانا هادئا في كافة الأوقات، لا سيما خلال رمضان، احتراما لحرمة هذا الشهر الفضيل، كما أحرص أحيانا على عدم الخروج من المنزل في النهار لتفادي ما يعرف لدينا بالصدامات  الرمضانية.
من هو الشخص الأقرب إليك ؟
دون أدنى شك الوالدين، وإن كنت تقصد شريكة حياتي فأنا لا أعرفها بعد.
غبت عن أولمبياد «ريو» بسبب عدم مبالاة الفيدرالية السابقة
حادثة لم تنساها وكلما يأتي رمضان تتذكرها ؟
(يضحك) هناك حادثة لم أنساها إلى حد الآن، وتعود إلى رمضان 2013، حيث كانت أول مرة أذهب فيها إلى مقر الفيدرالية الجزائرية للدراجات الهوائية، من أجل الحصول على إجازة رياضي محترف، ولكن بعد مشقة السفر التي قادتني إلى العاصمة، ومعاناتي من الحرارة المرتفعة لم أصل إلى مرادي، وتم إخطاري بأن هاته الرياضة لا توجد وأن رمضان «خرف عليا»، وهو ما أثار دهشتي، و لكنني لم أتأثر، كوني كنت متأكدا بأن المسألة ستعالج، لأتحصل على الإجازة بعد ضغط من الاتحاد الدولي للدراجات الهوائية ...... لقد جهزوها لي، رغم أنني لم أقدم لهم لا ملفا ولا صورة.
كيف دخلت عالم الدراجات الهوائية ؟
كما تعلمون رياضة الدراجات الهوائية لذوي الاحتياجات الخاصة غير معروفة في الوطن العربي، وأنا أول رياضي بدأ بممارستها، وكان ذلك في دولة كندا، عندما ذهبت لتصوير أحد «الفيديوهات» ، حيث اكتشفوا موهبتي في هذا المجال، ليقوموا بعدها بمنحي كل الدعم، إذ أدمجوني للتدرب مع منتخبهم الوطني.
كونك من ذوي الاحتياجات الخاصة، ألا تعتقد بأن ذلك منحك قوة أكبر لشق طريقك نحو النجاح ؟
لو لم أكن كذلك لما وصلت لما أنا عليه الآن، أحمد الله على كل شيء .. فالله لا يأخذ منك شيئا، إلا و يعوضك بشيء أفضل منه، ما علينا سوى تقديم الأسباب و التوفيق يأتي من عند الله.
المنتخب الكندي أغراني ووطنيتي لم تسمح لي بتمثيل بلد آخر
حدثنا عن كيفية انتقالك إلى كندا للدراسة ؟
بعد زيارتي لكندا في عدة مناسبات، تقدمت بطلب الحصول على تأشيرة الدراسة هناك ككل الطلبة الجزائريين، والحمد لله تم الموافقة على طلبي، وتنقلت للعيش بهذا البلد الجميل.
هل صحيح أنك كنت قريبا من تمثيل المنتخب الكندي ؟
نعم هذا صحيح، ولكن وطنيتي لم ولن تسمح لي بتقمص ألوان أي بلد آخر، أنا جزائري، وسأبقى أمثل بلدي وأحاول رفع الراية كما رفعتها ورفعها الرجال من قبلي.
تمارس كرة القدم بشكل رائع إلى درجة جعلت الفيفا تشيد بك، هل لك أن تحدثنا في الموضوع؟
نعم .. هناك «فيديو» لي أداعب فيها الكرة تم تداوله بقوة عبر الصفحات الرسمية للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)،...أنا أعشق كرة القدم وهاته الرياضة في تطور كبير عبر العالم، ولو يقوم المسؤولون في بلادنا بإنشاء فريق وطني لذوي الاحتياجات الخاصة( حاولت فعل ذلك ) فكأس العالم لن يكون حلما بعيد المنال عن الجزائر.
الفيدرالية الجزائرية للدراجات جهزت إجازتي دون أن أمنحهم ملفا ولا صورة
لماذا غبت عن أولمبياد ريو دي جانيرو ؟
غبت عن أولمبياد ريو دي جانيرو الأخير، بسبب عدم اهتمام الفيدرالية السابقة التي تم خلع رئيسها، في انتظار خلع أتباعه، صحيح أن عمل ثلاث سنوات ذهب هباء منثورا، ولكن أتمنى أن تتغير الأمور مستقبلا، لقد قررت الاعتزال في وقت سابق، ولكني تراجعت بعدها، وأنا في خدمة بلدي الجزائر، ولن يستطيع أحد تحطيم مشواري الرياضي الناجح، أنا لا أزال في عز شبابي والقادم سيكون أفضل إن شاء الله.
ما هو اللقب الأغلى في مشوارك ؟
المحطة الأغلى في مشواري الرياضي هي حصولي على الميدالية الفضية في بطولة «التحدي العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة» في «مونتريال» عام 2014، حيث كان إنجازا متميزا بأتم معنى الكلمة، بالنظر إلى حجم المنافسة.
شيء ندمت عليه في مشوارك الرياضي ؟
لم أندم على شيء مثل ندمي على وضع الثقة في رئيس الفيدرالية السابقة، الذي لم يكن عند كلمته وحرمني من حلم المشاركة في أولمبياد «ريو»،.. لقد بدأت هاته الرياضة وحدي وبدعم من أشخاص كنديين...تصوروا أن بذلتي الرياضية صممتها وصنعتها بنفسي ودراجتي قدمتها لي كندا، لا أحب الحديث عن هذا، ولكن الحقيقة مؤلمة، وهي أن مسؤولينا لم يقدموا لي شيء منذ 2013، أنا لا أطمع لا في النقود ولا النفوذ ومن يملك دليلا واحدا بأنني أخذت دينارا واحدا فليتفضل،... كل ما لدي في الجزائر هو دخل شهري لذوي الاحتياجات الخاصة لا يتجاوز 4000 دج، والتي لا تكفي حتى لشراء إطار عجلة الدراجة.
اقترحت إنشاء منتخب وطني لكرة القدم لذوي الاحتياجات الخاصة
أجمل بلد زرته، ولماذا ؟
أجمل بلد زرته هو تركيا لأنه مزيج بين الماضي والحاضر.
ما هو البلد الذي تحلم بالاستقرار فيه ؟
سأستقر بإذن الله في الجزائر، ولكني سأستغل تواجدي بكندا لتكوين نفسي واكتساب الخبرة اللازمة، وبعدها سأعود لبلدي، وأقدم كل ما أملك للشباب، لأنني لا أريد أن يضيعوا مثلما ضعت أنا، ما تسبب في حرماني من البصم على مشوار بطل حقيقي.
ماذا حلمت أن تكون في الصغر ؟
طالما تمنيت أن أكون لاعب كرة قدم مشهورا، حياتي مرتبطة بالكرة، وأتابع معظم البطولات العالمية.
فريقك المفضل في أوروبا ومحليا ؟
فريق القلب هو شباب قسنطينة، وأما في أوروبا فأنا من عشاق العملاق الإسباني ريال مدريد الحائز مؤخرا على رابطة الأبطال رقم 12 في تاريخه.
من هو لاعبك المفضل ؟
لاعبي المفضل هو الأسطورة البرازيلية رونالدينهو.
لم أشعر بحلاوة رمضان في كندا ولا أضيع صلاة التراويح خلف والدي
ما هي أهدافك المستقبلية ؟
كما سبق وأن قلت لكم ... سأحاول استغلال شبابي في اكتساب الخبرات، و الاحتكاك بمدربين و رياضيين عالميين، و بعدها سأستقر بالجزائر، و أقدم خبرتي القليلة لأشخاص كثيرين .....استغل الفرصة من أجل أن أقول لكم ولكافة الجزائريين «صح رمضانكم و تقبل الله منا ومنكم».
حاوره: مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى