استلامنا الكأس من يدي الرئيس بوضياف قبل اغتياله حدث لن أنساه
 يسرد اللاعب السابق عبد الحكيم أمعوش في هذا الحوار الذي خص به النصر، مسيرته الكروية وأهم المحطات التي عرفها مع الفرق التي حمل ألوانها، وفي مقدمتها شبيبة القبائل، شبيبة بجاية، اتحاد بسكرة ومولودية بجاية، إلى جانب المنتخب الوطني للآمال.كما تحدث مدرب شباب فرجيوة عن تجربته الجديدة في عالم التدريب وطموحاته المستقبلية. 
حاوره أحسن / س
• أين هو أمعوش بعد 9 سنوات من اعتزاله الميادين؟
      لا أزال في مجال الكرة المستديرة، حيث أشرفت هذا الموسم على تدريب فريق شباب فرجيوة، الناشط في بطولة الجهوي الثاني لرابطة قسنطينة، التي أنهاها الفريق في المركز السابع.
التحاقي بشبيبة بجاية و هي تلعب في الجهوي مسألة نيف
 • وكيف تقضي شهر رمضان الكريم؟
     لقد قررت تخصيص شهر رمضان هذه السنة للعبادة، حيث أؤدي الصلوات الخمس بالمسجد، بالإضافة إلى تلاوة القرآن يوميا. وأدعو الله العلي العظيم أن يتقبل صيامنا وقيامنا ويغفر لنا ذنوبنا جميعا.
 • هل تتذكر اللقاءات التي كنت تشارك فيها خلال هذا الشهر؟
      نعم لقد شاركت في عدة لقاءات خلال شهر رمضان، ووقتها كنا نلعب على الساعة الواحدة زوالا، وكنا لا نشعر بالصيام خلال المباراة، لكننا كنا نجد صعوبات كبيرة بعد نهايتها، وكان «الديربي» البجاوي أخر لقاء لعبته في رمضان خلال الموسم 2005/2006، وقد فزت مع فريقي مولودية بجاية بنتيجة (1/0)، واحتفل الأنصار بهذا الانجاز حتى الفجر لأنه يعتبر الأول من نوعه منذ عدة سنوات
  • الجميع عارض برمجة اللقاءات الأخيرة للبطولة  في رمضان. ما تعليقك؟
     من حقهم أن يعارضوا، لأنه من الصعب اللعب على الساعة الخامسة، حيث يفقد اللاعب كامل قدراته بسبب تأثير الصيام والحرارة الشديدة. كما أؤكد بأن برمجة اللقاءات في هذا التوقيت يعتبر جنون، ولو يفطر أي لاعب فالذنب سيتحمله المشرفون على البرمجة.   
• أنت من عائلة كروية. هل لك أن تعرفنا عليها؟
     عائلة أمعوش تعتبر من أكبر العائلات الكروية في الجزائر، فقد كنا 9 أخوة من أصل 11 نمارس رياضة كرة القدم، والبعض منا لعب في المستوى العالي وشرف الجزائر، وأتمنى أن تسلط  الصحافة الأضواء على عائلة أمعوش، التي ساهمت في تطوير الكرة المستديرة.
• حتى ابنك كسيلة أصبح لاعبا. أليس  كذلك؟
      بالفعل. فهو لاعب بمدرسة سوناطراك، وسيلتحق بعدها بشبيبة بجاية أو الموب. أسعى جاهدا لمساعدته على النجاح في مسيرته الكروية. علما وأن كسيلة خالف القاعدة، فهو حارس مرمى، عكسنا نحن جميعا حيث كنا مهاجمين.
متأسف لنكسات الفرق القبائلية و أتمنى عودتها إلى الواجهة
 • لعبت أنت وشقيقاك ياسين وسمير في شبيبتي القبائل وبجاية والموب. فمن هو الفريق  الذي يناصره الوالدان؟
 الوالدان يناصران الفرق القبائلية الثلاثة، لكنهما يميلان أكثر لشبيبة القبائل، لأنها  هي التي صنعت اسما لعائلة أمعوش، لأنها منحتني فرصة حمل ألوانها وعمري لا يتجاوز 18 ، قبل أن يلتحق بي شقيقاي ياسين وسمير.

 • هل تتذكر أول مباراة لعبتها مع أكابر شبيبة القبائل؟
     نعم كان ذلك يوم 25 مارس 1991 أمام مولودية الجزائر، حيث فزنا بنتيجة (5/0)، وسجلت في هذه المباراة أول أهدافي.
 قضيت في شبيبة القبائل 5 سنوات، توجت خلالها بلقب البطولة وكأس الجمهورية مرتين، والكأس الممتازة، وبرونزية البطولة العربية، قبل أن أجبر على مغادرة الكناري، والالتحاق بشبيبة بجاية من باب النيف، لأن من كان وراء رحيلي من شبيبة القبائل، قال لي بصريح العبارة «اذهب لتلعب في بجاية». وهو ما اثر في وحفزني، رغم أن «الجياسمبي» كانت تنشط في بطولة الجهوي، بعدما حرمت من الصعود  إلى القسم الثاني، رغم العرضين اللذين تلقيتهما من بغض فرق القسم الأول كشباب برج منايل. والحمد لله أن التحاقي بشبيبة بجاية كان موفقا، حيث قدتها إلى الصعود من الجهوي إلى القسم الوطني الأول، وواجهت شبيبة القبائل وفزت عليها في أول مباراة رسمية  بملعب الوحدة المغاربية (1/0)، بفضل الهدف الذي وقعه شقيقي  ياسين.
•  لكنك غادرت هذا الفريق موسم2000 /2001
 بالفعل لقد غادرته بسبب المدرب شرادي  الذي قرر الاستغناء  عن خدماتي بطلب من احد المسيرين وقد التحقت بصفوف اتحاد بسكرة الذي حملت ألوانه لموسمين وحقت معه الصعود إلى القسم الثاني الممتاز.
لو لم أكن لاعبا لكنت ميكانيكيا مثل الوالد
• خضت تجربة مع اتحاد بسكرة؟
     نعم بعدما استغنت إدارة الشبيبة عن خدماتنا، قررنا التنقل بصفة جماعية إلى اتحاد بسكرة، ونجحنا في  تحقيق صعود تاريخي واللعب في القسم الأول، وهذا بفضل جهود المسيرين، وفي مقدمتهم الرئيس خير الدين أيمن، الذي  وضع  إمكانات كبيرة وأمواله الخاصة تحت تصرف الفريق، دون أن ننسى العمل الكبير الذي قام به المدرب بيرة.
 • بعد بسكرة التحقت بمولودية بجاية؟
       قبل التحاقي بالموب، كان من المفروض أن أعود للعب مجددا مع شبيبة بجاية رفقة  بقية  العناصر التي غادرت الفريق نحو بسكرة، حيث  اتفقت مع الرئيس بوعلام طياب، قبل أن تتغير الأمور ويتم شطب اسمي من القائمة، بإيعاز من المدرب لطرش الذي كانت لي معه مشاكل في بسكرة، لأقرر الانضمام إلى المولودية التي تشرفت بحمل ألوانها، كونها الفريق الأكثر شعبية بمنطقة الصومام.
تجربتي مع اتحاد بسكرة كانت ناجحة و أشكر الرئيس أيمن
• كنت لاعبا دوليا في منتخب الآمال. حدثنا عن هذه التجربة.
       التحقت بمنتخب الآمال بين سنتي 1990 و1993، وشاركت معه مرتين في ألعاب البحر الأبيض المتوسط باليونان وفرنسا، الأخيرة التي نلت معه فيها الميدالية الفضية، بعدما خسرنا النهائي أمام تركيا.
• المنتخب وقتها كان مشكلا من عدة لاعبين ممتازين أليس  كذلك؟
      صحيح كان يضم عدة لاعبين ممتازين، على غرار بن طلعة، خياط زروقي، موسوني  وبن مساحل، لكن للأسف الشديد ذهب هذا الجيل دون  أن يستفيد منه المنتحب الأول، إذ لم تتم ترقية أي لاعب إلى الفريق الذي كان  يشرف عليه المدرب ماجر الذي عوض إيغيل مزيان  حيث اكتفى بضم مدربنا أكسوح.
اليوم استغرب عندما  أسمع ماجر يدافع عن اللاعب المحلي، ويطالب بضرورة منحه فرصة اللعب في الفريق الأول، وهو الذي همش الآمال المتوجين بفضية ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وأتمنى أن يشرح لنا الأسباب.
 • هل تلقيت عروضا  للاحتراف خارج الوطن؟
      كنت محل اهتمام نادي جدة السعودي، الذي عاينني في النهائي أمام تركيا، لكن الأمور توقفت عند هذا الحد لأسباب أجهلها. أعتقد أن العشرية السوداء أثرت على مستقبل جيلنا، وحرمتنا من الاحتراف خارج الوطن، رغم تألقنا سنة 1993 في ألعاب البحر الأبيض المتوسط.

برمجة اللقاءات في رمضان على الساعة الخامسة مساء جنون
  • وماذا عن تجربتك في عالم التدريب؟
     البداية كانت الموسم 2007/2008 مع فريقي الأول صومام سيدي عيش، بعدها انتقلت إلى شباب فرجيوة كلاعب ومدرب مساعد، وفي الموسم الموالي دربت الفريق لوحدي وحققت معه الصعود إلى الجهوي الأول، قبل أن أتوقف عن التدريب لأترأس فريق سيدي عيش. وبعد توقف دام عدة سنوات قررت هذا الموسم العودة إلى التدريب والإشراف مجددا على شباب فرجيوة.
 • ما هو الحدث الذي لن تنساه؟
تتويجي موسم 1991/1992 بكأس الجمهورية مع شبيبة القائل، واستلامنا الكأس من يدي الرئيس الراحل محمد بوضياف، الذي اغتيل بعدها بأيام قليلة. لن أنسى هذا الحدث حتى أغادر هذه الدنيا، كما سأظل احتفظ بصورة تسلمي الميدالية من يديه
 •وما هي أحسن ذكرى تحتفظ بها؟
     صعودي في ظرف ثلاثة سنوات مع شبيبة بجاية من القسم الجهوي إلى القسم الأول، لأنني تمكنت من تحقيق الهدف الذي جئت من أجله إلى هذا الفريق، الذي لعب موسم 1998/1999 في حظيرة الكبار لأول مرة في تاريخه.
 • وأسوء ذكرى؟
      وفاة المطرب معطوب الوناس، الذي يعد من أعز أصدقائي وغنى في حفل زواجي، كما أنه يعشق شبيبة القبائل حد النخاع. أنا متيقن أنه لو ما زال حيا لما وصل الفريق إلى الوضعية الكارثية التي يعشيها حاليا.
العشرية السوداء حرمت جيلنا من الاحتراف
   •  لعبت «الديربيين» البجاوي والقبائلي. فأيهما أحسن في نظرك؟
 الديربي البجاوي، لأن له طعم خاص، كونه يجمع فريقين ينتميان إلى نفس المدينة، واللاعب يحس بالضغط ويعيش  أجواء الديربي قبل موعده  بحوالي شهر. عكس الديربي القبائلي الذي لا يشعر به اللاعب إلا يوم اللقاء.
أنا متيقن انه لو كان لبجاية ملعب كبير يتسع لحوالي 80  آلف متفرج لنافس الديربي البجاوي الديربي العاصمي بين المولودية والاتحاد.
 • من هو أحسن رئيس تعاملت معه؟
       المرحوم بن قاسي بوسعد، الذي يحظى باحترام الجميع، وحتى الأخوان طياب ورئيس اتحاد بسكرة أيمن رؤساء في المستوى، لأنهم يحسنون التعامل مع اللاعبين.
الديربي البجاوي أفضل من «الديربي» القبائلي
 • وماذا عن  الرئيس حناشي؟
     حناشي قدم الكثير لشبيبة القبائل كرئيس، وقادها إلى التتويج بعدة ألقاب وطنية وقارية،  لكنه خلال المواسم الأخيرة أصبح ضحية محيطه، ما أثر على الفريق الذي بات يلعب من أجل تفادي السقوط. شخصيا أنصح حناشي بالانسحاب.
 •ومن هو المدرب الذي تأثرت به؟
     لقد عملت مع عدة مدربين، منهم خالف محي الدين، الذي دربني لمدة شهرين وتعلمت منهم الكثير، لكن المدرب الذي أثر في شخصي بشكل كبير، عبد الكريم بيرة، الذي يعتبر موسوعة في كرة القدم. تعلمت منه أشياء كثيرة، كما لا يجب أن أنسى نور الدين سعدي، الذي يحسن مخاطبة اللاعب، وكذا عبد الله مشري المعروف بأخلاقه العالية وحرصه على الانضباط.   

 • هل أنت راض على  ما حققته على مدار 26 سنة قضيتها في الميادين كلاعب.
في الحقيقة أنا راضي بما قدمته وحققته مع مختلف الفرق التي حملت ألوانها  رغم أنني كنت قادرا على تحقيق الأفضل .
أستغرب دفاع ماجر عن اللاعب المحلي
 • لو لم تكن لاعب كرة قدم ماذا كنت ستعمل؟
 كنت سأشتغل ميكانكيا مثل الوالد الذي كان يمارس هذه المهنة رفقة شقيقين آخرين.
• بماذا تريد أن تختم هذا الحوار؟
      أشكر قبل كل شي جريدة «النصر»، التي تذكرتني ومنحتني فرصة سرد مسيرتي الكروية حتى يتعرف عليها الجيل الحالي، واستعادة شريط الذكريات الجميلة.
أتمنى لشبيبة القبائل العودة إلى منصة التتويجات في أقرب وقت، ولفريقي شبيبة بجاية والموب الصعود والعودة  إلى الرابطة المحترفة الأولى. كما أغتنم هذه الفرصة لأهنئ اتحاد بسكرة على الصعود، وأحيي في الأخير مسيري شباب فرجيوة، والممول طرشي الذي يساعد الفريق كثيرا.             
أ.س

الرجوع إلى الأعلى