سعدان آخر محلي تتوفر فيه مواصفات الناخب و ألكاراز سجل نقاطا في بداية المشوار
فتح ابن المدرسة الكروية القسنطينية الهادي خزار قلبه للنصر وتطرق في حوار مطول، لعديد القضايا التي تخص مشواره كلاعب وكمدرب أشرف على عديد الأندية قبل أن يحط الرحال في الموسم الماضي بفريق جمعية الشلف، وكذا مستوى المنافسة في الرابطة المحترفة بقسميها ، كما عرج على المنتخب الوطني أين ذكر بأنه طالب قبل سنتين بمنح ابن قسنطينة رامي بن سبعيني الفرصة لترميم الجدار الدفاعي وغيرها من النقاط.
حاوره: نورالدين - ت
• تعتبر أحد خريجي المدرسة الكروية الجزائرية، أليس كذلك؟
     أنا خريج الإصلاح الرياضي و منتوج خالص لمدرسة شباب قسنطينة، فبعد موسم واحد في فريق التبغ والكبريت انتقلت إلى شباب قسنطينة الذي تدرجت عبر جميع أصنافه على مدار عشر سنوات، وقد تمت ترقيتي مباشرة من صنف الأواسط إلى الأكابر.
• كانت أول مقابلة لك أساسيا سنة 1986 أمام  مولودية الجزائر وأوكلت لك مهمة مراقبة قلب الهجوم بوسري، بماذا تحتفظ عن تلك المباراة؟
     كنت لاعبا في فئة الأواسط، وتمت ترقيتي إلى صنف الأكابر، ليتم إشراكي في مباراة جمعية الشلف، التي كانت تمر بأزهى أيامها، حيث دخلت بديلا في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول وساهمت في العودة بالتعادل، وبعدها مباشرة جاءتني فرصة اللعب أساسيا لأول مرة بمناسبة استضافة مولودية الجزائر، وقد عانيت يومها من ضغط رهيب، بالنظر لحجم المنافس، ما جعل جميع أفراد الفريق متخوفين، وما زلت أذكر أن القائد محمد بولحبال حفزني بقوله:» لقد أديت مباراة كبيرة في الشلف وعليك التأكيد اليوم»، ويومها كانت بداية مشواري مع الأكابر.
طالبت بمنح بن سبعيني الفرصة بعد إقصاء الخضر من “كان 2015”
• على ذكر ترقيتك من صنف الأواسط كيف تفسر ابتعاد الأندية عن التكوين، وعدم وضع الثقة في اللاعبين الشبان؟
     من منطلق تجربتي مع عديد الأندية، وقفت على غياب سياسة التكوين، لغياب الهياكل ولأن الأندية منشغلة بالفريق الأول، كما أن تطور الكرة القدم لم تواكبه المنشآت الرياضية، خاصة مرافق التدريب ما تسبب في تراجع بروز المواهب، ومع ذلك هناك فرق محافظة على التكوين، في صورة جمعية الشلف، حيث انبهرت للطاقات الشبانية الهائلة التي يضمها الفريق.
• من منطلق تجربتك في الرابطة المحترفة، ما هو تقييمك للمستوى العام للمنافسة؟
     مستوى الرابطة المحترفة الثانية في تدني من موسم لآخر، أما الرابطة الأولى فلا يمكن الحكم على مستواها، لأن الموسم المنقضي كان عبارة عن مهزلة لكثرة الانقطاعات، فلعب مقابلتين والتوقف قرابة الشهرين أمر غير مقبول، وراجع إلى غياب التنظيم وضعف البرمجة، كما أن التحجج بالمشاركة في المنافسات القارية، لم يعد مقنعا لأن الفرق صارت تسافر عبر طائرات خاصة. وبالمناسبة أرى أن تقييد الفرق ب22 إجازة فقط يحول دون امتلاكها عددا كاف من اللاعبين لتدوير التعداد، واللعب على عدة جبهات.
• بالعودة إلى مجال التدريب كيف تقرأ نجاح الجيل الجديد من المدربين في البطولة الوطنية؟  
     بروز هذا الجيل راجع لكون المدربين السابقين في صورة نجار وحنكوش وتبيب وهدان وغيرهم تقدموا في السن، وفسحوا المجال لأن الكثير منهم لم يعد بإمكانه العمل في الميدان.
• المقصود ليس تسلّم المشعل، بل النجاحات التي حققوها في صورة تتويج مضوي بلقب رابطة أبطال إفريقيا؟
     حقيقة هناك نقاط ضوء كثيرة، فخير الدين مضوي توج قاريا ومحليا، كما أنني توجت في سن الأربعين بكأس الجزائر رفقة شبيبة بجاية، وبوغرارة أدى مواسم رائعة مع دفاع تاجنانت، وشريف الوزاني بصدد أداء موسم استثنائي مع اتحاد بلعباس، وحتى يثبت المدربون الشباب في هذا المستوى لابد من حصد نتائج طيبة، لأنها البارومتر الحقيقي.

• وكيف تفسر غياب الاستقرار في العارضة الفنية للأندية؟
     هناك حقيقة لا مفر منها، وهي أن الشارع الرياضي هو من يتحكم في تسيير الأندية، تجربة عشتها مع شبيبة بجاية، حيث أن ضغط الأنصار على المسيرين جعلني كبش فداء، ومعلوم أن جل رؤساء الأندية يخضعون لضغط الشارع.
ندمت كثيرا على عدم اللعب للأندية العاصمية التي طلبت خدماتي
• ترسخت قناعة لدى الشارع الرياضي بأن المدرب المحلي غير قادر على اعتلاء العارضة الفنية للخضر، فكيف ترى ذلك؟
     بكل موضوعية أرى أنه لا وجود لمدرب محلي يتوفر على جميع مؤهلات تدريب المنتخب، المهمة التي تعد مكسبا وليس تكليفا، وبرأيي رابح سعدان كان آخر مدرب يحمل مواصفات الناخب، فقد تألق بقيادة المنتخب الوطني أواسط إلى مونديال 1979، وساهم في تأهل الخضر إلى مونديال 1982 وقادهم في مونديال 1986 و2010 وكذا في عديد  دورات النهائيات للكان، وهي تجربة جد ثرية وناجحة.
• وهل ترى أن اللاعب المحلي قادر على العودة وفرض نفسه في المنتخب؟
     نعم، لكن ليس بالعدد الذي يعتقده المناصر، فهناك لاعبون يستحقون حمل القميص الوطني، وهم بحاجة فقط لوضع الثقة فيهم لحجز مكانة ضمن التشكيلة الأساسية، وخير دليل على ذلك الشاب يوسف عطال الذي واجهته رفقة جمعية الشلف، ووقفت على كبر إمكاناته، إنه ملفت للانتباه بمهاراته وقدراته الدفاعية والهجومية، وقد لعب مع الخضر دون مركب نقص، ما يفتح الباب أمام لاعبين آخرين.
• وكيف وجدت الناخب الوطني بعد أول مباراة رسمية؟
     هو في بداية المشوار، وفي مباراة الطوغو أدى المنتخب الوطني شوط أول محترم، وتراجع في الثاني، وتبقى النقاط الثلاث أهم ما يجب الاحتفاظ به في أول لقاء رسمي، لأن الناخب لا يعرف اللاعبين و ذهنياتهم، وبمرور ستة أشهر سيتمكن من فرض فلسفته ويتعرف على اللاعبين، والتأكيد إن كان في مستوى قيادة الخضر.
• ما هو تفسيرك لعجز القائمين على المنتخب في حل معضلة دفاع الخضر ؟
     مشكلة الدفاع بدأت بشكل مقلق في كان 2015، أين خسرنا أمام منتخب غانا بهدف جيان القاتل، وقد كان لي بعدها حديث مع نائب رئيس الفاف جهيد زفزاف، وقلت له بأن كارل مجاني حرمنا من فرصة الذهاب إلى نهائي الكان، وعلى الفاف بداية التفكير في إيجاد البدائل، ويومها أشرت إلى ضرورة منح الفرصة للشاب رامي بن سبعيني الذي كان يستحق أخذ فرصته. والآن بالتحاق يوسف عطال يبقى الدفاع بحاجة فقط إلى مدافع يكمل بن سبعيني في المحور.
• ما هي أحسن ذكرى في مشوارك كلاعب ومدرب؟
     أمضيت لحظات رائعة في قسنطينة، و كان تفكير اللاعب منحصرا في ممارسة الكرة، عكس اللاعب الحالي الذي لا يفكر سوى في الأموال، فقد كنت أزاول دراستي في العاصمة وجاءتني فرص بالجملة للعب هناك، لكنني رفضتها لتعلقي بشباب قسنطينة، حيث كانت الألوان مقدسة، لتبقى أحسن ذكرى تحقيقي الصعود في ثلاث مناسبات مع شباب قسنطينة و باتنة وشبيبة بجاية، أما كمدرب فتتمثل في تتويجي بكأس الجزائر رفقة شبيبة بجاية.
• وأسوء ذكرى؟
     سقوط شباب قسنطينة عام 1986 وتضييع في ظرف أسبوع الصعود وتنشيط نهائي كأس الجزائر.
• وما هو الشيء الذي ندمت عليه في مشوارك كلاعب؟
     ندمت كثيرا على عدم لعبي للأندية العاصمية التي طلبت خدماتي، حيث أن مسيرتي كانت ستأخذ منحى آخر، سيما في سنوات 1990و1991 أين ألح علي كثيرا المدرب غورمان اللعب لشباب بلوزداد، وحين كنت طالبا وصلتني عروض من رائد القبة ونصر حسين داي ومولودية واتحاد الجزائر لكنني رفضتها جميعا. وقد استوعبت الدرس عند تحولي إلى مهنة التدريب حيث أنني أعمل حاليا مع أي فريق وفي أي منطقة، بدليل أنني عملت مع شبيبة الساورة على بعد 1200 كلم.


الشارع الرياضي يتحكم في تسيير الأندية
• كيف تقضي يومياتك في شهر رمضان؟
     بشكل عاد، حيث يبدأ يومي على الساعة التاسعة صباحا، وبعد قضاء حاجيات العائلة أصلي الظهر، وبعدها أحاول البقاء رفقة أفراد العائلة لتعويض الوقت الذي قضيته في عملي، وفي السهرة أحرص على أداء صلاة التراويح في المسجد والعودة بعدها إلى البيت.
• وما هي البرامج التلفزيونية المفضلة لديك؟
      أتابع يوميا مسلسلي عاشور العاشر وتحت المراقبة.
•هل أنت من هواة التسوق في رمضان؟
      اكتفي بقضاء الحاجيات، ومع تقدمي في السن تخليت على بعض العادات، حيث كنت في شبابي أقتني كل ما تقع عليه عيني وتشتهيه نفسي.
• ما هو طبقك المفضل؟
      اشترط وجود الشربة والبوراك على طاولة الإفطار، وبقية الأطباق سواسية بالنسبة لي، كما صرت أتناول طبق الكسكسي في السحور.
مستوى المنافسة محليا في تراجع والموسم المنقضي مهزلة
• ما هو الشيء الذي تحرص عليه في رمضان؟
أحرص على العبادة، بأداء الصلاة في وقتها وقراءة القرآن، على اعتبار أن شهر رمضان يتميز عن باقي الشهور ، بكونه شهر العبادات والتقرب من الله.
• ما هي السلوكات التي تزعجك في رمضان؟
     النرفزة والشجار في الطرقات والأماكن العامة لأتفه الأسباب.

• وما ذا عن لعب المباريات نهارا في رمضان، كما حدث قبل أسبوع؟
     لعبنا سابقا في رمضان لكن في ظروف مناخية مغايرة، حيث أن الحرارة كانت معتدلة، ولم نكن نصوم 17 ساعة في اليوم، أما الآن فبرمجت المقابلات في آخر اليوم أمر لا يطاق، وجعل اللاعبين عرضة لأخطار، سيما وأن الموسم امتد على مدار السنة.
غياب مرافق التدريب حرم عديد المواهب من البروز
• وهل سبق وأن طلب منكم الإفطار في رمضان؟
     نعم، كان ذلك رفقة المنتخب الوطني العسكري عام 1995، أمام منتخب مصر في تصفيات كأس العالم بملعب الأكاديمية الحربية، وقد طلب منا الإفطار لأن المباراة مهمة وبرمجت على الساعة الثالثة، لكنني رفضت، ومع ذلك دخلت بديلا في الشوط الأول فلعبت بحرارة وسجلت هدفا، ورغم الإقصاء أحتفظ بأنني لعبت صائما، أما في البطولة فلم يسبق أن طلب منا أي مدرب أو مسير الإفطار.                               
ن/ت

الرجوع إلى الأعلى