حلمي تمثيل الجزائر في أولمبياد طوكيو و نقص الإمكانيات حال دون ذهابي إلى أمريكا
• ما يناله لاعب كرة في شهرين كاف للتدرب لمدة عام في أمريكا والعودة بميدالية أولمبية
فتح العداء الشاب إسكندر جميل عثماني قلبه للنصر، بعد الانجاز الذي حققه في بطولة الجزائر المفتوحة لألعاب القوى حيث حطم الرقم القياسي في سباق 100 متر  الذي ظل صامدا لمدة 31 سنة، ابن حي»لابوم» المولود في جوان 1992 بقسنطينة ويدافع حاليا على ألوان المجمع البترولي قادما من جمعية بونوارة وهو طالب بكلية الاقتصاد، عاد إلى بداياته مع هذه الرياضة التي لم ينطلق فيها في سن مبكرة و المشاكل التي تعاني منها رياضة ألعاب القوى في الجزائر بالإضافة لطموحاته المستقبلة.
في البداية حدثنا عن تتويجك الأخير وتحطيمك لرقم قياسي بعد 31 سنة؟
الحمد الله كنت أنتظر هذا الانجاز وحضرت له جيدا خصوصا أن المنافسة كانت شديدة بيني وبين باقي المنافسين في سباق 100 متر فأردت أن أحقق انجازا يفوقهم ويكون أكبر من مجرد الفوز بالسباق وهو ما حدث فعلا.
أثناء السباق، متى أحسست بأنك ستفوز به وتحقق انجازا غير مسبوق في البطولة الوطنية؟
ربما منذ البداية بسبب الطاقة و الشحنة التي كانت بداخلي وأردت تفجيرها و السبب هو عدم تتويجي بالميداليات في الفترة الأخيرة، وهذا بعد البطولة العربية التي لم أتأهل إليها بسبب جزء واحد فقط من المائة(0,01 ثانية) ومنذ تلك الفترة وأنا أتدرب بقوة وأحاول تدارك النقائص، وقبل 10 أيام منذ انطلاق البطولة كان لدي إحساس بأنني سأفوز وأنتقم لنفسي وأحقق رقما جديدا.

كيف حضرت للبطولة الأخيرة، وهل كان تفكيرك أكثـر على بطولة العالم للجامعات؟
بصراحة لم يكن هناك تحضير خاص للبطولة، وكما تعلم كل رياضي يمر بمرحلة فراغ وبمرحلة قمة الأداء ولحسن حظي كنت في أفضل مرحلة وهو ما ساعدني على الفوز من جهة وكان اهتمامي منصبا أكثر على بطولة العالم للجامعات التي ستقام في تايوان وسأشارك فيها بحول الله(الحوار أجرى قبل تنقل اسكندر إلى تايوان).
مع من تحدثت قبل السباق؟
قبل فترة من السباق كان والدي يتصل بي باستمرار وكان قلقا  بالإضافة للوالدة، أما مدربي الحالي في المجمع البترولي سيد علي صابور فقد كان يضع في ثقة كبيرة وكان يعلم بقدراتي، كما تحدثت أيضا مع مدربي السابق بشير مسيخ الذي له فضل كبير علي فيما وصلت إليه الآن.
قبل هذا السباق كنت تجد صعوبة في «السبرينت» الأخير، هل عالجت هذا الإشكال؟
كما تعلم سباقات 100 متر عبر العالم تتطلب بنية مرفولوجية قوية، وأنا لا أملك بنية قوية خصوصا أن القوة البدنية تلعب دورا كبيرا في 30 مترا الأولى التي تحدد مصيرك في سباق 100 متر، وأنا لم أكن أندفع بقوة في 30 مترا الأولى حيث أن بنيتي الجسمانية تجعلني أعطي ما عندي في 15 مترا الأولى، لهذا تنخفض سرعتي في الأمتار الأخيرة، وفي بطولة الجزائر الأخيرة صممت مع مدربي على تكثيف التدريبات لمعالجة هذا الإشكال وهو ما جعلني أدخل بقوة في 30 مترا الأولى.

بدأت ممارسة ألعاب القوى في سن متأخرة

لنعود إلى البداية، ماهو سبب بدايتك المتأخرة في هذه الرياضية التي مارستها في سن 18 سنة؟
بدايتي كانت كهاوي سنة 2013 وسني 18 سنة حيث شاركت في أحد سباقات الهواة ومارستها لمدة شهرين، وبعدها توقفت لمدة عامين، وفي تلك الفترة لم يعجبني صغر جسمي فقررت أن أمارس رياضة تقوية العضلات في القاعة وبعدها أعود مجددا إلى العاب القوى وهذه المرة مارستها كمهنة، وانتقلت إلى الملعب ووجدت المدرب بشير مسيخ وطلبت منه الانخراط في فريق مواهب أتليتيك قسنطينة والذي تعد حسيبة بولمرقة رئيسته الشرفية، ومنذ تلك الفترة وأنا أتدرب وأتكون على يد المدرب مسيخ، ولم تكن بدايتي موفقة أثناء الاختبارات التي كان يجريها لنا المدرب لكن مع مرور الوقت اكتشف أن عدد خطواتي في الثانية كان جيدا، وفي شهر مارس 2013 فزت بأول لقب حيث نلت لقب بطل الجزائر في سباق 60 مترا، ومن هنا كانت البداية وحصدت العديد من الميداليات ومثلت الجزائر في عدة بطولات عربية و افريقية.


مدربي بشير مسيخ له فضل كبير علي

من هو المدرب الذي تدين له بالفضل في مشوارك؟
بدون شك أستاذي بشير مسيخ الذي تعلمت منه الكثير وصقلني في التدريبات وبفضله استطعت التحمل في السباقات، فهو اختصر علي الزمن التي ضيعته بسبب ولوجي المتأخر في هذه اللعبة دون أن أنسى أيضا مدربي الحالي سيد علي صابور.
ماهو سبب مغادرتك لفريقك الأول والتحاقك بجمعية بونوارة؟
سبب مغادرتي لمواهب اتليتيك قسنطينة يعود للإهمال الذي كنا نعاني منه، ولم نكن نملك حتى بذلة رياضية لائقة، وفي تلك الفترة توقف مسيخ من العمل في الفريق وهو من اتصل برئيسة جمعية بونوارة أمينة وتم الاتفاق على الالتحاق بالفريق وكنت أتدرب مع مسيخ في قسنطينة وأثناء المنافسات الرسمية أمثل جمعية بونوارة، وقضيت ثلاث سنوات في الفريق لكن في العام الأخير شحت الإمكانيات المادية ولم تتمكن رئيسة الفريق من الاحتفاظ بنا لأسباب مادية.
كيف استطعت التوفيق بين الدراسة و الرياضة؟
بصراحة في تلك الفترة ومع توالي الانتصارات وتمثيلي للجزائر في منافسات عربية وافريقية قل اهتمامي بالدراسة وأصبح تركيزي منصبا على البطولات، ومع إصرار الوالدين أكملت الدراسة حتى وصلت إلى الليسانس في كلية الاقتصاد، مع العلم أن والدتي كانت معلمة ووالدي أستاذ جامعي وأرادا أن أنجح في المجالين.


تم هضم حقي في إحدى المنافسات

هل صحيح أن حقك هضم في إحدى المنافسات التأهيلية؟
نعم حدث هذا في البطولة المفتوحة لعام 2016 حيث حصدت توقيتا جيدا وكان مدربي لديه «الكرونومتير» ولما أعطيت النتائج منحوني توقيتا متأخرا عن التوقيت الذي تحصلت عليه وكان هناك تلاعب وهضم لحقي.

رفضت أخذ صورة مع البطل الجنوب افريقي حتى لا أصغر في نظره

هل صحيح أنك رفضت أخد  صورة تذكارية مثل باقي زملائك مع البطل المعروف الجنوب إفريقي وايدفان نيكر؟
نعم وهذا في البطولة الافريقية في جنوب افريقيا 2016 أين شارك في نفس السباق الذي شاركت فيه وقبل السباق ذهب زملائي في الفريق لأخذ صورة تذكارية معه ورفضت ولما سألوني قلت لهم أنا أنافسه ولا آخذ صورة تذكارية معه ولم أرد الإنقاص من قيمتي وأصغر في نظره ويراني كمنافس له وليس كمعجب رغم أنني في نفسي كنت اعتبره قدوة.
ماهو سبب عدم تأهلك لاولمبياد ريو دي جانيرو رغم أنك كنت من المرشحين؟
السبب الرئيسي هو الإصابة التي تعرضت لها ومواصلتي المنافسة وأنا مصاب دون معالجتها بالشكل الكافي ودون أخذ القسط الكافي من الراحة حيث كان من المفروض أن أرتاح 15 يوما ولكنني أخذت 3 أيام فقط.


فكرت في بيع سيارتي للتنقل إلى أمريكا

هل صحيح أنك أردت الهجرة إلى أمريكا وهل مازال هذا الحلم يراودك؟
نعم وقد اتصلت بعدة جامعات أمريكية وأرسلت لهم سيرتي الذاتية وقبلوني لكن بقي المشكل في الأموال حيث لا أملك الإمكانيات الكافية للتنقل، كما أرسلت سيرتي الذاتية إلى مجمع «اولتيس» وهو أكبر مركز تدريب في الولايات المتحدة الأمريكية وطلبوا مني الحضور، ولو تحقق لي هذا ومع الإمكانيات التدريبية المتوفرة هناك فبإمكاني الحصول على ميدالية أولمبية، والحلم بالتنقل إلى أمريكا مازال يراودني حتى أنني فكرت في بيع سيارتي.
بعد انتقالك إلى المجمع البترولي، هل تحسنت ظروف العمل؟
بالتأكيد فقد كانت نقلة من جميع الجوانب حيث وفرت الإمكانيات وظروف التدريب و التربصات خارج العمل بالإضافة للأمور التنظيمية مثل الحصول على التأشيرة في وقت قصير و السفر بالطائرة على نفقات النادي وغيرها.
هل هناك تنسيق بين مدربك السابق والحالي؟
نعم هناك تنسيق بينهما قبل كل منافسة أخوضها خصوصا أن مدربي السابق بشير مسيخ هو من عرفني على مدربي الحالي سيد علي صابور وكلاهما له فضل كبير علي.
هل وجدت الدعم من الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى؟
الاتحادية عرفتها مرتين لما ذهبت معهم في البطولة الإفريقية في 2014 وبطولة إفريقيا 2016 في جنوب إفريقيا، وعندي علاقة طيبة مع رئيس الفدرالية السيد ذيب، وبخصوص الدعم فلكل حادث حديث وأفضل عدم الخوض في هذا الموضوع الآن مع علمي أن ظروف الاتحادية ماديا ليست على أحسن ما يرام.

هناك مدرب عاصمي يريد عرقلتي بكل الطرق

هل ترى أن هناك من يحاول عرقلتك؟
هناك مدرب من العاصمة يريد عمل المستحيل لعرقلتي بكل الطرق والحمد الله لم يصل إلى هدفه.

أعرف كيف أحصن نفسي من المنشطات

هل تخشى من الوقوف في فخ المنشطات دون علمك وكيف تحصن نفسك؟
لحسن حظي أنني رياضي أملك مستوى تعليميا مقبولا يجعلني أبحث وادرس في هذا الأمر وقبل تناول أي دواء أدرس جيدا محتوياته، كما من عادتي عدم تناول الأدوية حتى عندما أصاب بزكام.
من تعتبره قدوتك وتحلم بالوصل إلى مستواه؟
هناك الأمريكي جيريمي وارينر وهو من أفضل العدائين في سباق 100 متر وأعتبره قدوة، وحاليا يوجد الجنوب إفريقي وايدفان نيكر الذي لعبت ضده واعتبره قدوة لأنني وجدت تشابها بين بدايته وبدايتي في هذه المنافسة.
بعد 100 و 200 متر متى تدخل سباق 400 متر؟
بداية من العام القادم بحول الله وأرى أنني سأجد ضالتي أكثر في 400 متر للأسباب التي ذكرتها لك في بداية الحوار و المتعلقة بالبنية المورفولوجية.
كيف هي علاقتك مع زملائك العدائين ومن هو الأقرب إليك؟
علاقتي طيبة مع الجميع و الأقرب إلي هو من أبيت معه في نفس الغرفة أثناء التربصات و التنقلات منهم عبد المالك لاهولو وفي قسنطينة أكرم دلماني ولم يسعفه الحظ للذهاب بعيدا ومازال المستقبل أمامه.
كيف ترى رياضة ألعاب القوى في الجزائر مقارنة مع رياضات أخرى وبالأخص كرة القدم؟
للأسف هي رياضة مهمشة من جميع الجوانب رغم أنها أعطت للجزائر أكثر من باقي الرياضات، فهي التي ترفع العلم الوطني و النشيد في الألعاب الاولمبية، وحتى من الناحية المادية، وأريد أن أضيف أمرا مهما.
تفضل
ما يتقاضاه لاعب كرة قدم في القسم الأول في شهرين يكفي لتغطية تنقل لاعب ألعاب قوى إلى أمريكا وتدربه لمدة عام وقد يعود بميدالية اولمبية.
ماهي طموحاتك المستقبلية؟
احلم بتمثيل الجزائر والحصول على ميدالية اولمبية في الألعاب الاولمبية القادمة بطوكيو 2020 وسأعمل المستحيل للوصل إلى هذا الهدف بتوفيق من الله.
بماذا تود أن تختم هذا الحوار؟
اشكر جريدة النصر في البداية، كما أشكر مديرية الأمن الوطني لولاية قسنطينة على تنظيمها لاستقبال كبير لي في المطار، وان شاء الله هذا الانجاز يكون بداية لانجازات أخرى.
حاوره:فوغالي زين العابدين

الرجوع إلى الأعلى