ليس من حق الأحزاب التي لا تستطيع مراقبة الصناديق الطعن في الاقتراع
أكد المحلل السياسي الدكتور يوسف بن يزة، أن الانتخابات المحلية المقبلة، تكتسب أهميتها الكبيرة من حيث كونها مناسبة لتجديد  طواقم الهيئات المحلية وتكريس الاستقرار المؤسساتي،  معتبرا أن الصلاحيات الممنوحة للمجالس المحلية تبقى منقوصة  ويرى أن كل الشروط  مهيأة لتكون الانتخابات نزيهة، لكنها غير كافية وقال أن الأحزاب  التي لا تملك القدرة على تعبئة المناضلين وتسخيرهم لمراقبة الصناديق ليس من حقها أن تطعن في شرعية الانتخابات ونزاهتها وبخصوص النتائج المتوقعة في الاستحقاق المقبل أوضح أن النتائج المرتقبة، ستعكس توزيع  القوة على القوى السياسية بالطريقة الكلاسيكية المعروفة.
•النصر :  ماذا تقولون بخصوص أهمية الانتخابات المحلية المقبلة ودورها في تعزيز المسار الديمقراطي والتنموي في البلاد؟
• يوسف بن يزة : الانتخابات في تعريفها البسيط هي أداة تنظيمية تستخدم  في مسعى الوصول إلى السلطة أو البقاء فيها ، كما تمثل آلية قانونية يمارس من خلالها الشعب حقه في اختيار من يحكمه ومن يمثله في هيئات الدولة ، تبعا لذلك تحظى الانتخابات بأهمية بالغة لاسيما في  المستويات الدنيا للسلطة بالنظر إلى قرب هذه المستويات من اهتمامات وانشغالات المواطنين ، وتكتسب الانتخابات أهميتها الكبيرة من حيث كونها مناسبة لتجديد  طواقم الهيئات المحلية وتكريس الاستقرار المؤسساتي
•النصر :  ماذا ينتظر المواطن من المجالس المحلية المنتخبة و ماذا عن الصلاحيات الحالية لهذه المجالس؟
•يوسف بن يزة : المواطن الذي سيشارك في الانتخابات ويمارس حقه في اختيار من يمثله سيكون حريصا على متابعة نشاط تلك الهيئات والتفاعل معها أما من سينأى بنفسه عن هذا الواجب سيكون في موقف ضعف لأنه قد يفاجأ بتشكيلة لا ترقى إلى مستوى تطلعاته، غير ذلك هناك انشغالات تنتظر المنتخبين الجدد في حدود الصلاحيات الممنوحة لهذه المجالس التي أرى أنها منقوصة بسبب تكبيلها بالوصاية القريبة والبعيدة ، فكما هو معلوم الجزائر تتمتع بلامركزية نسبية وقانوني البلدية والولاية يكبلان المنتخبين المحليين، وهناك صعوبات جمة تواجه المجالس المحلية يطول الحديث عنها.
• النصر : الانتخابات المحلية من المفروض أن تكون محل اهتمام الناخبين ، لماذا في رأيكم  يختلف اهتمام المواطنين بالتشريعيات والرئاسيات مقارنة مع المحليات ؟
 •يوسف بن يزة : صحيح من المفروض أن تلقى الانتخابات المحلية اهتماما مقارنة  بالرئاسيات والتشريعيات وهذا ما نجده في الواقع عكس ما يبدو في وسائل الإعلام ، المحليات تعتمد على العمل الجواري الكواليسي وهذا العمل يتفاعل مع التركيبة المجتمعية وهي تعكس تشظي الساحة السياسية، يعني أن الساحة السياسية منقسمة على نفسها بوجود حساسيات حزبية كثيرة، وتعقد الرهانات التنموية المحلية بسبب تراجع موارد الجماعات المحلية ،  أما بالنسبة للرئاسيات والتشريعيات فالرهان يختلف بالنسبة للأحزاب وللناخبين أيضا.
•النصر :  كيف تتوقعون نتائج الاقتراع المقبل وماذا عن الشروط الضرورية لنزاهة الاستحقاق الانتخابي ؟
•يوسف بن يزة : لنبدأ  من الأخير، أنا أعتقد أن كل الشروط مهيأة لتكون الانتخابات نزيهة، لكنها غير كافية تماما في غياب الإرادة السياسية من جهة وغياب التجنيد لدى الأحزاب السياسية باعتبار ها  المعنية الأولى بالأمر، فالأحزاب  التي لا تملك القدرة على تعبئة المناضلين وتسخيرهم لمراقبة الصناديق ليس من حقها أن تطعن في شرعية الانتخابات ونزاهتها وهذه مشكلة كبيرة ، أما عن النتائج المرتقبة فلا أظن أنها ستكون مفاجئة بل ستعكس توزيع  القوة على القوى السياسية بالطريقة الكلاسيكية المعروفة، ما يعني أن التغيير المنشود لن يكون سوى في الأشخاص وليس في السياسات، مادامت المجالس المحلية لا تملك الحرية الكاملة في تدبير أمورها والتكيف مع المعطيات المحلية، لا سميا فيما يتعلق بقضايا الاستثمار والتنمية .
مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى