أمضيــت في  الموك مقابــل "دربـوكــة" و طربــوش  تونسـي و أنــا من جيــل لا يخــــون!

لكي تعود "الموك" إلى مكانتها لابد من عودة أبنائها ولاعبيها السابقين
استرجع أحد أفضل اللاعبين في تاريخ مولودية قسنطينة رابح قموح شريط ذكرياته مع الساحرة المستديرة في حوار مطول مع النصر، سواء  فيما يتعلق بالأيام الزاهية التي قضاها في الموك أين صنع أمجادها سنوات السبعينات أو مع المنتخب الوطني، كما أبدى رأيه في آخر المستجدات، سواء ما تعلق بفريقه السابق مولودية قسنطينة وما تعانيه حاليا أو أوضاع المنتخب الوطني والتغييرات التي طرأت عليه مؤخرا.
حاوره: فوغالي زين العابدين
• قموح في قسنطينة مجددا، ما هو شعورك؟

لا يمكنني وصف شعوري، فمدينة قسنطينة محفورة في قلبي وتعلقت بها منذ أن قدمت لها وعمري 16 سنة، وكانت فرصة للعودة مجددا لقضاء بعض الأيام فيها تزامنا مع الذكرى 80 لتأسيس مولودية قسنطينة، و كانت فرصة أيضا للالتقاء بزملائي السابقين وأنصار الموك وحتى أنصار شباب قسنطينة الذين يحترمونني كثيرا.
• سكان المدينة لازالوا يتذكرونك ويحبونك رغم مرور سنوات طويلة على اعتزالك، بماذا تفسر هذا؟
لقد شاهدتم أن الكثير لازال يتذكرني وحتى الشباب ممن لم يعاصروني يطلبون التقاط صورا معي، وهذا راجع ربما لأن جيلنا قدم كل ما لديه ولم يخن الألوان يوما، كما أننا كنا متواضعين وبسطاء مع جميع الناس، حتى في عز نجوميتنا أيام زمان.
• وما هي آخر أخبارك، وهل مازلت على علاقة بكرة القدم؟
حاليا أنا متواجد في فرنسا منذ التحاقي بها كمحترف أواخر السبعينات، والآن أنا متقاعد وأعيش رفقة عائلتي، لكن لا توجد لدي علاقة حاليا بمحيط الكرة، فمنذ سنوات توقفت عن تدريب الفرق الصغيرة التي أشرفت عليها في مدينة نيم، وحاليا الرياضة الوحيدة التي أمارسها باستمرار هي الكرة الحديدية.
• لماذا ابتعدت تماما عن كرة القدم؟
أفنيت زهرة شبابي في الكرة ، فمنذ أول إجازة أمضيتها لما كان عمري 9 سنوات وإلى غاية اعتزالي في نادي كونياك الفرنسي و عمري 37 سنة، بالإضافة للسنوات التي قضيتها في التدريب، شغلت اللعبة حيزا هاما في حياتي، لهذا يمكن القول أنني مللت منها.
• كيف كان إحساسك أثناء مشاركتك في الذكرى 80 لتأسيس الموك؟
أولا أشكر المساهمين في إنجاح الاحتفالية، وكان شعوري لا يوصف بالتواجد مجددا في ملعب بن عبد المالك، الذي لو تكلم لنطق كل شبر فيه وتحدث عن النسوج التي كنا نصنعها فيه، وفرحتي كانت كبيرة بلقاء زملائي السابقين، وكانت فرصة أيضا لنترحم على أرواح رفاقنا الذين وافتهم المنية، لكن ما يحز في نفسي هو احتفالنا بالذكرى 80 و الموك في قسم الهواة.
• فما هو تعليقك على تواجد الموك في الدرجة الثالثة؟
من كان يصدق أن الموك تصل إلى هذه الدرجة؟، لكن بالمقابل لا يجب البكاء على الأطلال، ويجب تضافر الجهود لإعادتها إلى مكانتها الأصلية، ولابد من عودة أبنائها.
• هل شاهدت إحدى مقابلات الفريق أثناء تواجدك في قسنطينة؟
نعم شاهدت اللقاء الأخير بين الموك وحمراء عنابة، وشاهدت شبانا صغار لديهم بعض المواهب، لكن ينقصهم عمل كبير على جميع المستويات.
• وما هو الحل حسب رأيك لعودة الموك إلى مكانتها؟
أعتقد أن الاستنجاد بأبناء المولودية الحقيقيين من اللاعبين السابقين هو الحل، ولا أتكلم هنا عن الجانب الإداري، بل في مسالة تدريب الفئات الصغرى، بشرط تعلم أبجديات التدريب الحديثة، وإجراء تربصات والحصول على شهادات، لأن اللاعب السابق لديه خبرة ميدانية أفضل من المدرب الذي درس ولم يلعب الكرة، ولما يمسك لاعبو الموك السابقين زمام تدريب الفئات الصغرى، فأكيد سيتخرج على أيديهم جيل جديد يكون خزانا مستقبليا.
• لو طلب منك مساعدة الموك والعودة إلى قسنطينة هل تقبل؟
في الوقت الحالي لا، لكن هناك لاعبون سابقون آخرون بإمكانهم العمل والمساهمة في رد الاعتبار للفريق.

• كيف كانت بدايتك في كرة القدم وكيف التحقت براد ستار عنابة؟
بدايتي كانت في سن مبكرة، في أزقة وحواري عنابة بميادين جبانة ليهود و البوسيجور والسبخة وغيرها، وأغلب مسيري أندية عنابة كانوا يتنقلون لمشاهدة مباريات الشوارع لاصطياد أفضل العناصر، وتقرب مني المرحوم بلعيد عبد السلام مدرب راد ستار عنابة وعرض علي الالتحاق بالفريق، وأمضيت أول إجازة  في مشواري سنة 1961 وعمري 9 سنوات( من مواليد 1952)، وتدرجت في جميع أصناف الفريق، ولعبت في صنف الأكابر وعمري 14 سنة، وكان الفريق وقتها ينشط في القسم الشرفي، وللأسف اندثر ولم يبق له وجود في الوقت الحالي.
أمضيت في الموك مقابل «دربوكة» وطربوش تونسي
• وكيف التحقت بالموك ومن كان وراء قدومك؟
التحاقي بالموك كان بالصدفة، ففي يوم لعبت مع منتخب عنابة ضد المنتخب الجامعي، وأديت مقابلة كبيرة وطلب مدرب المنتخب الجامعي من المسؤولين ضمي للمنتخب المقبل على المشاركة في بطولة في تونس، وقاموا بتزوير إجازتي ولعبت معهم في تونس، وكان وقتها المرحوم عزوز بركات «ممرض الموك» متواجدا هناك وشاهدني ألعب فطلب مني الالتحاق بمولودية قسنطينة، رغم أنني كنت قريبا من فرق أخرى.
• ما هو المقابل الذي تحصلت عليه لقبول عرض الموك؟
(يضحك) لن تصدق إذا قلت لك أنني التحقت بالموك مقابل «دربوكة « وقبعة حمراء تونسية، طلبت من عزوز بركات أن يشتريهما لي لما كنا في حفلة في تونس، والتحقت بالموك رسميا سنة 1969 وعمري 16 سنة ونصف.
كنت على وشك اللعب في شباب قسنطينة قبل الموك
• هل صحيح انك كنت ستلعب في شباب قسنطينة قبل الموك؟
نعم لما كنت في راد ستار، تقرب مني مسيرو الشباب، لكن بصراحة لم أستطع مقاومة عرض الموك، فشعار المولودية أغراني، وحتى مسؤولو اتحاد وحمراء عنابة ألحوا علي كثيرا لألعب معهما، لكن المكتوب قادني للموك.
• ما هو سر تألق وبروز الموك في تلك الفترة؟
لقد كنا بمثابة أسرة واحدة سواء داخل أو خارج الميدان، وهذا ما شكل قوة الفريق، بالإضافة للموهبة التي كان يتمتع بها كل لاعب، مما يجعل كل من يشاهد الموك في تلك الفترة يستمتع باللعب الاستعراضي، و وقتاها كان جمهور كرة القدم سواء داخل قسنطينة أو خارجها جمهورا ذواقا، يبحث عن المتعة بغض النظر عن النتيجة، لهذا حتى لما كنا ننهزم كان الجمهور يصفق لنا.
• الثلاثي قموح- فندي- كروكرو، كيف تشكل وأصبح بتلك الخطورة؟
تشكل لأننا لعبنا مع بعض في سن مبكرة، وأصبح كل واحد منا يفهم الآخر حتى قبل أن يتكلم، بالإضافة لكثرة المباريات، حتى أصبحت جميع الفرق تحسب ألف حساب لهذا الثلاثي، بالإضافة للعلاقة القوية بيننا خارج الميدان، فكان همنا هو صنع مجد للموك، ولم تكن بيننا حساسية أو حسد، ولما توجت بلقب هداف البطولة سنة 1972، كانت الكثير من أهدافي بتمريرات منهما.
• في سنة 1974 ضيعتم اللقب في آخر رمق، هناك من يقول أن الكواليس لعبت دورها، هل هذا صحيح؟
بصراحة وقتها كنت لا أهتم بشيء آخر سوى لعب الكرة وفقط، ولم أكن أعير اهتماما لما يدور هنا وهناك، لهذا ليس لدي علم إذا كان اللقب ضاع بالكواليس أو بشيء آخر.

• تواجدتم في المغرب سنة 75 في عز الأزمة بين البلدين بسبب الصحراء الغربية، ماذا حدث يومها؟
بصراحة وعكس ما كان يردده البعض، انهزمنا يومها أمام فريق المحمدية المغربي بشكل عادي، وحتى مسيرو الفريق استقبلونا جيدا، باستثناء بعض تصرفات الجمهور، وما عدا هذا لا يمكن تبرير الهزيمة، فوقتها كنا مشتتين فكريا بين الكأس المغاربية ونهائي كأس الجمهورية، الذي كان ينتظرنا بعد أيام أمام مولودية وهران، ووقتها كان لابد من تحديد الأهداف، واختيار منافسة واحدة نضع فيها كل جهدنا للفوز بها، لكن في الأخير ضيعنا كل شيء.
فضلنا لعب الكأس المغاربية فدفعنا الثمن في نهائي الكأس 75
• في سنة 1975 فزتم على الحمراوة ذهابا وإيابا، لكن خسرتم أمامهم في نهائي الكأس، ماذا حدث يومها؟
الأحداث التي سبقت المواجهة هي سبب خسارتنا، فقد لعبنا كأس المغرب العربي في المغرب، وكانت وقتها لدينا عقلية الهواة، فأردنا العودة إلى قسنطينة، وهناك من طلب التوجه مباشرة إلى العاصمة، والتحضير هناك للنهائي، وحدثت انقسامات وسوء تفاهم بين المسيرين والمدرب، وبقينا لساعات طويلة في المطار، وفي الأخير عدنا إلى قسنطينة وتدربنا يوما واحدا، ثم توجهنا مجددا إلى العاصمة، وهو ما أنهك قوانا، في حين الحمراوة بقوا في العاصمة لمدة أسبوعين، ورفضوا لعب الكأس المغاربية.
• وماذا عن النهائي الثاني ضد مولودية العاصمة في الموسم التالي؟
يومها المولودية كانت تملك ترسانة قوية من بن الشيخ، باشطا، بلمو والقائمة طويلة، واستغلوا نقص خبرة بعض لاعبينا، وسجلوا هدفين في أول 10 دقائق، ومع هذا عادت الموك بقوة وسيطرت على اللقاء، لكن الاستفاقة كانت متأخرة.
• جيلكم أبدع لسنوات لكن لم تحصدوا ولا لقبا واحدا، فما هو السبب؟
الموك كانت تسمى الملك بدون تاج، وقد كنا قريبين جدا من تحقيق ألقاب وكؤوس، لكن لو تعود للوراء فستجد أننا ضيعناها لأننا لم نحسن تسيير المقابلات الفاصلة، مثلما حدث في نهائي 75، ومع هذا لا يجب أن ننسى أن البطولة وقتها كانت تضم فرقا قوية جدا، بلاعبين ممتازين وكل فريق في القسم الأول وقتها، كان يملك على الأقل 6 لاعبين يستحقون اللعب في المنتخب الوطني.
• حدثنا عن الداربيات التي لعبتها ضد شباب قسنطينة؟
(يتحسر)، كان هناك حماس كبير وأجواء خاصة في قسنطينة أسبوعين قبل الديربي، وفي مجمل الديربيات التي لعبتها سجلت حوالي 4 أهدف، أما اللقاء الأسطوري الذي لا ينسى هو يوم فزنا عليهم 4-2، وشباب قسنطينة كان يملك لاعبين كبار مثل زغاد و بوهروم و درغال وغيرهم، وكانت علاقتنا قوية معهم وحتى مع أنصار الشباب الذين كانوا يحترمون نجوم الموك إلى يومنا هذا.
• وكيف كانت علاقتك مع أنصار الفرق الجار؟
الأجواء في قسنطينة وقتها كانت مختلفة على ما هي عليه اليوم، وكان الاحترام بين الجميع هو الأساس، ورغم الشحنة بين أنصار الفريقين، إلا أنها لا تخرج عن إطارها الرياضي، وأنصار السياسي كانوا يحترمون رابح قموح كثيرا، وقبل كل ديربي كنت ألتقيهم في الشارع وأتوعدهم بتسجيل أهداف، في أجواء حميمية افتقدتها قسنطينة وأغلب المدن الجزائرية.
• لما لم تلعب في فريق آخر في الجزائر باستثناء الموك؟
تلقيت العديد من العروض أبرزها من نصر حسين داي، أين كان مسيروها مصممون على إمضائي في فريقهم، لكن لم أجد سببا يجعلني أغادر الموك في تلك الفترة، فقد كنت أعيش أزهى أيامي في قسنطينة، وكانت الأمور تسير على أحسن ما يرام في الموك.
• ما هو سر تعلق أنصار الموك بجيلكم حتى يومنا هذا؟
ربما راجع لبساطتنا وتواضعنا وتقربنا من الأنصار، والكل يعلم أننا لم ندخر جهدا من أجل إبقاء شعار مولودية قسنطينة شامخا، لهذا بقينا في قلوب أنصار الموك، سواء الجيل الذي عاصرنا وحتى الشباب الذي لازال إلى يومنا هذا يطلب التقاط صور تذكارية معي.
• لعبت في المنتخب الوطني لسنوات طويلة مع ترسانة من النجوم، لكن لم تتأهلوا للكان، فما هو السبب؟
في تلك الفترة كانت المنتخبات الإفريقية في متناولنا هنا في الجزائر، لكن الإشكال لما نلعب في إفريقيا، كان من الصعب تطبيق كرتنا المعتادة، لأسباب عديدة منها غياب الأمن، وسوء الملاعب وحتى المبيت والإيواء كان سيئا، فإفريقيا في السبعينات ليست إفريقيا الآن، والمنتخب الوطني اليوم لما يلعب في إفريقيا فكأنه يلعب في أوروبا.
عدم استدعائي لمونديال 82 لغز
• ساهمت في تأهل الخضر لمونديال 82 لكن أبعدت في النهائيات، ما هو السبب؟
لقد قمت بواجبي على أكمل وجه في التصفيات ولعبت أغلب المواجهات، إلى غاية آخر لقاء في قسنطينة، ومسألة إبعادي نضع عليها علامة استفهام، والجواب من المفروض يكون عند القائمين على المنتخب وقتها، وأنا راض عن ما قدمته للمنتخب طيلة مشواري معه من 1971 إلى 1981 أين لعبت أكثر من 50 مقابلة دولية، وسجلت عددا معتبرا من الأهداف.
• ماذا فعلت بعد اعتزالك؟
واصلت اللعب مع فرق الأحياء الصغيرة في نيم، ثم تحصلت على بعض الشهادات التدريبية ودربت براعم الفرق الصغيرة في المدينة إلى غاية 1995.

• ما هي أفضل وأسوأ ذكرى في مشوارك؟
أفضل ذكرياتي كلها كانت في قسنطينة مع الموك، رغم أنني لعبت في المستوى العالي في أوروبا، لكن تبقى ذكرياتي مع الموك هي الأفضل، أما الأسوأ هو عدم حصولنا على لقب، بالإضافة لعدم لعبي مونديال إسبانيا.
لابد من ترك الوقت الكافي لماجر
• كيف ترى مستقبل المنتخب الوطني بقيادة زميلك السابق رابح ماجر؟
ماجر يعد من بين عمالقة الكرة كلاعب،
أما كمدرب فمن الأفضل منحه الوقت الكافي، فمن غير المعقول انتقاده وهو في بداية الطريق، كما أن الطاقم العامل معه لديه خبرة كبيرة وعلينا منحهم الوقت.
• ما هو تعليقك على السقوط الحر للخضر منذ 2015؟
حسب اعتقادي هذا راجع لعدة مشاكل وسوء الاستقرار، وأغلب اللاعبين يعانون حاليا من مشكل فقدان الثقة، فعندما تشاهدهم يلعبون مع أنديتهم في أقوى البطولات الأوروبية، ثم تشاهد مردودهم مع المنتخب تستنتج أن المشكل أعمق من مجرد مرحلة فراغ.
• ما تعليقك عن اللغط المثار في كل مرة حول اللاعب المحلي و المغترب؟
المهم هو من يقدم الإضافة للمنتخب سواء كان مغتربا أو محليا، فمن المغتربين يوجد براهيمي و فيغولي و محرز و غلام ولاعبين ممتازين آخرين، وبالنسبة للمحليين فسيستفيدون من الاحتكاك بالمحترفين، لكن هذا لا يعني أن البطولة لا يوجد فيها لاعبون بإمكانهم تقديم الإضافة للمنتخب، هم فقط في حاجة لمن يضع فيهم الثقة، فسليماني وسوداني تخرجا من البطولة المحلية.
*هل اتصلت بك الفاف في فترة معينة لتساعدهم على انتقاء أفضل المغتربين من فرنسا؟
أبدا، فعلاقتي بالكرة الجزائرية انتهت منذ 1982، ولم يتصل بي أحد منذ ذلك التاريخ.
• هل يمكن أن يعود قموح للعمل مجددا في مجال الكرة؟
نعم لكن بشرط واحد، فلدي صديق فرنسي مقرب وهو مكلف بالإشراف على أكاديمية نادي باريس سان جيرمان في لبنان، وهو مدرب كفء متحصل على شهادات تدريبية محترمة، فإذا استنجد فريق جزائري به فيمكنني أن أعمل معه.
• كلمة أخيرة
أود توجيه تحية لكل الشعب الجزائري عبر صفحات النصر، التي كانت من المواكبين لي في مشواري الكروي، وأقول لأسرة مولودية قسنطينة لا تتخلوا عن الفريق فهو أمانة في أعناقكم.
ف.ز

الرجوع إلى الأعلى