هناك تعدّ صارخ على أملاك الدولة و أطلقنا مشاريع بالقوة العمومية

تعتبر السيدة زهية بن قارة رئيسة بلدية الشيقارة بولاية ميلة تحسين الإطار المعيشي والربط بالشبكات من أولويات برنامج عمل المجلس البلدي، حيث تؤكد بأنه يجري الاشتغال على عدة جبهات للخروج بالمنطقة من تراكمات سنوات.
حاورها: ابن الشيخ الحسين .م
السيدة بن قارة التي تعد أول امرأة تترأس مجلسا بلديا في ميلة، تعي أن عدة تحديات تواجهها، بعد أن وقفت على تعد صارخ على ممتلكات الدولة، عازمة على فتح ملف الجباية ونفض الغبار عن الكثير من القضايا التي ستجلب مداخيل إضافية، كما كشفت للنصر في هذا الحوار عن الخطوط العريضة لمخطط العمل الذي يصب في اتجاه خدمة المواطن والرقي بمنطقة  تتوفر على مؤهلات كبيرة للجذب السياحي.
الناقلون يتجاوزون القانون ووقفهم يضعنا في ورطة
النصر: بداية  ما هو واقع البلدية  الذي وقفت  عليه بعد توليك رئاسة مجلسها
السيدة زهية بن قارة : في ما يخص جانب التسيير بالبلدية وجدنا كمجلس جديد ميزانية غير متعادلة ما بين النفقات، التحصيل ومخصصات الدولة، ما يخلق العديد من مشاكل في التسيير، وهناك ديون بقيمة  ملياري سنتيم مستحقة الدفع للممونين.
 وكإقليم  هناك العديد من المشاكل التنموية ، فهناك مواطنون ينتظرون فك العزلة عنهم، يوجد نقص في التغطية بشبكة مياه الشرب،  أما المياه المستعملة  فيتم تصريفها في الهواء مباشرة من قبل العديد من المواطنين لانعدام الشبكة، ما يطرح مشكل صحة عمومية،   إضافة إلى عدم ربط البلدية بالغاز الطبيعي ، ما يعقد حياة السكان مع قساوة الطبيعة في الشيقارة شتاء، سجلنا  فوضى كبيرة النقل بالبلدية، ما أوقع المجلس  بين مطرقة تجاوزات الناقلين وعدم شرعية نشاطهم،  وسندان تعقد الأزمة في حال تم إيقافهم،  كما أن  هناك غياب   شبه  تام لمختلف المرافق اللازمة لضمان أبسط الأمور في حياة  سكان البلدية  بمختلف بتجمعاتها الـ 11  .
وماذا عن المرافق الصحية؟
 ـ  تتوفر البلدية على  عيادة متعددة خدمات،  ولكنها بمثابة قاعة علاج  كونها لا تتوفر على التجهيزات اللازمة، وبدوام عمل غير كامل ، كما أن الأربع قاعات علاج المتواجدة على مستوى  كل من الصفيصفة، ولجة بوخليف، الهواري و لمزلمط تعمل بدوام لا يتعدى  نصف يوم فقط،  ولا تقدم سوى أبسط الخدمات، ما يجعل المواطن بالشيقارة ضحية بعد المسافة بين سكنه وبين  أقرب عيادة تتوفر على ما يحتاجه من خدمات صحية مستعجلة، وهذا ما أدى بالعديد من الحوامل إلى أن يضعن  وهن  في طريقهن الى المستشفى، وكم من مريض توفي قبل وصوله للاستعجالات، حيث أن بلوغ عاصمة الولاية يتطلب مدة 45 دقيقة كاملة.
آن الأوان للحصول على حصص من السكن الإجتماعي
في اعتقادك هل ستفهم السكان هذه التعقيدات  ويحاولون المشاركة في حلها؟
 ـ هناك ذهنيات ببلدية الشيقارة لابد من أن تتغير حتى يتسنى لعجلة التنمية أن تتحرك بالاتجاه الصحيح،  في ظل الوضعية الصعبة التي تعيشها البلدية والتي تستدعي تكاثف الجهود لحلها وتجاوزها، فهناك مشاكل كثيرة ما بين السكان حول غلق مسالك، منع الماء  وغير ذلك، كما أن هناك تعد صارخ من قبل الكثيرين على أملاك الدولة إن كانت أراض، وحتى ممتلكات ومباني تابعة للبلدية، إضافة إلى الاعتراضات التي تواجه العديد من المشاريع ما منع انطلاقها واستدعى من منذ قدومي على رأس هذه البلدية تسخير القوة العمومية للشروع في انجازها،  حيث تم تسخير القوة العمومية لمرتين متتاليتين، رغم المحاولات العديدة من مجلس البلدية مع المواطنين المعترضين لحل الخلافات وديا، مع هذا يبقى الأمل في تفهم المواطن كبيرا، لأنه عليه أن  يكون واعيا بالمصلحة العامة،  ويبتعد عن المصلحة الضيقة.
لطالما شكل السكن صداعا للمجالس البلدية، هل هو الحال في بلديتكم؟ وكيف ستتعاملون مع الأمر؟
 هناك غياب لصيغة السكن الاجتماعي بالشيقارة، و هو ما سنعمل جاهدين كمجلس خلال هذه العهدة على جلبه للبلدية،  كونها حاليا باتت كمدينة تتوفر على ظروف ملائمة له ، أما  في  السكن الريفي  فقد تحصلنا مؤخرا  على  حصة تقدر بـ 45 إعانة من هذه الصيغة ،  وفي المقابل لدينا ألفي ( 2000) طلب ،  ولهذا  سنعمل على توزيع ما  أمكن وفق شروط تضمن استفادة من هو أحق بها.
المواطن لا يدفع مقابل استهلاك الماء و الجباية مسكوت عنها
الشيقارة بلدية محاطة بعدة مشاتي يشكو سكانها من تدهور الإطار المعيشي والإفتقار لعدة مرافق، من أين ستبدأ السيدة بن قارة وطاقمها؟
 أعددنا في إطار مخططات البلدية للتنمية لسنة 2018 بطاقة مشاريع  لعرضها على اللجنة التقنية بالولاية  تتضمن 06 عمليات، وتشمل  إنجاز شبكة  مياه الشرب لمشتة لمصال التي تضم قرابة  ألفي ساكن، إضافة إلى انجاز خزان ماء بالصفيصفة لتموين مشتتي ولجة بوخليف و مخاط،  كما برمجنا إتمام انجاز شبكة الصرف الصحي بتجمعي القيقبة و الهواري لحوالي 03 آلاف و 600 ساكن ، زيادة على مشروع بحوالي 03 ملايير سنتيم لتجميع المصبات النهائية للصرف الصحي لجميع المشاتي بالبلدية حماية للمواطن والبيئة، وكذا حماية سد بني هارون الذي تقع الشيقارة على إحدى ضفتيه، هناك أيضا دراسة لإتمام انجاز شبكة المياه الشروب لتزويد مشتة بورزيز، ومشروع لفك العزلة عن منطقة بوعشرة التي نزح منها سكانها لكونها نائية، حيث سيتم من  خلاله تهيئة الطريق على مسافة 2.5 كلم  والهدف هو  إعادة إعمار هذه المنطقة  من جديد.

اتمام شبكة الصرف الصحي يتطلب عشرة ملايير
و ماذا عن تحسين  مركز البلدية؟ خصوصا مع ما تشهده الطرقات من تدهور؟
 ما تعرفه الطرقات بمدينة الشيقارة واضح و جلي، حتى أن مستعملي الطريق والراجلين على حد سواء يجدون مشاكل مع هذه الوضعية،  وعليه فقد  تم برمجة عملية لإعادة تهيئة محيط البلدية وترميم الطرقات والأرصفة  بوسط المدينة،  كما سيتم تنظيف محيطها حضريا  من مختلف الظواهر المنتشرة كالاستغلال العشوائي للأرصفة والطرق بسبب التجارة الفوضوية، خصوصا بعد افتتاح سوق جواري للخضر والفواكه بعد تهيئته  لينتظم فيه   هؤلاء التجار.
بالحديث عن مداخيل البلدية،  هل الجباية المحلية قادرة على تغطية النفقات؟
الجباية المحلية أمر كان مسكوت عنه منذ سنوات بهذه البلدية،  ما أضاع الكثير من المداخيل عليها فمستحقات شق الطرق المترتبة على المواطن للربط بالماء أو التوصيل بشبكة الصرف لا تدفع نهائيا، أسعار المحشر البلدي لم تحين من 1999 إلى اليوم ، المياه تستهلك دون مقابل منذ وصول المياه الشروب للشيقارة قبل 03 سنوات، وقد تم في الدورة العادية للمجلس المنعقدة مؤخرا الاتفاق على تثمين هذه المداخيل وتحصيلها.
هناك أراض تخلى عنها أصحابها لانعدام المنافذ
وهل هناك موارد جديدة يمكن اللجوء إليها بحثا عن التوازنات المالية؟
 من الموارد الجديدة بالبلدية السوق الجواري والذي ستتم تهيئته قريبا، المذبح البلدي وإن كان يواجه مشكلا معقدا نوعا ما، بحيث تم انجازه ولكنه لم يدخل حيز الخدمة بعد، نتيجة مجاورة السكان له،  ما يتطلب غلافا معتبرا  للتخلص من مخلفاته دون إلحاق ضرر بالمواطنين، ولكونه مورد هام للبلدية يجب الاستفادة منه وإيجاد الحلول لوضعه حيز الخدمة، لدينا أيضا السوق الأسبوعي الذي نحن في إطار دراسة لتأهيله  واستغلاله،  بحيث يمكن أن يكون مستغلا لعدة أيام خلال الأسبوع ما يرفع سعر كرائه.
 هل وضعتم كمجلس تصورا أو مخطط عمل ينفذ خلال العهدة، بدل سياسة رجل المطافئ التي عادة ما تلجأ إليها البلديات في معالجة النقائص؟
يعمد المجلس البلدي خلال سنوات العهدة لحلحلة المشاكل العالقة والتي أرقت السكان، أهمها  إتمام شبكة الصرف الصحي بالبلدية التي هي حاليا بنسبة 65 في المئة، وهذا ما يتطلب غلافا ماليا يصل حتى الـ 10 ملايير سنتيم، من الأهداف المسطرة أيضا توسيع  شبكة الطرق الفرعية لفك العزلة، وفتح مساك فلاحية  بهدف التمكين من استغلال أمثل  للأراضي الفلاحية بالمنطقة،  التي تخلى عنها أصحابها لانعدام منافذ إليها، كما أن هناك مشروع طموح لفتح منفذ جديد على الشيقارة نحو بلدية أولاد رابح بولاية جيجل.  يعد مشروع محطة ضخ مياه سد بني هارون نحو بلدية الشيقارة المتاخمة للسد من أهم المكتسبات،  حيث    مبرمج انطلاقه هذه السنة،   ما سيضمن المياه للسكان بدل التنقيبات والآبار الارتوازية التي يطرح معها دائما شح  المياه صيفا، كما سنعمل على تغطية البلدية بشبكة مياه الشرب التي بلغت نسبتها الحالية 85 في المئة و تسمح بتزويد 65 في المئة فقط من التجمعات السكانية.
نعمل على فتح منفذ للبلدية نحو جيجل
وماذا عن المرافق الخدماتية والشبانية؟
  بالنسبة للمرافق تعتبر تهيئة الملعب البلدي بالعشب الاصطناعي، وانجاز 10  ملاعب جوارية، و مركز ثقافي  يتضمن قاعة محاضرات لاحتضان مختلف الفعاليات بالبلدية، من ضمن البرامج المسطرة للتنفيذ خلال العهدة لضمان ما يلزم لاحتضان أبناء وشباب البلدية.
 نسعى لتنظيم النقل من خلال إنشاء محطة نقل المسافرين ومواقف بالمشاتي و انجاز مركز بريد خارج أسوار البلدية من ضمن الأهداف المسطر، ة فالمكتب الحالي  المتوفر يحرم المواطن بعد نهاية الدوام من خدمات بريد الجزائر، كالصراف الآلي كونه  منجز داخل حظيرة البلدية.
في مجال الصحة هدفنا إنشاء عيادة متعددة خدمات  تتوفر على كل الوسائل وبدوام مستمر  وكذا توفير سيارتي إسعاف لنقل وإجلاء الحالات الاستعجالية في الوقت اللازم.
وكون المنطقة جبلية غابية لابد من توفير وحدة للحماية المدنية للتدخل في حالات الحريق وما إلى ذلك،  كما نسعى لكسب فرع لوحدة الجزائرية للمياه وإسناد تسيير شبكة المياه لها، بالإضافة إلى فرع للضمان الاجتماعي  ومركز أمن بالبلدية.
برمجنا 10 ملاعب جوارية ونسعى لفتح مقرات للإدارات
رغم هذه الصورة القاتمة تبقى  منطقة الشيقارة  تمثل أحد أوجه الطبيعة الجبلية الغابية غير المستغلة،  و تعبر واجهة مائية لسد بني هارون، فأين هي السياحة في مخطط البلدية؟  
باجتماع هذه العناصر الثلاث معا لابد وأن تحضر السياحة، ولهذا هناك مقترحات لتهيئة مساحات و فضاءات للراحة والاستجمام للمواطنين على ضفاف السد،  تتوفر على مجمل الخدمات اللازمة لاستقبال الزوار، إما أن تتكفل بها البلدية أو المستثمرون، كما أن هناك عدد من الاستثمارات الخاصة من منتجعات ومركبات سياحية حموية تتنظر التجسيد على أرض الواقع في القريب، ما سيجعل من بلدية الشيقارة بتحققها ميدانيا وجهة سياحية جيدة مستقبلا.      
إ، م

الرجوع إلى الأعلى