مكنت عملية إعادة الاعتبار من تغيير وجه محطة المسافرين الشرقية وفق المقاييس العصرية، حيث أصبحت تتوفر على مخارج و أماكن للانتظار و محلات تجارية و قاعات مكيفة و شاشات لعرض مواعيد الرحلات، مع تزويدها بكاميرات مراقبة و نظام لكشف الحرائق.
زرنا ورشة المحطة بالجزء الداخلي منها و الذي انتهت به الأشغال بنسبة 100 بالمئة حسب ما لاحظناه، و ما لفت انتباهنا داخل المحطة التي تبدو من الداخل و كأنها بنيت حديثا، هو التقسيم الجديد التي أحدث بها و المرافق الجديدة التي أضيفت لها.
الطابق الأرضي أصبح يضم مدخلين و مخرجين يؤديان مباشرة نحو مكان توقف الحافلات و سيارات الأجرة، فيما خصص كامل الجزء الأرضي للمحلات التجارية، و التي يبلغ عددها 8 محلات صغيرة، بالإضافة إلى فضاء للتسوق «سوبريت»، و نقطتين لبيع التذاكر، و قاعة لحفظ الأمتعة، كما تم انجاز دورة مياه بمواصفات جيدة.
و خصّص الطابق العلوي كمساحة للانتظار تضم العديد من الكراسي، كما يحتوي هذا الجزء على مطعم كبير، و مركز للشرطة و قاعة مراقبة للكاميرات، و بعض المكاتب، و بالطابق العلوي أيضا مداخل و مخارج نحو موقف سيارات و حافلات النقل الحضري و شبه الحضري.
جميع قاعات المحطة جهزت بنظام تكييف مركزي، بالإضافة إلى نظام لكشف الحرائق، و 7 كاميرات مراقبة موزعة على عدة أماكن بشكل يسمح بمراقبة جميع أجزاء الجزء الداخلي، كما جهز المرفق بشاشات لعرض مواعيد الرحلات، و استعملت في الترميم مواد عالية الجودة كالرخام و الغرانيت و الألمنيوم، و الملاحظ أيضا الإشارات و الكتابات الجديدة التي توضح الغرض من كل قاعة.
كما تضم المحطة مقهيين في الجزء الخارجي، بالإضافة إلى الصيدلية التي أعيد ترميمها، و التي طالب الشخص الذي كان يستغلها سابقا، باستلامها من أجل استئناف نشاطه، خاصة أنه متوقف عن العمل منذ مدة طويلة، حسب ما ذكره لنا.
الوجه الجديد للمحطة الشرقية للمسافرين التي أصبحت تسمى «الطاهر صحراوي»، من شأنه القضاء على مشكل نقص الأمن و انعدام التنظيم و وسائل الراحة و انتشار الأوساخ، التي كانت تشتهر بها المحطة، إلى غاية وقت ليس بالبعيد.
و يبقى تسليم المحطة مرهونا باستكمال الأشغال الخارجية، فماعدا تركيب أعمدة الإنارة، و انجاز بعض الأرصفة و سور للدعم، لم يتم الشروع في تزفيت الساحة الخارجية التي ستخصص كموقف للحافلات و سيارات الأجرة. و حسب ما لاحظناه فإن المؤسسة التي تقوم بتهيئة الوادي، لم تقم بنقل العتاد الموضوع في ساحة المحطة، و هو ما أشار إليه رئيس المجلس الشعبي البلدي في حديث سابق للنصر، و أوضح بأنه يعيق إتمام العمل و وضع الزفت على وجه الخصوص، فيما لم يبلغ بناء المصلى نسبة متقدمة من الانجاز.
و من المنتظر أن يشرع في بناء مطاعم صغيرة لبيع الأكل السريع، بعد أن تم هدم جميع المحلات القديمة، حيث خصصت لها أماكن جديدة بالقرب من الطريق.
و كان مشروع تجديد محطة نقل المسافرين الشرقية، الذي كلف 18 مليار سنتيم، قد انطلق بداية شهر أكتوبر الماضي، حيث أوكلت الأشغال لمؤسسة وطنية، و كان من المفترض انتهاء الأشغال بها، خلال مدة لا تتجاوز 6 أشهر.
للإشارة، فإن رئيس بلدية قسنطينة كان قد أعلن في وقت سابق للنصر، بأن المحطة لن تفتح قبل انجاز إحاطة خارجية، و هو الأمر الذي لم يشرع فيه بعد.

عبد الرزاق / م

الرجوع إلى الأعلى