كشف مصدر مطلع للنصر بأن مصالح دائرة قسنطينة تدرس إمكانية ترحيل 3 آلاف عائلة إلى الوحدة الجوارية 16 بعلي منجلي خلال شهر رمضان، خلافا للقرار الصادر قبل أسابيع و القاضي بالانطلاق في العملية بعد عيد الفطر، يأتي ذلك في وقت تم توزيع “التزامات بالهدم” على العائلات المعنية، لمنع احتلال سكناتها.
و ذكر مصدرنا أن الموعد «الجديد» للترحيل لم يضبط إلى غاية يوم أمس، وسط رواج أخبار «شبه مؤكدة» مفادها بأنه سيكون في 2 جويلية المقبل، خصوصا و أن الشقق المنجزة من طرف الأتراك جاهزة للتسليم، حيث يأتي ذلك عقب احتجاج عدد من المستفيدين على قرار الوالي بإطلاق العملية في 20 جويلية و مطالبتهم بتقديم الموعد، و هو تحرك يبدو أنه دفع بالسلطات إلى إعادة التفكير في تاريخ الانطلاق في العملية، رغم أن الكثير من العائلات المعنية ترى أن موعد 20 جويلية “مناسب” خصوصا و أن إعادة الإسكان خلال شهر الصيام «لن تكون سهلة».
و وسط غياب تصريح رسمي من رئيس الدائرة لنفي أو تأكيد ما يدور، زادت المعلومات المتداولة من مخاوف العائلات المعنية، التي حزم الكثير منها أمتعتها منذ أشهر، في وقت ينتظر أصحاب الطعون خاصة المتزوجون الجدد الرد عليهم، علما أن الترحيل يخص، بحسب مصدرنا، المتخلفين ببرنامج القضاء على السكن الهش و قاطني المنطقة الحمراء للانزلاقات، بنقاط منها نهج الثوار، البارود الجديد أو “البودريار»، الحي الفلاحي بالزيادية، شاليهات بوقادوم، حي الصفصاف، منطقة “كابو» بالكيلومتر الرابع، أرض لفغون الواقعة بحيي وادي الحد و القماص، بالإضافة لأرض بوبربارة بالمنية.
من جهة أخرى شرعت مصالح دائرة قسنطينة مؤخرا في توزيع “التزامات بالهدم”، على المواطنين الذين سيتم ترحيلهم نحو الوحدة الجوارية 16، و جاء في نص الوثيقة أنه و «طبقا للبند رقم 9 الخاص بعقد البرنامج بين جمعيات الحي و السلطات المحلية و المتضمن منطقة الانزلاق”، يتعهد المعني بأنه سيلتزم أمام السلطات المحلية بهدم بنايته قبل الالتحاق بمسكنه الجديد أو بوضعها تحت تصرف بلدية قسنطينة، و هو إجراء يأتي تفاديا لاحتلال السكنات القديمة من قبل غرباء و حتى من طرف أقرباء المرحلين، ما سيشكل عبء جديدا على الدولة و فرصة للبعض للمطالبة بالاستفادة من السكن الاجتماعي.
و قد لاقت عملية توزيع «التزامات التعهد» تجاوبا بين العديد من سكان الأحياء المعنية بالترحيل، فيما رفض آخرون الإمضاء عليها، خاصة بين عدد من قاطني الأكواخ القصديرية الذين قالوا في اتصال بنا، بأنهم لم يعملوا بهذا الإجراء لدى إمضاء عقود البرامج، حيث يرونه غير ضروري لأن الأمر يتعلق ببيوت قصديرية يسهل هدمها، علما أن ما يعرف اليوم بالمنطقة الحمراء للانزلاقات كانت قد عرفت منذ أزيد من عشر سنوات، عملية ترحيل مست العشرات من العائلات، لكن سكناتها احتلت مجددا و في ظرف أسابيع، رغم أن أصحابها وقعوا حينها على التزامات بالهدم، و هو ما جعل السلطات تعلن بأنها تخلي نفسها من مسؤولية ما قد يحصل بسبب الوضعية الحرجة لهذه البيوت القديمة.
ياسمين بوالجدري

الرجوع إلى الأعلى