عربات ترامواي قسنطينة تعود للخدمة بعد تدخل مصالح الدرك
تدخلت مصالح الدرك الوطني نهار أمس من أجل تفريق عمال ترامواي قسنطينة، الذين شكلوا حاجزا بشريا منع من خروج العربات لساعات، قبل أن يقرروا فتح السكة بالتوصل إلى اتفاق مبدئي مع "سيترام" الفرنسية، يقضي بالتفاوض بخصوص ضمان الحد الأدنى من الخدمة و تحقيق لائحة المطالب المرفوعة.
و قد تجمع العشرات من عمال ترامواي بالمحطة الرئيسية بزواغي منذ الساعات الأولى للصباح، و جلسوا بالسكة لمنع العربات من الخروج، و ذلك احتجاجا على عدم تفاوض إدارة "سيترام" الفرنسية بشأن مطالبهم المهنية المرفوعة خلال الإضراب الذي يشنونه منذ 10 أيام، لتقوم مصالح الدرك الوطني بالتدخل في حدود الساعة العاشرة صباحا بتسخيرة من وكيل الجمهورية، حيث وضعت تعزيزاتها قرب مبنى الإدارة، فيما نزل إطارات من الدرك لإقناع العمال بفسح المجال لخروج العربات، لكن محاولاتهم باءت بالفشل أمام إصرار المضربين على تلقي رد من الإدارة و منع سائقين "يفتقدون للخبرة" من قيادة العربات.و وسط حالة من الغليان و غياب كلي لمسؤولي «سيترام» عن مكان الاحتجاج، حل بالمحطة أمين الاتحاد المحلي غرب للاتحاد العام للعمال الجزائريين و مسؤولون في النقابة، قرروا بعد شذ و جذب مع مصالح الدرك الوطني الصعود إلى الإدارة من أجل التفاوض معها بشأن مطالب العمال، غير أن "سيترام" أصرت حسبما ذكره للنصر أمين الاتحاد المحلي السيد عرافة، على عدم التحدث إليهم إلا قبل وقف الإضراب، و هو ما أدى إلى تعثر المفاوضات، و أضاف محدثنا أنه قد اتصل بالأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد، لطلب تدخله الشخصي لدى السلطات العليا، مؤكدا بأن 4 اتحادات محلية ستنظم اليوم جمعية عامة، من المرجح أن تكون متبوعة بتنظيم اعتصام إلى جانب عمال ترامواي.
و بعد أزيد من 6 ساعات من شلهم لحركة ترامواي و أمام إصرار مصالح الدرك على عدم التحرك إلا قبل فتح السكة، فضّل العمال تعيين ممثلين عنهم للاتفاق مع الإدارة بالسماح للعربات الأربع التي تضمن الحد الأدنى من الخدمة بالخروج، شرط الالتزام ببدء المفاوضات بشأن مطالبهم خلال ساعات، و هو شرط يقولون أن "سيترام" وافقت عليه و أدى إلى عودة 4 عربات إلى العمل في حدود الساعة الواحدة زوالا، و هو ما يعني انفراجا مؤقتا للأزمة، خصوصا و أن حوالي 400 مضرب يصرون على مواصلة الاحتجاج إلى غاية تحقيق كافة مطالبهم و توقف الإدارة عن “تجاهلهم”.
و قد اشتكى العمال الذين تحدثنا إليهم بعين المكان، من المعاملة “المهينة” التي يتلقونها من إدارة "سيترام" و التي ازدادت، حسبهم، سوء بعد شنهم للإضراب “للمطالبة بحقوقهم المشروعة” و من أهمها إبرام الاتفاقية الجماعية و تعديل سلم الأجور و الحصول على منحة التقييم المهني التي يحصل عليها إداريون بالمؤسسة، علما أن المحكمة الإدارية كانت قد أصدرت حكما بعدم شرعية الإضراب، الذي يدعمه الاتحاد العام للعمال الجزائريين.
 ياسمين بوالجدري

الرجوع إلى الأعلى