جرحى في مواجهات وأعمال عنف بحي 500 مسكن بقسنطينة
شهد حي 500 مسكن بمنطقة زواغي بقسنطينة ليلة الأربعاء إلى الخميس، مواجهات بين شباب من سكان الحي ومجموعة من حي سوناتيبا المجاور خلفت جرحى من الجهتين، و أدت إلى قضاء ليلة بيضاء كانت متبوعة بحالة استنفار طيلة اليوم الموالي.
الأحداث و حسب شهود عيان، بدأت بمناوشة نشبت نهارا يوم الأربعاء بين شباب من الحيين، قبل أن يتطور الأمر في حدود الحادية عشر ليلا، إلى ملاسنة إثر تنقل عدد كبير من المراهقين من حي سوناتيبا الى حي 500 مسكن في ما يشبه المداهمة، حيث أفاد مواطنون أن الأمر بدأ بمحاولة تحطيم محلات و سيارات، قبل أن يتحول إلى اعتداءات على كل من تواجدوا بالحي بغض النظر عن علاقتهم بالخلاف من عدمهم، ليتطور الأمر إلى مواجهات بين مجموعتين، استعملت فيها الحجارة و العصي و آلات حادة، وهو ما فسره السكان على أنه رد فعل طبيعي على التعدي على الحي في جنح الظلام،  سيما و أن من داهموا المنطقة لم تكن لديهم، وفق رواية من حضروا الأحداث، نية فض الخلاف أو إبقائه في حيزه الضيق الذي لا يخرج عن دائرة عدد محدود من المراهقين، لأنهم تنقلوا بتعداد كبير و كانوا يحملون أسلحة بيضاء.
حي 500 مسكن المعروف بهدوئه، لكونه حي وظيفي مغلق يقع أسفل منطقة زواغي يقطنه عمال وأساتذة جامعة  قسنطينة، شهد على غير العادة ليلة بيضاء بسبب ما ساد من هلع و توجس رغم أن الأحداث قد هدأت في حدود منتصف الليل و نصف، بعد مطاردة المجموعة القادمة من الحي المجاور واقتياد  اثنين منهم إلى مقر مجموعة الدرك، حيث تجمع السكان وسط الحي و ظلوا في حالة تأهب تخوفا من تكرار المداهمة، فيما نقل آخرون اثنين أصيبا في المواجهات للعلاج، أحدهم وصفت حالته بالحرجة لإصابته في منطقة حساسة خلف الأذن، و قد اختلفت الأرقام المتعلقة بالإصابات في صفوف شباب حي «سوناتيبا»،  قدرها البعض بسبعة جرحى بينما قال آخرون أنها لا تتعدى ثلاثة.
وقد تلقت مصالح الدرك الكثير من اتصالات طلب النجدة من السكان على الرقم الأخضر و تمت طمأنتهم بأن فرقة الدرك ستتدخل مع توجيه إرشادات بالتعقل، قبل أن يكون للعناصر  المتدخلة حديث مع سكان الحي، و رغم عودة الهدوء نسبيا بعد منتصف الليل، إلا أن عددا من الشباب رفضوا ملازمة منازلهم و تكفلوا بالحراسة حتى الفجر.
وفي اليوم الموالي شهد الحي حركة غير عادية بتسلح المراهقين و حتى أطفال بعصي و أخشاب و حجارة، بعد أن بلغتهم معلومات حول استعدادات للعودة إلى مداهمة المكان، لكن عناصر الدرك قاموا بعمليات استطلاعية نشرت الطمأنينة نسبيا، إلا أنها لم تبدد المخاوف على الممتلكات والأرواح، ليتم وضع ما يشبه الخطة الأمنية للانتشار و الحراسة من طرف الشباب، ظهرت معالمها مساء في مداخل الحي و إخضاع كل المركبات التي تدخل الحي إلى المراقبة للتأكد من عدم تسلل معتدين، كما تمت الاستعانة بالكلاب لتأمين حظائر السيارات خوفا من أعمال تخريب، مع تسجيل نقل الكثيرين لسياراتهم خارج الأماكن المعتادة للركن طيلة يوم الخميس، كما استخدم كثيرون أسطح تقع في الطوابق الأولى لمتابعة التحركات.
و قد قامت جمعية السكان، وفق مصادر سكانية، بعمل تحسيسي واسع النطاق للحيلولة دون الانسياق وراء مظاهر العنف، لكنها في المقابل طالبت بتعزيز تواجد الدرك خاصة و أن الفرقة تقع داخل الحي،  كما عبر السكان عن تخوفهم من تطور الأمر إلى سيناريو مشابه لما عرفته أحياء أخرى، سيما و أن السبب لا يخرج عن نطاق مناوشة بين مراهقين تهدد أمن 500 عائلة بأكملها.
و حاولت “النصر” الاتصال بممثلي سكان حي “سوناتيبا»، لمعرفة موقفهم من أحداث الشغب التي شهدها حي زواغي، لكن تعذر علينا ذلك.    

  ق/م

الرجوع إلى الأعلى