الخلط بين الإشهار والإعلام وتر علاقة الصحافة بالجهات الرسمية
أكد مشاركون في ملتقى حول دور الصحافة في التنمية المحلية ضرورة عدم الخلط بين الدعاية والمهمة الإعلامية، واعتبار أن العمل الصحفي هو جزء من التنمية المحلية من خلال تسليط الضوء على الأخطاء والمشاكل التي يعيشها المجتمع.
وأوضح متدخلون في الملتقى الذي نظم من قبل جمعية صدى الإعلاميات بقسنطينة، أن معالجة القضايا والمشاريع ذات العلاقة بالتنمية المحلية اليومية خلق مشكلا بين الإعلاميين من جهة والمسؤولين من جهة أخرى، وذلك أن الكثير من الجهات الرسمية ترى في تسليط الضوء على هذا الجانب هو انتقاد لها، لتتحوّل العلاقة إلى خصومة بين الطرفين.وأبرز صحفيون بعدد من المؤسسات الإعلامية أن العمل الذي يقومون به ما هو إلا محاولة لرصد أهم المشاكل التي يعيشها المجتمع مع احترام أخلاقيات المهنة وتحري الدقة والموضوعية.
وأبرز  طارق حفيظ مدير نشر جريدة إلكترونية التغييرات التي شهدتها الساحة الإعلامية في الجزائر في مجال الصحافة الجهوية  مشيرا أن عدد النشريات ذات الطابع الجواري  بشرق الجزائر كان بداية القرن العشرين 500 نشرية  يملكها خواص معمرون، قبل أن تتغير النظرة خلال الثورة بظهور   جرائد ذات بعد وطني كان هدفها الإعلامي الأول الإلتفاف حول مطلب الإستقلال ومواجهة الاستعمار ، في حين كانت المرحلة التي تلت الاستقلال مرحلة جديدة، وذلك من خلال اهتمام الدولة بالبعد الجهوي بإنشاء صحيفتين جهويتين هما النصر والجمهورية، مشيرا أن وكالة الأنباء الجزائرية والإذاعة الوطنية أكثر المؤسسات تطويرا لمفهوم الصحافة الجوارية على خلاف التلفزيون الجزائري.
كما نوه أحد المتدخلين أيضا بتجربة جريدة النصر أواخر الثمانينيات عند إنشاء  6 جرائد جهوية محلية،  عرفت إنتشارا كبيرا  ، موضحا أن سحب جريدة الهدف الأسبوعية بمفردها تجاوز 100 ألف نسخة، زيادة على بيعها في اليوم الموالي بفرنسا.
و تم تقديم مداخلة حول المعالجة الإعلامية لجريدة النصر لتظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015 ،   والتي قسمت  إلى مرحلتين  الأولى  خاصة بالتحضيرات وطغت عليها أخبار المشاريع والصفقات وما رافقها من جدل  فيما كانت مرحلة   الحفل الافتتاحي يوم 16 آفريل متنوعة بين تغطية  الفعل الثقافي و تجاذبات لها علاقة بما تبقى من الأشغال.
وبالمقابل انتقد مسؤول قسم الاتصال بمحافظة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية توجه أغلب الصحافيين لإبراز مواضيع مثيرة على حساب الأعمال الثقافية، مبرزا في إحصائيات تحصر محتوى المقالات المنشورة أن 53 بالمائة من المقالات تناولت الجانب التنظيمي للتظاهرة، في حين مثلت الحوارات مع الفنانين 24 بالمائة شأنها شأن تناول شؤون داخلية للمحافظة.
بينما قدم مدير الإعلام بديوان الثقافة والإعلام عرضا عن علاقة هيئته بالصحافة وطرق تسويق الديوان لنشاطه إعلاميا.
وقد عرف الملتقى نقاشات حادة حول إختلالات الاتصال خلال التظاهرة وتحدث صحفيون عن عوائق حالت دون قيامهم بمهامهم.
عبد الله بودبابة

الرجوع إلى الأعلى