قام في ساعة مبكرة من صباح أمس مجموعة من التلاميذ القاطنين بحي خزندار، و المتمدرسين بمنطقة زواغي بغلق سكة ترامواي قسنطينة، احتجاجا على عدم السماح لهم بالتنقل مجانا، و هو ما شل حركة العربات لقرابة الساعة، و أدى إلى تأخير مئات الموظفين و الطلبة عن مواعيدهم.
و شكل التلاميذ حاجزا بشريا على خط سكة الترامواي بمحطة خزندار، ابتداء من الساعة السابعة و النصف و إلى غاية الثامنة و النصف صباحا، حيث تواصل الاحتجاج لقرابة الساعة من الزمن، طالب خلاله المحتجون بالسماح لهم بالصعود على متن عربات الترامواي من دون تذاكر، و ذلك بعد أن منعهم أعوان المراقبة من الصعود على متن العربات قبل تقديم التذاكر أو الاشتراك الشهري.
و قد أدى الاحتجاج إلى توقف حركة العربات في الاتجاهين سواء القادمة من محطة زواغي أو المتوجهة نحوها، و أكد بعض من تحدثنا إليهم من الأشخاص الذين كانوا متواجدين على متن الترامواي، أن العربات ظلت متوقفة في نفس المكان لأكثر من نصف ساعة، و هو ما أثار استياء الركاب، حيث طالب بعضهم بفتح الأبواب من أجل النزول بعد أن تأخر الوقت، كما ذكر محدثونا بأن مناوشات خفيفة وقعت بين التلاميذ و أعوان الترامواي الذين حاولوا إبعادهم من السكة، لكن ذلك لم يحصل إلا بوصول أعوان الأمن، الذين نجحوا في إنهاء الاحتجاج بعد تحدثهم مع التلاميذ.و ذكرت المكلفة بالاتصال على مستوى مؤسسة «سيترام»، بأن الإشكال المتمثل في صعود تلاميذ حي خزندار على متن العربات بالمجان ليس جديدا، حيث يعود حسبها إلى الحادثة التي أودت بحياة أحد تلاميذ الحي قبل نحو سنتين، بعد أن تعرض للدهس تحت إحدى العربات ما أدى إلى وفاته، حيث تم بعد الحادثة السماح للتلاميذ بالصعود من دون إظهار التذاكر أو الاشتراك، من أجل تهدئة الأوضاع و تجنب وقوع مشاكل، خاصة أن احتجاجات كبيرة وقعت من قبل السكان بعد تلك الحادثة.
و قالت محدثتنا بأن قوانين المؤسسة واضحة، حيث تلزم كل شخص يتجاوز سنه 6 سنوات بشراء تذكرة، أو بإظهار الاشتراك عند الصعود على متن الترامواي، مؤكدة بأنه قد تم تشديد إجراءات الرقابة، خاصة بعد التعليمات الواردة من المديرية العامة لمؤسسة «ميترو الجزائر»، كما ذكرت بأن العديد من الشكاوي الكتابية وردتهم من مستعملي الترامواي، بخصوص التصرفات التي يقوم بها بعض التلاميذ داخل العربات من فوضى و كلام غير لائق و غيرها، مشيرة بأنه تم الاجتماع في عدة مناسبات مع جمعية حي خزندار لتحسيسهم بأن صعود أبنائهم بدون اشتراك أو تذاكر، بات أمرا «غير مقبول».
المكلفة بالاتصال قالت أن المؤسسة خصصت اشتراكا شهريا بمبلغ رمزي لفائدة التلاميذ قدره 300 دج، مقابل استعمال الخدمة لمدة شهر كامل و لمرات غير محدودة يوميا، غير أن ذلك لم يمنع التلاميذ حسبها من مواصلة الصعود بالمجان.                        
عبد الرزاق.م

الرجوع إلى الأعلى