محــلات الشــواء و البــيتزا تغلق أبوابها و حــالة  من الخوف بحي الجذور
سادت أمس، بحي الجذور بقسنطينة أجواء من الحزن والترقب، بعد  حادثة وفاة شابين بسبب إصابتهما بتسمم غذائي حاد،  حيث توقف جميع بائعي البيتزا والشواء عن ممارسة نشاطهم، كما تضاربت أقاويل السكان وأصدقاء الضحيتين حول ظروف و أسباب الوفاة.
النصر تنقلت أمس، لحي الجذور الواقع بالمدخل الجنوبي للمدينة وتحدثت إلى سكان المنطقة وأصدقاء الضحيتين، أين كان الجميع يتحدث عن وفاة الشابين  و تضاربت أقوالهم حول أسباب الحادثة، حيث ذكر أصدقاء الشاب المسمى يونس البالغ من العمر 24 سنة بأنه تعرض قبل وفاته بيوم إلى ألم حاد في البطن بعد تناوله لكمية من الشواء بأحد المحلات، تحفظوا عن ذكر مكان تواجده، ليتنقل بعدها حسبهم إلى المستشفى، أين قدم له الأطباء حقنة ووصفة طبية ثم عاد إلى المنزل و يشتد عليه الألم مرة أخرى ما تسبب في وفاته في عين المكان قبل أن تتنقل الحماية المدنية إلى المنزل بعد إبلاغها من طرف عناصر الدرك الوطني المتواجدين بالحاجز الثابت بمنطقة سيساوي، ويجد عناصرها الشاب ميتا منذ أكثر من ساعتين، فيما ذكر صديق آخر للضحية بأن السبب الحقيقي للوفاة لم يعرف إلى حد الساعة وأن الإشاعات انتقلت بين سكان الحي بسرعة البرق فمنهم من يتحدث بأنه تناول البيتزا ومنهم من يقول بأنه تناول الشواء لكن لا أحد يعلم بالحقيقة على حد قوله.
أما عن ظروف وفاة  الشاب الآخر المسمى بلال البالغ من العمر 21 سنة فقد ذكروا، بأنه كان في الأساس يعاني من مرض صدري كما أنه ظل يردد منذ فترة بأنه يعاني من آلام في المعدة ، مشيرين إلى أنه توفي بالمستشفى بعد إحساسه بآلام هو الآخر على مستوى البطن بعد تناوله للبيتزا والشواء، مشيرين إلى أن جثته أخضعت أمس الأول قبل دفنه إلى التشريح ولا أحد يعلم بنتائجه، كما ذكر لنا صاحبا محلين لبيع الشواء و البيتزا بأن جميع البائعين اضطروا إلى غلق محلاتهم بعد الحادثة وهو ما وقفنا عليه خلال تجولنا بالحي، كما أشاروا إلى أن أعوان حفظ الصحة تنقلوا إلى الحي وعاينوا عددا من المحلات.
ولم نتمكن من مقابلة أهالي الضحيتين، حيث لم نستطع الحديث مع والد الضحية يونس الذي يعتبر الإبن الوحيد في الأسرة بسبب تعرضه لصدمة حادة بفعل الحادثة ومعاناته في الأساس من مرض نفسي على حسب تأكيد سكان الحي، الذين ذكروا بأنه من تكفل بتوفير مصاريف بناء المنزل كما انه كان ينوي الزواج، في حين لم نجد والد الضحية بلال حيث أكد لنا أقربائه بأنه اصطحب زوجته إلى الطبيب بعد تعرضها لصدمة نفسية حادة؛ في الوقت الذي كانوا يتحدثون فيه عن وفاة الشاب الثالث الذي كان برفقتنا حيث أكد لهم بأن ما يتداول من أحاديث حول وفاته مجرد إشاعات.
وذكر لنا صديق الضحيتين بأن الإشاعات والأقاويل انتشرت بسرعة البرق لدى سكان الحي الذين تداولوا خبر وفاته هو الآخر، في حين أنه كان يعاني من مرض “الصفاير»، بسبب شربه لمياه ملوثة، قال أنها تهدد حياة جميع السكان الذين أكدوا بأن الحي يفتقر إلى قنوات للمياه الصالحة للشرب باستثاء الآبار التي حفرها السكان بداخل منازلهم واضطروا إلى ردمها، بعد أن اختطلت بمياه قنوات الصرف الصحي التي لم تستلم الأشغال بها بسبب هجرة المقاولة للمشروع.
وأكد عدد من السكان بأنهم مهددون بالإصابة بمرض التفوييد، كما ذكروا بأنهم تعرضوا لأمراض عديدة   وأثبتت التحاليل التي أجروها بأن السبب يعود إلى المياه التي يشربونها بالإضافة إلى انتشار الأوساخ والروائح الكريهة نتيجة عدم توفر قنوات للصرف الصحي،حيث ذكروا بأن الجميع يضطر إلى شراء المياه أو جلبها عبر الصهاريج، مطالبين من السلطات المحلية بضرورة التكفل بانشغالاتهم قبل أن تحصل «الكارثة» على حسب تعبيرهم.
وذكرت مصاردنا بأن مصالح مديرية التجارة فتحت تحقيقا حول الحادثة، كما قامت بتكثيف دوريات أعوان الرقابة عبر جميع مطاعم المدينة.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى