لقي، صباح أمس السبت، ثلاثة بنائين بشركة كوسيدار حتفهم إثر سقوط مميت من علو شاهق، بعد وقوع قالب بناء معدني كانوا فوقه بورشة إنجاز عمارات بالوحدة الجوارية 20 بعلي منجلي، فيما خلفت الحادثة استياء كبيرا وحزنا لدى زملائهم، فضلا عن قيام جيران أحد الضحايا برشق الورشة بالحجارة.
وتعتبر الحادثة التي وقعت حوالي الساعة الحادية عشر صباحا، الأولى التي تشهدها المدينة الجديدة علي منجلي خلال سنة 2016، بعد تسجيل حوادث سقوط مميتة مماثلة راح ضحيتها عمال بناء بالعديد من الورشات خلال السنة الماضية، حيث أدى تزعزع قالب بناء معدني كان منصبا بالطابق التاسع من عمارة واقعة بالشطر الثاني من مشروع إنجاز 650 مسكنا ترقويا إلى وقوعه إلى غاية الطابق الأول، أين لقي العمال ، عبد الحكيم زاهي 37 سنة و زرمان السعيد 43 سنة وخنيش مراد 50 سنة، حتفهم مباشرة بعين المكان متأثرين بقوة السقطة، حسب ما أفاد به لنا ناج من الحادثة كان برفقة الضحايا في أعلى العمارة عند وقوع الحادثة.
وأكد محدثنا، الذي نجا بأعجوبة، بأن أرضية القالب المعدني تزعزعت بشدة كبيرة قبل أن يقوم هو بإلقاء نفسه جانبا بحركة لا إرادية ظنا منه بأنه زلزال، حيث كان آخر ما سمعه من المتوفين صيحة أحدهم وهو يردد بأنه أب لطفلين، ليشاهد بعد ذلك مجسم الغرفة الذي يوضع لتصب الخرسانة عليه يهوي كليا نحو الأسفل، فيما لم يتمكن من رؤية زملائه الذين كانوا ملقيين بالأرض إلا بعد جهد بسبب الغبار الكثيف الذي كان يتصاعد، مشيرا إلى أن اثنين من المتوفين يقطنون بالمدينة الجديدة علي منجلي، أما الثالث فيقطن بحي جبل الوحش، فيما أضاف عامل آخر بأن أحد الضحايا كان يستعد لاستقبال مولود جديد خلال الأيام القادمة.  وشهد الطريق المحاذي للورشة بالقرب من مكان وقوع الحادثة تجمع عدد من جيران أحد الضحايا، الذي يقطن بالوحدة الجوارية 19 حسب ما أخبرنا به بعض زملائه، حيث كانوا في حالة غضب شديد وقاموا برشق الورشة بالحجارة بعد ما حملوا الشركة مسؤولية الحادثة، قبل أن يستعيد المكان هدوءه، خلال عملية نقل جثث المتوفين من طرف مصالح الحماية المدنية، التي تمت بحضور وكيل جمهورية لمكان الحادث ومصالح الأمن، فضلا عن عائلات الضحايا التي أبدت حزنا كبيرا ولم تجد إلا لغة الدموع للتعبير عنه، خصوصا لدى رؤيتهم لأبنائهم وهم يحملون نحو سيارات الإسعاف.
عمال الورشة الذين وجدناهم تحت هول الصدمة، هددوا بالدخول في إضراب خلال الأسبوع الجاري احتجاجا على ما وقع لزملائهم، حيث أوضح لنا بعض من تحدثنا إليهم بأن الحادث ناجم عن تحطم الأعمدة الخشبية التي كانت تسند القالب المعدني من الأسفل، فيما أكدت مصالح الحماية المدنية بأنه تم إسعاف ثلاثة من زملاء المتوفين جراء الصدمة، كما أفاد المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الحماية المدنية للولاية بأن مسؤولية الوقاية من حوادث مماثلة تتحملها كل من المؤسسات من خلال توفير وسائل الحماية والعمال، الذين ينبغي عليهم أن يحترموا التدابير اللازمة، فضلا عن ضرورة تكثيف المراقبة الدورية لضمان عدم وقوعها.                   

سامي /ح     

الرجوع إلى الأعلى