4 ملايين مقابل "استئجار" طاولات و محلات بسوق البير الفوضوي
لم تنجح الأسواق الجوارية المنجزة بمنطقة بوذراع صالح بقسنطينة، في القضاء على السوق الفوضوي بحي البير، الذي لا يزال يستقطب أعدادا كبيرة من سكان الأحياء المجاورة رغم تقلص حجمه، كما تحول إلى “بورصة” لكراء المحلات و حتى المساحات بأسعار تصل إلى أربعة ملايين سنتيم شهريا.
و استفاد الباعة الفوضويون قبل نحو 5 سنوات، من سوق جواري بحي الشهداء المعروف بحي “مزيان”، يضم حوالي 70 مربعا و محلا تجاريا، لكنهم هجروا السوق بعد أشهر قليلة من العمل فيه، بحجة ضعف المردودية و انعدام الإقبال، و عادوا إلى نشاطهم السابق بالسوق الفوضوي بمنطقة البير، غير أن مساحته تقلصت و اقتصرت على الشوارع الواقعة بين البيوت، بعد أن منعت السلطات الباعة من استغلال الساحة الواقعة بجانب الطريق الوطني رقم 27، و التي كان يتربع عليها السوق قبل إزالة الطاولات و تحويلهم إلى سوق الشهداء.و قد تحولت هذه الفضاءات إلى بورصة، حيث يتم كراء معظم المحلات بأسعار تتراوح بين 3 و 4 ملايين سنتيم في الشهر، إذ أكد لنا صاحب محل لبيع الخضر و الفواكه أنه قام بكراء المحل الذي يشغله بأربعة ملايين سنتيم، بالرغم من أنه استفاد قبل سنوات من مربع بسوق الشهداء، غير أنه تخلى عنه لانعدام الإقبال، فيما أكد أحد الباعة بأنه يدفع 3 ملايين سنتيم شهريا لصاحب المنزل الذي ينصب طاولته بجانبه، بحجة أن هذا الأخير هو الذي كان يستغل هذا المكان سابقا، و ذلك فقط لأنه واقع أمام بيته.
المواطنون أكدوا بأنهم يقصدون السوق لانخفاض الأسعار مقارنة بأسواق وسط المدينة، رغم أن السلعة المعروضة من نفس النوعية، كما أن جميع السلع متوفرة بما في ذلك المواد الغذائية العامة، التي تباع أيضا بأسعار تنافسية مقارنة بأماكن أخرى، فيما ذكر رئيس جمعية حي بوذراع صالح بأن السلطات مطالبة بالقضاء على ظاهرة التجارة الفوضوية بالحي، و تحويل الباعة إلى سوق الشهداء الذي ظل مهجورا و تعرضت محلاته المخصصة لبيع اللحوم للتخريب، كما تم تكسير الأبواب و الأضواء و أزيلت الكوابل الكهربائية و تم تحطيم تجهيزاته.أما السوق الجواري الواقع بحي سوطراكو و المنجز منذ قرابة عامين، فلم يستغل هو الآخر، بحيث تعرض للتخريب و تم تكسير الزجاج و أبواب المحلات، فيما تنتشر الأوساخ و الأوحال بداخله، كما يؤكد السكان تحوله إلى وكر للممارسات المشبوهة مساء، خاصة أنه يقع بمنطقة نائية، فيما طالبت جمعية حي بوذراع صالح رسميا من الجهات المعنية تحويله إلى قاعة رياضية، و قد تلقوا موافقة مبدئية بذلك حسب رئيس الجمعية.
بعض الباعة أكدوا بأنهم يفضلون البقاء بمنطقة “البير” على التنقل إلى أسواق “نائية” على حد قولهم، سواء بالنسبة لسوق الشهداء أو السوق الجواري بسوطراكو، رغم أن بعضهم يدفع مبالغ كبيرة مقابل كراء المحلات أو المساحات، فيما يطالبون ببناء سوق في أحد المساحات الشاغرة و المستغلة حاليا كموقف للسيارات، مؤكدين بأنه أنسب مكان لإنجاز سوق جواري مخصص لبيع جميع المواد الغذائية.
 عبد الرزاق.م

الرجوع إلى الأعلى