"الكـدية" حي راق يتحول إلى أكبر "باركينغ" وسـط مدينة قسنطينة
تحول حي الكدية الواقع بوسط مدينة قسنطينة من أقدم تجمع سكاني راق إلى أكبر حظيرة لركن السيارات، يميزها احتكار دائم للمساحات من طرف حراس غير شرعيين ينشطون في الموقع 24 على 24 ساعة، ما أدى إلى خلق أزمة ركن بالنسبة للسكان و أصحاب المحلات على حد سواء، فيما يتحول الحي ليلا إلى ملاذ للمنحرفين و للأشخاص بدون مأوى ما أثر على سمعته بحكم تاريخه وموقعه في قلب المدينة.
سبـاق التوقف يغلـق عند السابعة صباحا
النصر تجولت في أزقة الكدية حوالي منتصف النهار أين كانت جل الاتجاهات مليئة بالسيارات المركونة في الجانبين، فيما كانت المركبات المتحركة تسير في اتجاه واحد بين تلك المركونة نظرا لضيق ممرات الحي و استغلال حراس الحظائر كل المساحات ، في حين لاحظنا استمرار العديد من أصحاب المركبات في التردد على أزقة الحي بحثا عن مكان لركن مركباتهم، حيث تعذر على الكثير منهم الظفر بمكان في هذه الحظائر التي كانت متشبعة بالسيارات. و من خلال حديثنا مع أصحاب المحلات و بعض السكان، تبين لنا أن مشكلة الركن أصبحت معضلة بالنسبة لهم نظرا لضيق الأزقة و توافد أعداد كبيرة من أصحاب المركبات لركن سياراتهم بالحي قبل التوجه إلى وسط المدينة، حيث قال لنا صاحب محل و ساكن بذات الحي أن جل المتوجهين للتسوق يقصدون الحي كمنطقة للركن، خاصة في ظل تواجد مديرية الأمن الولائي ما يبعث الطمأنينة نوعا ما في نفوس أصحاب المركبات ، كما أضاف أن حوالي 30 بالمائة من المركبات المركونة أصحابها موظفون بالإدارات المتواجدة بالموقع، موضحا أن هناك العشرات من المديريات على غرار مصالح الضرائب، مركز بريدي و آخر لاتصالات الجزائر بالإضافة إلى مديرية الأمن الولائي و غيرها من المكاتب و المصالح الأخرى، حيث يتعذر حسبه على أصحاب المحلات الذين لا يقطنون بالحي و حتى السكان في بعض الأحيان الظفر بمكان للركن.
وقال مواطن آخر أن احتلال المساحات من طرف أصحاب المركبات ينطلق مع الساعات الأولى من كل صباح، مؤكدا أنه يستحيل إيجاد مكان لوقف السيارة بعد السابعة و النصف صباحا، نظرا لتوافد أعداد كبيرة من الموظفين و قاصدي وسط المدينة، فيما أكد لنا صاحب محل لبيع أجهزة الإعلام الآلي أن مشكلة انعدام أماكن الركن، أثرت على نشاط موزعي السلع ومموني المحلات بسبب عدم تمكنهم من التوقف لتفريغ سلعهم، في حين قال أحد السكان القدامى أن أزمة التوقف بالنسبة للقاطنين بالحي، بدأت بعد تحويل مستودعاتهم الأرضية إلى محلات لممارسة التجارة أو تأجيرها للناشطين في المجال.
أروقة العمارات ملجأ للمتشردين ليلا
أثناء تعمقنا في الحديث مع أصحاب المحلات و بعض السكان حول الحياة الليلية بحي الكدية، كشف لنا المعنيون وجها آخر في ما يتعلق باستغلال الموقع في الممارسات غير الأخلاقية خلال الفترات المسائية، حيث أخبرنا صاحب أحد المحلات أن العديد من متناولي الخمور يترددون على الحي ليلا بالنظر إلى قلة الحركة و خلو الأزقة من المارة، مضيفا أن السكان يستيقظون كل صباح على منظر زجاجات الخمر التي تملؤ حاويات القمامة، حيث يقوم المتسكعون بالانزواء في الأروقة الواقعة أسفل السكنات و بمداخل العمارات لإخفاء ممارسات تناول الخمور و المخدرات قبل الانصراف إلى وجهات مجهولة، حيث أكد لنا المعنيون أن تواجد مديرية الأمن الولائي بمحاذاة السكنات لم يحد من الظاهرة التي تتكرر حسبهم في كل ليلة تقريبا، و هو ما أثر حسبهم على سمعة الحي الذي كان يعرف بالهدوء والسكينة في وقت غير بعيد على حد قول قدماء الحي.
و رغم تسجيل انخفاض في معدل الاعتداءات و السرقة بحي الكدية حسب شهادات أهل المنطقة، إلا أن المعنيين قالوا أن الأروقة الواقعة أسفل السكنات أصبحت ملاذا للأشخاص بدون مأوى، حيث أوضحوا أن العديد من المتشردين يقصدون الحي للمبيت ليلا تحت السكنات، خاصة في فصل الشتاء أين يتميز الطقس ببرودة الجو و هطول الأمطار، و هو ما أدى إلى تعرض هذه الفئة خاصة من شريحة النساء إلى الاعتداءات و المضايقات من طرف المنحرفين الذين يترددون على الموقع خلال الفترات المسائية، فيما أكد آخرون أن هناك جانبا من الأمن يفرضه حراس حظائر الركن ليلا نظرا لتواجدهم الدائم بالحي، و ذلك من خلال معرفتهم الجيدة بالمنطقة و السكان و كذا حفاظا على مصدر رزقهم.
الطابع الإداري للحي يؤثر على نشاط التجار
و قال أصحاب المحلات وبعض السكان أن الطابع الإداري لحي الكدية أثر بشكل كبير على الجانب الحياتي للسكان، حيث تقل الحركة حسبه بشكل كبير خلال الفترات المسائية خاصة ما بعد نهاية مواقيت العمل في الإدارات المتواجدة في المنطقة، ورغم تواجد عدد معتبر من السكان بالعمارات إلا أن الهدوء يخيم على أزقة الحي و يفرض منطقه بمجرد وصول لحظة الغروب، حيث أخبرنا أصحاب المحلات في هذا الإطار أن انعدام الحركة خلال الفترات المسائية أثر بشكل كبير على مردود نشاطهم التجاري، حيث يقوم العديد من أصحاب المحلات بإغلاق محلاتهم في ساعات مبكرة من الفترة المسائية، نظرا لخلو الأزقة من المارة و عدم تردد الزبائن، في حين فضل تجار آخرون تغيير نشاطهم التجاري أو التنقل إلى أحياء و شوارع أخرى معروفة بحركية تجارية أكبر.
خالد ضرباني
فيما يشكو السكان من كثـرة المتشردين وركود التجارة
- التفاصيل
-
تسليم أزيد من 100 رخصة استغلال مختلفة النشاطات : تسهيلات لمستثمرين ستمكن من خلق 3352 منصب شغل بقسنطينة
سلمت السلطات الولائية بقسنطينة، أزيد من 100 رخصة مختلفة النشاطات للمستثمرين، بغرض تسهيل الإجراءات وتسهيلا للاستثمار،...
بعدما دهنت باللون الأبيض: إزالة الطلاء عن الأحجار الأثرية بموقع “الأقواس الرومانية”
بادرت مصالح ديوان تسيير الممتلكات الثقافية المحمية مساء الأربعاء الماضي إلى إزالة الطلاء عن الأحجار الأثرية الموجودة...
نظمها صندوق “كناص” مع مديرية الصحة: استقبال 62 حالة خلال عملية تحسيس بخطر المخدرات والإدمان
استقبل أول أمس الخميس، الشباك المتنقل للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء ومركز معالجة الإدمان التابع لمديرية...
سينجـز بها حوالي 22 ألف سكن: أشغال تهيئة بقيمة 161 مليارا بالتوسعة الجنوبية لعـلي منجلي
أعطى والي قسنطينة والمدير العام للمدينة بوزارة السكن أمس، إشارة انطلاق مشروع إنجاز الطرقات والشبكات المختلفة في مخططي...
بغلاف مـالي يفوق 22 مليـار سنتيم: اقتــراح 18 عمليـة للتسجـيل بعين عبيـد
صادق المجلس الشعبي البلدي في عين عبيد بولاية قسنطينة مؤخرا، على 18 عملية مقترحة للتسجيل ضمن مشروع ميزانية الدولة لسنة...
ضُبطت في شاحنة تسير بثلاجة معطلة: الدرك يحجز 6 قنـاطير من لحوم الدجــاج غير الصالحة
حجزت كتيبة الدرك الوطني بقسنطينة أكثر من 6 قناطير من لحوم الدجاج المجمدة والطازجة، حيث ضُبطت على متن شاحنة تسير بثلاجة معطلة، فيما...
قسنطينة: وضع أولــى محطات شحن السيارات الكهــربائية
وضعت خلال الأيام الماضية شركة الكهرباء والغاز «سونلغاز» أولى الأعمدة المخصصة لشحن السيارات الكهربائية بولاية قسنطينة،...
يُعتبر الأكبر وطنيا وتعليمات بالإسراع في الإنـجاز: مصنع كـربونـات الكـالسيوم بقسنطينة يبدأ الإنــتاج بعد أسابيـع
من المنتظر أن تدخل أكبر وحدة لصناعة كربونات الكالسيوم على المستوى الوطني بولاية قسنطينة مرحلة الإنتاج في الأسابيع المقبلة، حيث...
انطلاق فعاليـات أسبوع الوقاية: جمع 3790 كيـس دم خــلال شهر رمضان
تمكنت مديرية الصحة والسكان لولاية قسنطينة، من جمع 3790 كيس دم خلال شهر رمضان، وهي حصيلة جد إيجابية ستمكن من إنعاش...
عين عبيد: مطالب بالتهيئة والـربط بالشـبكات بقرية زهانة
يطالب سكان 200 بناء ريفي في قرية زهانة ببلدية عين عبيد في ولاية قسنطينة، بالربط بشبكتي الكهرباء والغاز إضافة إلى...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)