رشق رجال الدرك و إصابة عمال خلال هدم بناءات فوضوية بعين الباي
تم نهار أمس تهديم 35 مسكنا فوضويا في طور الإنجاز و أرضيات إسمنتية قاعدية، تقع بمنطقة «سطيحة» بعين الباي في قسنطينة، و هي عملية عرفت اعتراضات من الملاك الذين رفض بعضهم الخروج من السكنات، فيما قام شباب برشق أعوان الدرك بالحجارة و هددوا بالانتحار.عملية الهدم جاءت تكملة لتلك التي باشرتها مصالح بلدية الخروب خلال العام الماضي، حيث مست هذه المرة حوالي 35 مسكنا و بناءات إسمنتية قاعدية، و ذلك بالتنسيق بين بلدية الخروب و مندوبية علي منجلي و بتسخيرة من الوالي، لمباشرة هدم بناءات فوضوية أنجزت فوق أراض خصصت للاستغلال الفلاحي في هذه المنطقة القريبة من حي بلخوان، حيث أوضح بعض الملاك أن العملية مست تحصيصين سكنيين الأول يقع بملكية مشري عبد الله بسطيحة، و الثاني عبارة عن قطعة أرضية ملك للمسماة «ب.م» قامت بتقسيمها إلى حوالي 168 قطعة صغيرة، ثم بيعها بعقود عرفية لعشرات المستفيدين بمبلغ 1 مليون سنتيم للمتر المربع الواحد، و ذلك ما بين عامي 2003-2004، حسب بعض الملاك الذين قاموا بتشييد سكنات متفاوتة الإنجاز، حيث لاحظنا بالمكان بناءات من طابق واحد و من ثلاثة طوابق، فيما لم تتجاوز بعضها مرحلة القواعد الإسمنتية الأرضية، حيث أخبرنا المعنيون أنهم صرفوا أموالا كبيرة من أجل إنجاز سكنات تأوي عائلاتهم، نظرا لعدم استفادتهم من السكن في أية صيغة، على حد قولهم.
و شهدت عملية الهدم مفاوضات عسيرة مع أصحاب السكنات، حيث رفضت العديد من العائلات إخلاء السكنات، في حين هدد شباب بالانتحار مستعملين قارورات غاز البوتان و البنزين، أين قاموا باعتلاء الطوابق العلوية متوعدين رجال الدرك بإضرام النيران في حالة اقتراب آليات البلدية من سكناتهم، فيما قام آخرون بإغلاق مداخل البنايات بالسيارات و التحصن داخلها، و هو ما تطلب استعمال القوة العمومية و اقتحام بعض السكنات التي رفض الملاك إخلاءها في وقت تم سحب السيارات بالسلاسل الحديدية، كما شهدت العملية رشق الدرك بالحجارة و سكب الزيت الساخن من طرف بعض الشباب بطريقة عشوائية عند كسر الآليات للأبواب، و هو ما تسبب في إصابة 4 من أعوان البلدية في أجزاء متفرقة من الجسم نقل على إثرها عنصر واحد إلى المستشفى، نتيجة إصابته بالزيت الساخن على مستوى العين، حيث تم اقتياد العديد من المعنيين إلى سيارات الدرك في انتظار اتخاذ الإجراءات اللازمة حسب ضابط الدرك الذي تولى القيام بالعملية.
رئيس دائرة الخروب من جهته أكد أن العملية تدخل في إطار محاربة البناء غير الشرعي، مؤكدا أن المعنيين لا يحوزون على عقود قانونية و رخص بناء، مشيرا إلى أن الهدم متواصل على مستوى العديد من النقاط التي تقع بها بناءات فوضوية، كما أكد على متابعة الملاك الأصليين للأراضي قضائيا.يذكر أن عملية الهدم التي تمت العام الماضي، شهدت هي الأخرى اعتراضا شديدا من العائلات و عرفت حالات إغماء.                                                           

خالد ضرباني

الرجوع إلى الأعلى