أغلق، زوال أمس، سكان من حي “ربعين شريف” بالمدينة القديمة بقسنطينة، شارع العربي بن مهيدي أمام حركة السيارات لليوم الثاني على التوالي، للمطالبة بإيجاد حل لهم بعد انهيار بناية كانوا يقطنون بها، ما دفعهم إلى البقاء في العراء. و يبيت عدد من المحتجين في العراء منذ حوالي أسبوع، بعد انهيار البناية رقم 14 الواقعة بالمكان المسمى ممر الإخوة ديابي من حي بن باديس، و التي كانت تأوي حوالي 30 شخصا من سبع عائلات، حسب ما أوضحه محدثونا لدى تنقلنا إلى الحي، أين لاحظنا بأن الحادثة تسببت في غلق المدخل الرئيسي للبناية و جعلت من الدخول إليها أمرا غاية في الصعوبة، بسبب تحول المكان إلى أكوام من الردوم الناجمة عن سقوط بعض الجدران، ما دفع بالسكان إلى المغادرة بشكل نهائي خوفا من وقوع انهيارات أخرى. و اضطرت الحادثة رب أسرة مكونة من 6 أفراد إلى افتراش الرصيف ليلا، تحت ما يشبه خيمة بلاستيكية رفقة زوجته وأبنائه، نصبها أعلى السلالم الرابطة بين حي “ربعين شريف” و شارع العربي بن مهيدي، و وضع داخلها بعض أغراضه المنزلية التي تمكن من نقلها إلى الخارج، كما لجأ إلى حرق قطع خشبية داخل برميل معدني من أجل التدفئة، فيما نبه بأنه قضى الليلة الأولى داخل الغرفة الخاصة بعمال ورشة ترميم المسجد الواقع بالحي، قبل أن يتم طرده منها. و أخبرتنا سيدة وجدناها تقوم بإخراج آلة لغسل الملابس من مدخل المنزل، بأن مصالح سونلغاز قامت بقطع الكهرباء و الغاز عن المكان منذ أزيد من ثلاثة أشهر لكون البناية مهددة بالانهيار، كما أكدت بأنه لم يتم تسجيل إصابات بشرية في الحادثة التي وقعت مساء الأربعاء الماضي، فيما أشار أحد السكان بأن قاطني البناية يملكون مقررات استفادة من السكن الاجتماعي، و يطالبون بنقلهم إلى مكان يقيهم شر التشرد في انتظار استلام سكناتهم، حيث قابلوا رئيس دائرة قسنطينة مساء أول أمس على إثر غلقهم للطريق ولم يتلقوا وعدا بوضع حد لمعاناتهم، ما دفع بهم إلى تجديد الاحتجاج زوال أمس. و تسبب غلق “طريق جديدة” من طرف سكان البناية في اختناق مروري كبير بوسط المدينة، لكونه معبرا محوريا يستخدمه أصحاب السيارات طوال اليوم، وعلى خلاف العادة لم يشهد فصل الشتاء هذا العام انهيارات كبيرة في المدينة القديمة لاستقرار الأحوال الجوية.
     سامي /ح

الرجوع إلى الأعلى