يعرف قطار الضواحي الرابط بين بلديتي قسنطينة و زيغود يوسف هذه الأيام، انتعاشا و إقبالا ملحوظا من قبل المواطنين، و ذلك عقب بدء تطبيق الزيادات في تسعيرة النقل بسيارات الأجرة و الحافلات، حيث عادت الحركية لمحطات النقل بالسكة الحديدية على مستوى الجهة الشمالية للولاية.
و يقول مواطنون وجدناهم بالعشرات في انتظار وصول القطار بمحطة بكيرة، في حدود الساعة التاسعة من صباح أمس، أنهم و أمام هذه الزيادات في تسعيرة النقل بسيارات الأجرة و الفرود، لم يعد أمامهم خيار سوى التحول إلى استعمال القطار، لأن تسعيرته الحالية، كما وصفها أحدهم، معقولة وفي متناول جميع شرائح المجتمع، حيث يكلف التنقل من بكيرة إلى وسط المدينة مثلا، 20 دينارا فقط، فيما لا تقل في حال التنقل عن طريق الطاكسي أو الفرود، عن 40 دينارا، أما الحافلة فتقدر قيمة تذكرتها بـ 25 دينارا، و هو ما لا يتماشى، حسب محدثينا، مع القدرة الشرائية لمعظمهم و خاصة العمال و التلاميذ، الذين يزاولون دراستهم بالمؤسسات التربوية الواقعة بمدينة قسنطينة.
و ذكر أحد الركاب القادمين من حامة بوزيان، بأنه أصبح يفضل ركوب القطار على استعمال وسائل النقل الأخرى التي شهدت تسعيراتها ارتفاعا، مضيفا بأن الفرد الواحد من حامة بوزيان مثلا يجد نفسه مضطرا لدفع  130دينارا يوميا، قصد الالتحاق بعمله و العودة إلى المنزل، مضيفا بأن راتبه لا يتجاوز في أحسن الأحوال مبلغ 20 ألف دينار شهريا، وهو مبلغ  كما وصفه، غير كاف لسد و تغطية مصارف الإيجار و الكهرباء، التي عرفت بدورها ارتفاعا إلى جانب الماء والغاز. وقد طالب جل الركاب الذين تحدثنا إليهم بتحسين خدمات النقل و خاصة احترام مواعيد وصول القطار إلى المحطات، إذ غالبا ما تسجل تأخرات وقفنا عليها في عين المكان، حيث لاحظنا على مستوى محطة بكيرة مثلا عند رحلة التاسعة صباحا، أن القطار تأخر بثلاثين دقيقة، حيث علق موظف يعمل في مؤسسة وسط المدينة كان ينتظر القطار، أن هذا الأخير غالبا ما يصل في أوقات متأخرة عن المواعيد المحددة، ما يتسبب في عدم وصوله لمنصب عمله باكرا، فيما قال لنا بعض الركاب أنهم يفضلون استعمال هذه الوسيلة رغم مشكلة التأخرات، لأنها مضمونة و تجنبهم مخاطر الطريق و الاختناق المروري، كما شدد من تحدثنا إليهم على ضرورة توفير الأمن عبر المحطات و داخل العربات، التي لاحظنا بأن بعضها لا يتوفر على الإنارة، مع تحسين الخدمات و ضمان وصول القطار في جميع الأوقات و ليس في الصباح و المساء فقط.
المدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية، ياسين بن جاب الله، كشف في اتصال مع النصر، أن الشركة ضاعفت عدد الرحلات بقطارات نقل الأشخاص، حيث وبعدما كان عدد الرحلات على المستوى الوطني 90  رحلة فقط، ارتفع إلى 110 رحلات، مضيفا بأن مصالحه بصدد تطبيق برنامج آخر لرفع حركة القطارات، حيث ستبدأ بالعاصمة و تعمم بعدها على الولايات الأخرى تدريجيا، كما يجري التحضير لمشروع يتم من خلاله زيادة عدد عربات نقل المسافرين مستقبلا، لمضاعفة الرحلات، و كذا تحسين الخدمات و اقتناء العتاد اللازم و تهيئة السكك و المحطات، بتوفير المرافق الضرورية و مضاعفة الأمن، ليقدم القطار نفس خدمات الميترو بذات النوعية، مضيفا في السياق ذاته بأن الشركة ستتدعم، بعربات جديدة لنقل البضائع سيتم التعريف بها وعرضها على المواطنين قريبا، من خلال أبواب مفتوحة ستنظم بالجزائر العاصمة.
 أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى