شهد ليلة أول أمس، سوق بطو عبد الله بوسط مدينة قسنطينة، المعروف بفيروندو، حريقا مهولا اندلع بجزء من السقف، وأدى إلى تضرر عدد من المحلات وانهيارات جزئية، مكلفا التجار خسائر مادية بمئات الملايين، ومسببا حالة من الهلع والخوف وسط السكان القريبين منه.
وحسب السكان المحيطين بالمرفق، فإن الحريق اندلع حوالي الساعة الحادية عشر والنصف من ليلة الخميس الماضي، إذ سمع دوي قوي مصدره أحد محلات بيع أدوات التجميل وألبسة الأطفال، المتواجدة على مستوى المدخل الخلفي للسوق بالقرب من مفرغة القمامة، حيث اندلعت النيران بسقف المحل وأدت إلى إتلاف كلي للسلع المعروضة به، وقد أرجع بعض من وجدناهم هناك السبب إلى سهولة احتراق مواد التجميل والعطور لاحتوائها على نسب عالية من الكحول، قبل أن تنتقل ألسنة اللهب عبر السقف إلى محلين لبيع المواد الغذائية انهار سقفاهما واحترقت البضائع والأجهزة الموجودة داخلهما بشكل كلي، كما تفحمت كميات كبيرة من اللحوم والسلع الموجودة بمحل قصابة مقابل لهما، فضلا عن احتراق الجدران وجهاز تبريد وآلة فرم اللحوم كانت بداخله. وطالت النيران 3 طاولات لبيع الخضر والفواكه تضررت بشكل كبير، فضلا عن تعرض أجزاء من طاولات بيع الخضر الأخرى للتلف، فيما انهارت أسقف محلات خارجية، كمحل بيع الحلويات والمرطبات الواقع بالقرب من الباب الجانبي للسوق، حيث لاحظنا أن المياه التي استعملت لإخماد النيران، قد غمرت أرضيته بعد أن اختلطت بالرماد الناجم عن احتراق السقف المكون من الزنك والقرميد المثبت بالألواح الخشبية، التي وقع عدد كبير منها داخل السوق، واختلط الرماد بالمياه مشكلا ما يشبه الوحل. و انتشرت رائحة اللحوم والخضر المتفحمة  رغم مرور أزيد من عشر ساعات على الحادثة ، وسادت حالة من الخراب والظلام الدامس الجزء المتضرر من المرفق، بعدما تم قطع التيار الكهربائي عنه، كما ظل الدخان ينبعث من السقف. وقد تجمع الفضوليون  وعشرات التجار و بالقرب من المدخل الخلفي للسوق، وسط تواجد كبير لرجال الأمن والشرطة العلمية، الذين منعوا أي شخص من الدخول بسبب إجراءات التحقيق في الحادثة، وكانت مصالح الحماية المدنية التي سخرت ثلاث شاحنات إطفاء أحاطت بالمرفق، تواصل تدخلها، حيث أحاطت بالسوق من جهات مختلفة ولم تغادر المكان إلا حوالي الساعة الحادية عشر من صباح أمس، بعد أن استمر تدخلها لأكثر من 12 ساعة.  فيما بدأ التجار يطالبون مصالح الأمن بالسماح لهم بالدخول من أجل إخراج سلعهم الموجودة داخل السوق، وقد اضطر عناصر  الأمن لمنعهم بالقوة، بعدما حاولوا الدخول، متجاهلين تحذيرات الشرطة والحماية المدنية من خطر انهيار السقف مبدين حالة من الغضب، كما لم يغادروا محيط المدخل بالرغم من تواصل تساقط قطع القرميد والحجارة بسبب إزاحة عناصر الحماية للأخشاب التي ظلت عالقة، حيث أمضى بعضهم طيلة الليل بجوار السوق. مندوب القطاع الحضري سيدي راشد حكيم لافوالة، الذي حضر إلى موقع الحادث رفقة مدير النظافة والتطهير ببلدية قسنطينة ومنتخبين عن المجلس الشعبي البلدي، أوضح بعد إنهاء الحماية المدنية وعناصر الشرطة لتدخلهما، أن سبب الحريق ناجم عن شرارة كهربائية، وأشار إلى أن أعوان البلدية سيقومون بتنظيف المكان،  وبعد ذلك سيتم تكليف المختصين من أجل إجراء دراسة وتحديد الأضرار من أجل صيانة السوق، ولم يؤكد، المسؤول إمكانية غلق السوق أو المدة التي قد يستغرقها ذلك، حيث قال بأن ذلك سيظل مرهونا بما تتطلبه عملية الصيانة، فيما تساءل عضوان من اتحاد التجار حضرا صباحا وتحدثا إلى التجار، عن سبب تأخر عملية إعادة الاعتبار للسوق إلى غاية اليوم، بالرغم من أن البلدية قد برمجت سوقي بطو عبد الله وسوق بومزو منذ مدة طويلة، كما رفض بعض التجار الذين تحدثنا إليهم، أن يتم غلق المرفق وهددوا بالاحتجاج، بينما قدر المتضررون من الحريق خسائرهم المادية بمئات الملايين.
وتجدر الإشارة إلى أن الحادثة ليست الأولى من نوعها التي تشهدها ولاية قسنطينة، إذ سبق وأن شب حريق بسوق حي 1600 مسكن ببلدية الخروب وسوق الفلاح سابقا بحي الدقسي، بالإضافة  حريق مس  الأنفاق الأرضية بوسط المدنية.                       
سامي حباطي * تصوير: الشريف قليب

الرجوع إلى الأعلى