أكد والي قسنطينة أمس، أن الوتيرة المتسارعة التي سارت عليها الورشات الخاصة بتظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، لم تكن على حساب نوعية الأشغال، لكنه تعهد بتجنب أخطاء ارتكبت ببعض المشاريع التي قال بأن مصالحه ستأخذ الوقت الكافي في إسنادها لمؤسسات أخرى، متهما أطرافا و هيئات بمحاولة إفشال التظاهرة.
و لدى نزوله أمس ضيفا على حصة منتدى الإذاعة، عاد السيد حسين واضح إلى التأكيد على أن تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية حققت “نجاحا كاملا” و قال “لا يحق لأحد أن يشكك في ما أضافته التظاهرة لقسنطينة”، قبل أن يتهم: “بعض الأطراف حكمت عليها بالفشل رغم أنها كانت غائبة عن الساحة”، و أضاف واضح بأن النشاط الثقافي لم يتوقف، لكنه عرف تغيب بعض البلدان العربية لظروف خاصة، كما عرف مشاركة ولايات الوطن و دول أوربية و آسيوية و كذا الولايات المتحدة الأمريكية، وسط إقبال كبير من المواطنين، الذين قدموا، حسب الوالي، من مختلف ولايات الوطن و غصت بهم مختلف المرافق الثقافية، بعد أن تم تخصيص وسائل النقل، رافضا الانتقادات التي قيلت بخصوص بُعد قاعة أحمد باي عن وسط مدينة قسنطينة، حيث قال بأن الاستفادة من النشاطات الثقافية التي يوفرها المرفق من حق جميع سكان البلديات.و بخصوص مشاريع المنشآت الثقافية التي لم يستلم بعضها، أكد حسين واضح بأن اللجنة الوطنية المكلفة بالتظاهرة و التي يترأسها الوزير الأول عبد المالك سلال، لم تعط رقما أقصى للمرافق التي يتوجب تسليمها، بل ضبطت، كما أضاف، حدا أدنى لما يمكن إتمامه قبل انتهاء التظاهرة، لأنه من “غير المعقول” القيام بعمل يتطلب 6 سنوات، في ظرف سنة فقط و طبقا للمعايير المعمول بها، ليتابع الوالي قائلا بأن ما استلم يفوق بكثير تقديرات اللجنة المذكورة، بتدشين قاعة العروض الكبرى أحمد باي و فندق “ماريوت” و استلام المرافق التي خضعت لترميمات، و هي المسرح الجهوي و قصري الثقافة محمد العيد آل خليفة و مالك حداد، زيادة على إتمام أشغال تهيئة مداخل المدينة و واجهات العمارات و الشوارع.
و رغم رفضه الحديث عن تأخر في الورشات، أقر الوالي بأن مصالحه لم تكن متعودة على إنجاز مشاريع بهذا الحجم و في ظرف قياسي، لكن المناسبة فرضت عليه، كما أكد، العمل بوتيرة أسرع مع مراعاة النوعية و المعايير المعمول بها، مضيفا في هذا الخصوص أن بعض الهيئات تعاملت بالشكل المطلوب مع الظروف التي فرضتها حتمية الاستعجال، خلال تنفيذ المهام الموكلة إليها، حيث قال أن أعضاء بالهيئة التنفيذية و إطارات عملوا “ليل نهار” لإنجاح الحدث، قبل أن ينتقد “بعض الهيئات” التي لم تشارك و عرقلت، حسبه، العمل لأن لها علاقة بمنح بعض الرخص، دون أن يحدد من تكون هذه الهيئات، ليتهم “بعض الجهات كانت تقف أمام عدم إنجاح التظاهرة”.و بخصوص قصر المعارض بعين الباي الذي لم يُستلم بعد، أكد الوالي فسخ العقد بالتراضي مع المجمع الاسباني الذي أسندت له الدراسة و الانجاز، و ذلك منذ شهرين و بسبب مشاكل مالية، حيث يجري حاليا العمل على تعيين المقاولة التي ستواصل الورشة، لكن الاختيار لن يكون هذه المرة بالتراضي، لكن عن طريق استشارة مفتوحة، حسب الوالي، الذي يرى عدم وجود مبرر للجوء إلى الاستشارة الضيقة، حيث قال “سنأخذ وقتنا و سنفسح المجال لتكون المنافسة شريفة لاختيار أحسن مؤسسة، حتى لا نكرر الخطأ الأول”.
و فصّل الوالي في العقبات التقنية التي حالت دون إتمام مشروع المكتبة الحضرية بباب القنطرة، كما أعلن عن تدشين متحف الشخصيات التاريخية في 16 أفريل المقبل، و قال بأن مشروع دار الصناعات التقليدية و الحرفيين بـ “المونوبري” أسند لمؤسسة و مكتب دراسات محليين بعد أن تخلى عنه البلجيكيون، و بالنسبة لقاعات السينما أكد واضح بأن ترميمها توقف بناء على اتفاق بين الولاية و وزارة الثقافة، من أجل التدخل بهذه المنشآت وفق التقنيات الجديدة و لتجنب اللجوء لطرق تقليدية، و فيما يتعلق بعمليات ترميم المساجد و الزوايا المتوقفة منذ سنتين، صرح الوالي بأن الورشات تتطلب وقتا، لكنه تعهد بانطلاق الأشغال من جديد، بعد معالجة العقبات القانونية مع مكاتب الدراسات بتدخل من الوزير الأول.
 ياسمين.ب             

الرجوع إلى الأعلى