تجهيزات عيادات الأسنان وراء انتشار داء الكبد الفيروسي
أكد أمس الأول، أساتذة وباحثون في داء التهاب الكبد الفيروسي، بأن غالبية حالات الإصابة بالمرض ناتجة عن نقص النظافة بعيادات طب الأسنان وأجهزة تصفية الكلى، التي تستعمل فيها تقنيات بدائية في التعقيم، فيما أوضح رئيس جمعية التهاب الكبد بقسنطينة، بأن أزيد من 95 بالمائة من المرضى اكتشفوا إصاباتهم بالداء صدفة.
وذكر أطباء و باحثون خلال الملتقى الوطني لداء الكبد الفيروسي، الذي نظم بفندق الحسين بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، بأن أزيد من 65 بالمائة من المرضى نقلوا العدوى ، لاسيما النوع س الخطير المؤدي في الكثير من الاحيان إلى الوفاة، من عيادات طب الأسنان وأجهزة تصفية الكلى التي تعقم بوسائل وتقنيات تجاوزها الزمن بحسبهم ، حيث ذكروا بأنه  و على الرغم من الجهود التي يبذلها المختصون في التوعية، إلى أن حالات كثيرة لا زالت تسجل نتيجة تهاون البعض، كما أوضحوا بأن 25 بالمائة من المصابين يموتون بالتليف الكبدي أو سرطان الكبد، مشيرين إلى أن الجزائر قطعت شوطا كبيرا في مكافحة هذا الداء الخطير باعتبار أن عدد الوفيات تراجع بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، بحسب تأكيدهم.
وأكد رئيس  جمعية مكافحة داء التهاب الكبد بقسنطينة مهدي حافظ، في تصريح للصحافة بأنه يتم تسجيل 10 إصابات أسبوعيا بالمرض من الصنفين الخطيرين س وب بالولايات الشرقية لاسيما بولاية خنشلة التي تعتبر بحسبه بؤرة للمرض، حيث ذكر بأن دراسية أعدها البروفسيور زبدي بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة، أفادت بأن أزيد من 07 بالمائة من المصابين على المستوى الوطني من هذه الولاية، لافتا إلى أن سكان تلك المنطقة ينقصهم الوعي كما تم تسجيل العديد من الإصابات لدى غالبية المصابين من أسرة واحدة نتيجة استعمالهم لنفس الأدوات الناقلة للفيروس، والمعالجة  بالحجامة التقليدية بحسب قوله.
وتابع المتحدث، بأن أزيد من 95 بالمائة من المرضى، كانوا يجهلون إصابتهم إلا بعد إجراء تحاليل بالصدفة، باعتبار أن أعراضه لا تظهر إلى في مراحل متقدمة من التلف الكبدي في المرحلة الثالثة أو الثانية، حيث ذكر بأن غالبية المصابين تعرضوا إلى العدوى بواسطة التجهيزات الطبية غير المعقمة لاسيما في مصحات أمراض الكلى، مشيرا إلى أن الدواء الحالي المسمى “سوفوس» قد حقق نجاعة كبرى في معالجة الداء، حيث أثبتت الإحصائيات بحسبه تعافي أزيد من 97 بالمائة من المرضى، الذين خضعوا إلى علاج بالدواء بالمستشفيات لمدة 12 أسبوعا، لكنه استثنى المرضى المصابين بالكلى بسبب التأثيرات الجانية للدواء عليهم، على حد تعبيره.
وناشد رئيس الجمعية المتحدث وزارة الصحة و مسؤولي القطاع، ضرورة توفير الجهاز المحدد لكمية ونسبة الفيروس بالدم بالمصحات العمومية والمستشفيات، من أجل معرفة مدى استجابة المرضى للعلاج، وهو ما يجبر المرضى في غالبية الأحيان إلى التوقف عن متابعة المرض نظرا لتكاليف التحاليل الباهظة لدى العيادات الخاصة، التي تتجاوز 06 ملايين سنتيم شهريا ناهيك عن المصاريف الأخرى، كما طالب وزارة الصحة بتقديم العون للجمعيات في مجال الاحصائيات والعمليات التحسيسية، بحسب تعبيره.
للإشارة فإن الباحثين في  الملتقى تطرقوا في محاضرات علمية إلى تاريخ وتطور انتشار المرض، كما سلطوا الضوء على كيفية الوقاية من الإصابة بالفيروس ب و س وكذا النتائج المتحصل عليها من الدواء الجديد في الجزائر  قدموا «ولاية عنابة نموذجا»، بالإضافة إلى عرض 04 عينات لمرضى أصيبوا بالفيروسين ب و س وشفيوا تماما من المرض.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى