تشييع جنازة الفتاة إكرام و النصر تنقل مأساة العائلة
دماء أسفل السرير و حديث عن توقيف المتهم
شُيعت، زوال أمس، جنازة الفتاة «إكرام ناريمان» 14 سنة، التي عثر عليها مساء الأربعاء الماضي ميتة داخل مسكنها العائلي بالمدينة الجديدة ماسينيسا بقسنطينة، وسط جو من الحزن و الأسى الكبيرين، خاصة أن الحادثة وقعت في ظروف غامضة و لا تزال قيد التحقيق، في ظل غياب معلومات رسمية حول ملابساتها، و هو ما عمق من جراح العائلة التي فقدت بنتين في ظرف سنتين.
و وري الثرى جثمان الضحية بالمقبرة المركزية بوسط مدينة قسنطينة، أين سجل حضور كبير لأفراد عائلة إكرام و جيران و أصدقاء العائلة، الذين بدت عليهم ملامح الحيرة و الدهشة، خاصة أن الحادثة تشوبها العديد من علامات الاستفهام، و لا تزال خيوطها غامضة ما دام التحقيق لا يزال جاريا في القضية، و بتأثر كبير تمت مراسيم الجنازة، حيث دفنت الفتاة بجانب قبر أختها «م.م.ل» التي توفيت قبل حوالي سنة بعد إصابتها بمرض السكري، و شاءت الأقدار أن تدفن الشقيقتان جنبا إلى جنب و في نفس العمر 14 سنة، تاركتين وراءهما أما أنهكها الزمن و أتعبتها المحن رفقة شقيقهما الأصغر ذي الـ 10 سنوات.
النصر زارت بيت العائلة الكائن بالطابق الثاني بالعمارة «جي 2» بالمنطقة «أو» التي يقطن بها المرحلون الجدد من حي بوذراع صالح، أين استقبلنا أخوال الضحية في جو من الحزن و الحسرة، على فقدان إكرام التي يشهد جيرانها بأنها كانت فتاة بشوشة و محبوبة وسط صديقاتها، و عن مشوارها الدراسي أخبرنا أخوالها أنها متفوقة في دراستها بدليل نجاحها في الانتقال إلى السنة الثالثة متوسط، حيث كانت تعيش رفقة شقيقها الأصغر و أمها المطلقة من والدها منذ حوالي سنتين.

جثة الضحية وُجدت تحت سرير إحدى الغرف
الأم البالغة من العمر 39 سنة أبت إلا أن تستقبل النصر و تحدثنا عن فاجعتها و الدموع تنهمر من عينيها، حيث قالت أن «إكرام» قضت ليلة الثلاثاء الماضي في بيت صديقة لها تقطن بذات الحي، مضيفة أن طليقها «م.ر» 54 سنة الذي طلبت منه الخلع و انفصلت عنه بسبب مشاكل بينهما و الذي تقول أنه لم يُسدّد نفقة أولاده ما دفعها لإعداد ملف قضائي للمطالبة بحق أبنائها، اتصل بابنتها تلك الليلة على أساس ملاقاته في العمارة صباح الأربعاء الموالي، لإعادة شقيقها الصغير الذي كان في بيته بمنطقة وادي العثمانية بولاية ميلة، فيما ذهبت هي كعادتها صباحا إلى العمل، قبل أن يتصل بها طليقها في المساء و يخبرها بأنه وجد باب المنزل مفتوحا و أن إكرام لم تكن بداخله، لتتنقل مفزوعة إلى المنزل، أين وجدت طفلها بمفرده و لم تعثر على الضحية.
و تضيف الأم أن عدم العثور على ابنتها بالمسكن العائلي، دفع بها للبحث عنها لدى عائلة صديقتها التي قضت الليلة معها و لدى الجيران ظنا منها أنها ذهبت عند صديقات أخريات، لكن دون جدوى، قبل أن تقوم بالبحث عنها داخل المنزل بحكم أن إكرام كانت، كما تقول الأم، تختبئ أحيانا داخل الخزانة، قبل أن تتفطن إحدى الجارات التي شاركتها في البحث، إلى وجود الفتاة ملقاة على وجهها تحت سرير إحدى الغرف، و يتبين بعدها أنها ميتة و لا تتحرك، و على إثر ذلك اتصلت والدة الضحية بالأب الذي لم يتأخر، كما أضافت، في الوصول إلى المنزل، و بدأت في الصراخ و الصياح بأعلى صوتها بأنهم «قتلوا ابنتها»، و تزامن اكتشاف الجثة مع تواجد مصالح الأمن بذات الحي، حيث قامت بالاتصال بالشرطة العلمية و السلطات القضائية، و تم إخراج الجثة حوالي الساعة الثامنة و النصف ليلا نحو مستشفى محمد بوضياف.
العائلة تقول أن إكرام خُنقت باستعمال خمار
النصر دخلت مسرح الجريمة، و شاهدت سريرا كان في زاوية إحدى غرف المنزل تقول العائلة أن إكرام وُجدت أسفله، و قد لاحظنا عند سحبه آثار دماء.. والدة الضحية قالت لنا أن ابنتها كانت ملقاة على بطنها عندما تم إخراج جثتها من أسفل السرير، كما أن جسمها كان أزرق اللون و يديها كانتا متجهتان للأعلى، و قد تصادف تواجدنا بالحي مساء الخميس الماضي، حضور رجال أمن قاموا بأخذ الخمار الذي تقول العائلة أن الجاني خنق إكرام باستعماله، في إطار التحقيقات التي تم مباشرتها إثر ارتكاب الجريمة.
 و ذكرت مصادر  متطابقة للنصر، أن عناصر الأمن تكون قد أوقفت المتهم الذي تحوم شكوك العائلة بأنه والد الضحية، خاصة أنه لم يحضر جنازة ابنته، و هي معلومات لم يتسن لنا التأكد منها من مصدر رسمي بمديرية الأمن الولائي، حيث رفضت خلية الاتصال و العلاقات العامة تأكيد أو نفي المعلومة و اكتفت بالتأكيد على أن القضية لا تزال قيد التحقيق، في انتظار ما ستسفر عنه  التحريات  في الأيام المقبلة .                                                     

خالد ضرباني

الرجوع إلى الأعلى