توقيفــات و إصابــات أثنــاء عمليــة هــدم  بحــي الديـانسي  في قسنطينــة
تخللت، أمس، عملية هدم بنايات فوضوية بحي الديانسي بقسنطينة احتجاجات   وتهديدات بالانتحار الجماعي ، ما تسبب في إصابة شرطي وعدد من السكان بجروح، فيما أوقفت مصالح الأمن أزيد من 08 أشخاص اعترضوا على قرار الهدم.
العملية انطلقت في الساعات الأولى للصباح، من أجل تكملة هدم ما تبقى من 56 بناية فوضوية مبرمجة على مستوى المنطقة المسماة أرض بن عبد القادر، الواقعة بالقرب من المدرسة الوطنية لتكوين الإطارات شبه الطبية، حيث عرف المكان  رفض أصحاب بنايات  لعملية الهدم   ، وقام العشرات من السكان برشق  عناصر الأمن ، كما هددوا بالانتحار باستعمال قارورات الغاز والبنزين، قبل أن تتوقف العملية لمدة زمنية قصيرة.
وأشرف على العملية، رئيس الدائرة وعدد من مسؤولي البلدية، وسط تعزيزات أمنية وحضور مصالح الحماية المدنية ، كما خصصت المصالح التقنية ست آليات كبرى و جرافات للهدم، وقد  تعرض أحد عناصر الأمن إلى جروح على مستوى العين، بعد أن رشقه أحد المحتجين بالحجارة، كما أصيب عدد ضئيل من المواطنين بجروح خفيفة، في حين تعرض آخرون للإغماء، بعد أن شاهدوا الجرافات وهي تهدم مساكنهم.  و لجأت عائلات برمجت سكناتها للهدم إلى أسقف المنازل، حيث قام شباب بإحضار قارورات غاز و آخرين لقارورات مولوتوف،  و لوح عدد منهم بالسيوف والخناجر من أجل منع القوة العمومية من مواصلة العملية، و رفضوا الخضوع لنداء رئيس الدائرة و مصالح الأمن بالخروج من السكنات،  في حين شكلت مجموعة من النسوة في إحدى السكنات دروعا بشرية،  ولم يتوقف أفرادها عن الصراخ ورشق رجال الشرطة بالحجارة  في أكثر من مرة  إلى غاية توقيف ما لا يقل عن ثمانية أشخاص، من طرف عناصر الشرطة الذين استعانوا بالغاز المسيل للدموع لتفرقة المحتجين.
وذكر لنا سكان من الحي،  بأنهم قدموا ملفات التسوية لدى مصالح البلدية لكنهم لم يتلقوا أي ردود ، في حين أكدت مسؤولة العمران بالبلدية، بأن العملية شملت  56 بناءا  فوضويا لا يحوز أصحابها على أي رخص بناء أو وثائق قانونية، مشيرة إلى أن العملية ستشمل جميع الأحياء غير النظامية بالمدينة،  فيما أوضح آخرون بأن عملية تهديم  بناءاتهم قد كبدتهم خسائر مالية كبيرة، إذ تجاوزت تكاليف البناء المليار سنتيم، و منهم من لجأ إلى بيع مصوغات ومجوهرات زوجته،  و أكد آخرون بأنهم سيبيتون في العراء كونهم لا يملكون أي مآوى، مناشدين السلطات المعنية، بعدم هدم البنايات حتى لا يتشردوا مع أبنائهم  المتمدرسين، بحسب تعبيرهم. للإشارة، فإن عملية الهدم تواصلت إلى غاية مساء أمس، بعد وصول تعزيزات أمنية إلى المنطقة، حيث شملت العشرات من البنايات الأخرى، فيما لازمت العشرات من العائلات أسقف منازلها مخافة تعرضها للهدم، وسط حالة من الخوف والترقب.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى