الكــلاب الضالــة و نقص الأمــن ينفّــرون العائــلات من منتزه المريــج
يُعدّ منتزه المريج ببلدية الخروب بقسنطينة، المتنفس الوحيد للعائلات القسنطينية منذ بضع سنوات، غير أنه يشهد تدهورا منذ مدة بسبب نقص الأمن و انتشار الكلاب الضالة و كذا بعض المظاهر الأخرى، التي جعلت زواره يتناقصون بشكل كبير و بالأخص خارج العطل و أيام نهاية الأسبوع.
و يقع المتنزه وسط غابة كبيرة بمنطقة المريج التي تبعد حوالي 10 كيلومترات عن مدينة الخروب، حيث تم تهيئة المكان سنة 2012 لجعله منتزها للعائلات القسنطينية، خاصة بعد أن استمر إغلاق حظيرة التسلية بجبل الوحش، حيث أنجزت مساحات للعب و برك صناعية و تم وضع ألعاب ترفيهية للأطفال و تهيئة أماكن لركن السيارات، إضافة إلى بناء شاليهات خشبية لاستعمالها كمطاعم أو مقاهي، و كانت قد أشرفت على المشروع محافظة الغابات لولاية قسنطينة، التي أوكلت مهمة الإنجاز لمؤسسة مختصة في الهندسة الريفية.
و قد شهد المكان منذ افتتاحه أمام المواطنين، إقبالا كبيرا خاصة خلال عطل نهاية الأسبوع، حيث تتوافد العائلات بكثرة و كان عدد الزوار يصل إلى الآلاف، إلى درجة يصبح فيها ركن السيارات أمرا صعبا، رغم أن المساحة الإجمالية المخصصة للركن تتجاوز 12 ألف متر مربع، لكن المنتزه شهد في المدة الأخيرة تدهورا، ما أدى إلى تناقص كبير في عدد الزوار، حيث باتت الكثير من العائلات تتجنب التوجه إليه لتمضية عطلة نهاية الأسبوع، و ذلك بسبب نقص الأمن، فباستثناء الحراس التابعين للمؤسسة الخاصة التي تُسيّر المكان، فلا وجود لأية جهة أمنية رسمية. و قد لاحظنا انتشار الكلاب الضالة بشكل كبير داخل المنتزه، كما أن بعض الشباب من هواة تربية الكلاب، يصطحبون هذه الحيوانات إلى المكان، ما يسبب إزعاجا للعائلات و خطرا على الأطفال، أما أماكن الركن فقد تحولت إلى أرضية ترابية، ما أدى إلى تشكل الأوحال عند تساقط الأمطار، و الأمر الغريب أن سعر ركن السيارة هو 100 دج إذا ما كان الأمر يتعلق بعائلة، و 300 دج إذا ما كان الأمر يخص زوجين أو صديقين، و هو ما برّره أحد المشرفين على المكان، بأن الثمن يمثل أجرة الحراس الذين يتولون توفير الأمن للزوار و حراستهم من أي خطر أو اعتداء. و قد زرنا المكان صبيحة أحد أيام الأسبوع، غير أننا لم نصادف أي عائلات، بالرغم من العدد الكبير للسيارات التي كانت مركونة، و قد أخبرنا الحراس بأن التوقيت الصباحي مخصص فقط لـ «الأزواج» و الدخول يكون مقابل 300 دج، أما العائلات فيمكنها زيارة المكان ابتداء من فترة ما بعد الظهر، و الملاحظ أن المنتزه يبدو شبه خالي بسبب شساعته، و هو ما يزيد من احتمال حدوث اعتداءات، خاصة أننا لم نشاهد سوى عدد قليل جدا من الحراس.
ع.م

الرجوع إلى الأعلى