الشرطــة تمنع الباعــة من النشــاط بسـوق "الرمبلــي"
منعت، أمس، مصالح الأمن باعة سوق «الرمبلي» أسفل جسر سيدي راشد بوسط مدينة قسنطينة، من ممارسة نشاطهم، بعد أن قررت البلدية إزالته لاستكمال إنجاز مشروع حظيرة «باردو»، فيما تجمع العشرات منهم أمام مقر الأمن الحضري 15، للمطالبة بتسوية وضعيتهم.
و ذكر ممثلون عن الباعة بأنهم تفاجأوا قبل يومين بقرار إزالة السوق و طردهم دون أي سابق إنذار، مضيفين بأن «الرمبلي» يُعد مصدر رزق و إعالة للآلاف من العائلات القسنطينية منذ أزيد من 80 سنة، باعتبار أن تاريخ إنشائه يعود إلى الحقبة الإستعمارية، حيث ما تزال العشرات من الشواهد تدل على قدم المكان، و من بينها إحدى اللافتات التي كتب عليها باللغة الفرنسية «سوق الرمبلي لبيع الخردوات»، مشيرين إلى أن وضعيتهم الإجتماعية ستتعقد كثيرا في حال إصرار مصالح البلدية على قرار الإزالة.
و ذكر أحد الباعة بأنه متزوج و أب لثلاثة أطفال و يتاجر في الخردوات و الملابس منذ أزيد من 20 سنة بالسوق، الذي قال بأنه يعد مصدر قوت عائلته الوحيد، في حين أكد آخر بأنه يغير نوعية تجارته من وقت لآخر تماشيا مع ما هو متداول في السوق، مطالبا الوالي بالتدخل و إلغاء القرار الذي وصفه بالقاسي في حق المئات من العائلات، بحسب تعبيره. و ناشد الباعة السلطات المعنية بضرورة تسوية وضعيتهم القانونية، من خلال تهيئة المكان و تنظيم النشاط فيه، حيث أكدوا بأنهم مستعدون لدفع «المكس» في حال أجّرته البلدية إلى أي مستثمر، مشيرين إلى أن نشاط السوق يعرف توسعا مستمرا باستقطابه للعشرات من الباعة و التجار من مختلف الولايات الشرقية لعرض سلعهم لاسيما في يوم السبت.
و كانت مصالح بلدية قسنطينة قد باشرت عملية إزالة سوق «الرمبلي» قبل يومين، من أجل استكمال مشروع حظيرة باردو، حيث أن الوالي السابق كان قد قدم تعليمات بضرورة إزالته من أجل إنجاز أعمدة دعم للحظيرة، قبل أن يتم التراجع عن ذلك بعد تقليص تكلفة المشروع، كما أن السلطات المحلية طرحت فكرة تسوية الوضعية القانونية لهؤلاء الباعة و تنظيم السوق قبل سنوات، من خلال تخصيص محلات صغيرة لكل بائع، إلا أن ذلك لم يتحقق و بقي مجرد حبر على ورق، وفق تصريحات الباعة، فيما حاولنا الحصول على توضيحات من العديد من مسؤولي البلدية، غير أننا لم نتمكن من ذلك.
و يعد سوق الرمبلي من أقدم المناطق المعروفة بالنشاط التجاري بالمدينة، حيث لا يزال يستقطب المئات من الوافدين إليه من داخل المدينة و خارجها، بعد أن بقيت محافظة على تقاليدها و نمطها التجاري ببيع السلع القديمة و المستعملة من ملابس و أواني منزلية و كذا آلات كهرومنزلية و قطع غيار، و ذلك بأثمان يراها الكثيرون جد مقبولة،  كما توسع النشاط بها في السنوات الأخيرة أيضا إلى بيع كل ما هو جديد من سلع.؟
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى