"الزينيث" قاعة ضخمة بمواصفات عالمية
شرعت مؤخرا، مديرية التجهيزات العمومية لولاية قسنطينة في التسليم الجزئي لقاعة الزينيث بزواغي، بعد أن انتهت بها الأشغال، لتكون بذلك أول مشروع ضخم يصبح جاهزا لفعاليات تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، القاعة فاخرة
و فريدة من نوعها ببلادنا   كما تحمل مواصفات عالمية تفوق في مقاييسها وجودتها الزينيث الفرنسية .
وتعتبر قاعة الـ”زينيث”، التي تتربع على مساحة إجمالية مقدرة بـ42 ألف و500 متر مربع، الأولى من نوعها على مستوى الجزائر، حيث أوضح المدير الولائي للتجهيزات العمومية، بأنه يمكن اعتبارها من أحسن القاعات في العالم، مشيرا إلى أنها تتجاوز في جمالياتها قاعة الزينيث الموجودة بالعاصمة الفرنسية باريس، ومنبها إلى أنها كلفت غلافا ماليا بألف مليار سنتيم، فضلا عن أنه تم مراعاة شكل هندسي مميز في مخططها.
وأشار نفس المصدر إلى أن الأشغال بالقاعة قد انتهت بشكل كلي، حيث تم إلى الآن تسليم الركح للديوان الوطني للثقافة والإعلام، أين تجري التحضيرات للملحمة التي سيتم عرضها في حفل افتتاح التظاهرة، فيما تتواصل عملية التنظيف وبعض الروتوشات الصغيرة على باقي الأجزاء، التي سيتم تسليمها بشكل جزئي، واعتبر المشروع مكسبا للولاية.
ويتربع الجزء المبني من المشروع على مساحة 14 ألف و500 متر مربع، أما الساحة الخارجية التي يتم تزيينها بالمساحات الخضراء فتبلغ مساحتها أزيد من 7 هكتارات، كما ستحتوي على مطاعم و كافتيريا ومحلات و فضاءات يمكن استغلالها لعرض اللوحات الفنية والحرف والصناعات التقليدية، فضلا عن قاعتين للمحاضرات بطاقة 450 مقعدا، فيما توجه القاعة الكبرى التي تضم 3 آلاف مقعد لمختلف الأنشطة الثقافية والاستعراضية كالملاكمة والمصارعة.
و تحتوي القاعة أيضا على قاعتي استوديو للتسجيل مزودتين بأكثر التجهيزات تطورا، فضلا عن غرف فردية وجماعية لراحة الفنانين، موزعة على ثلاث مستويات، يتربع كل منها على مساحة ألف و600 متر مربع، كما توجد بها قاعة للتدريب والرقص، وجناح للشخصيات المهمة، بالإضافة إلى الجناح الإداري للمرفق، حيث أشارت مصادر من المشروع أن الشكل الهندسي للقاعة يشبه إلى حد ما قاعة الزينيث الموجودة بالمدينة الفرنسية “سانت ايتيان”.
وقد راعت مصالح مديرية التجهيزات العمومية والشركة الصينية “سي أس سي أو سي” المكلفة بالانجاز، ومكتبي الدراسات الجزائري واللبناني، الجانب الخاص بجودة مواد البناء كالزجاج والألمنيوم، خاصة في السقف المعدني للقاعة، فيما تم تفضيل الصناعة المحلية فيما يخص الكراسي والتجهيزات الخشبية المتوفرة بالجزائر، أما التجهيزات الصوتية والأضواء فقد تم استيرادها من إيطاليا، وهي تخضع لمعايير الجودة الأوروبية حسب ما أفاد به مدير التجهيزات العمومية.
وتشكل قاعة الـ”زينيث” أكبر إنجاز في إطار التحضيرات للسنة الثقافية، أين يعول عليها في استقبال الجزء الأكبر من الأنشطة المندرجة في تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، فضلا عن أنها تحولت إلى ما يشبه الورقة الرابحة التي تتكرر على لسان جميع المسؤولين، بعد أن أصبحوا يرون فيها الحل الأمثل لتغطية العجز الذي تشهده الولاية في المرافق الثقافية، خصوصا وأن أغلبية مشاريع إعادة الاعتبار التي تمس عددا من دور الثقافة، لا تزال تشهد تأخرا.
وقبل إنجاز هذه القاعة كانت قسنطينة تتوفر على دار ثقافة بها قاعة صغيرة ومظلمة وقصر ثقافة يفتقر إلى الجودة والمساحة الكافية، فيما لا يسع المسرح القديم تظاهرات كبيرة، بينما يوصف مسرح الهواء الطلق بالمشروع الفاشل بسبب تلك الهندسة البائسة وضيق قاعة العرض وعدم توفر ملحقات مناسبة، ما جعل الزينيث مخرجا من مأزق نقص المرافق.
 كما يعد المشروع الأسرع في التحضيرات كونه أنجز بسلاسة ولم تطرأ عليه إختلالات مثلما حدث مع باقي المشاريع، فحتى وإن كان الوالي قد قدم تحفظات بشأن نظام الإنارة الخارجية وأجهزة الصوت إلا أن الصورة النهائية التي تقدمها القاعة أنقذت تحضيرات شابتها تأخرات دفعت إلى خرجات ماراتونية للمسؤولين لا تزال جارية إلى اليوم، ما يحول المشروع إلى إستثناء يغطي على باقي الهفوات.   
   سامي حباطي

الرجوع إلى الأعلى