إعادة النظر في دراسة لمكتب  فرنسي حول الانزلاقات
كشف والي قسنطينة بأنه سيتم إعادة النظر في الدارسة التي أعدها مكتب «سيميكسول» الفرنسي حول مناطق الإنزلاقات بالمدينة و التي خصص لها أزيد من 10 ملايين دولار، حيث أوضح بأن متابعتها تمت بشكل خاطئ، و هو ما يتطلب، بحسبه، إعادة إجراء دراسة على عينات إنزلاقات أخرى بالعديد من المواقع.
و أوضح كمال عباس، أمس الأول، في رده عن سؤال للنصر حول مدى تقدم الدراسة الجديدة المتعلقة بمناطق الإنزلاقات التي يشرف عليها خبير دولي، على هامش زيارة تفقدية للمساحات الخضراء بوسط المدينة، بأن الدراسة التي أعدها مكتب «سيميكسول» الفرنسي، حول مناطق الإنزلاقات جد موضوعية، لكنها توبعت بشكل خاطئ، و هو ما تطلب، كما قال، إعادة النظر فيها مجددا من خلال تحديد نقاط سبر للانزلاقات الجديدة و إيجاد حلول نهائية لجميع المواقع المعنية بها.
و تابع الوالي بأن الدراسة تقدمت بشكل كبير على مستوى حي بوالصوف، حيث يوجد، بحسبه، أمل كبير لاسترجاع و التكفل  بالمئات من السكنات التي أنجزها صندوق التوفير و الاحتياط، بعد أن باشرت هيئة الرقابة التقنية للشرق في الدراسة قصد معرفة مدى موافقة و تحمل البنايات لمعايير البناء المضادة للزلازل، كما أشار إلى تعيين مخبر مختص و وضع دفتر شروط للتهيئة الخارجية و معاينة مستوى تحرك التربة، مؤكدا بأن هذه الطريقة من شأنها أن تمكن من السيطرة على الموقع بنسبة تتعدى الثمانين بالمئة.
و أضاف عباس بأن توصيات الخبير المتعلقة بإنجاز مشروع للتطهير بحي  النعجة الصغيرة ستطبق على أرض الواقع، بعد تسجيل عملية بقيمة مالية تتجاوز الخمسة ملايير سنتيم، فضلا عن استفادة الموقع من التهيئة الخارجية، قصد الحد النهائي للتسربات بمختلف شبكات المياه، التي تسببت في مضاعفة مستوى الإنزلاقات بموقع السكنات، و أبرز بأن الدراسة التي يقوم بها خبراء معروفون، متقدمة جدا. و قد نصب الوالي قبل أسابيع لجنة ولائية تعنى بمتابعة ظاهرة الإنزلاقات مع جميع المديريات التنفيذية التقنية البلدية و الولائية تحت إشراف من مديرية التعمير، حيث أوكلت لها مهمة تجميع كل المعطيات و التطورات الحاصلة مع تشكيل بنك معلوماتي تحسبا لانطلاق أشغال الخبرة التي يشرف عليها  المختص في المخاطر الجيولوجية بوضياف عز الدين، الذي سيقوم بدعم المدينة بخريطة تحدد و تضبط المناطق الصالحة للتعمير و تلك المعرضة للأخطار الجيولوجية كالانزلاق و التجوفات الباطنية و حركة الأتربة و كذا الانهيارات الصخرية، و هو الوضع الذي تعرفه عديد الأحياء كمسعود بوجريو و المنظر الجميل، حيث سيتم أيضا تقديم الحلول و التدابير التقنية و العملية التي يجب اتخاذها للحد من توسع الظاهرة في هذه الأنسجة العمرانية ذات الكثافة الديموغرافية الكبيرة.
و كما هو معلوم فإن مكتب الدراسات الفرنسي أنجز دراسة في سنة 2004 بقيمة مالية أكدت مصادرنا بأنها تجاوزت 10 ملايين دولار، دون أن تقدم حلولا عملية للحد من الإنزلاقات، حيث وُضعت تصنيفات بالألوان للعديد من المواقع، و تم وضع عدد منها في الخانة الحمراء التي تمنع فيها عملية البناء بشكل مطلق، على غرار أحياء قيطوني عبد المالك و بوجنانة و»سان جان»، كما اشترط المكتب آنذاك الإستفادة من صفقة أخرى من أجل اقتراح تدابير تقنية للقضاء على الظاهرة، فيما قامت السلطات في السنوات الأخيرة بمراجعة جزئية للتصنيفات و أنجزت بعض المشاريع فوق الأراضي المصنفة في الخانات الحمراء كالمكتبة الحضرية بشارع زعموش و الجسر العملاق، بينما ظلت العديد من المواقع محل جدل كحي بوالصوف السفلي، كما سبق لبلدية قسنطينة أن طعنت في التصنيف و أمر «المير» السابق بأن تُخص كل قطعة بدراسة مستقلة بعيدا عن التصنيف المعمم، لإمكانية وجود حلول تقنية لكل موقع مهما بلغت درجة الخطر فيه.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى