رُفع، زوال أول أمس، آذان الظهر بمسجد حسن باي بالمدينة القديمة في قلب قسنطينة، بعد أكثر من ثلاث سنوات من الغياب إثر غلق أماكن العبادة لإجراء عمليات ترميم، حيث أقام الوالي وعشرات المصلين من مختلف الأحياء أول صلاة فيه، ليفتتح في صلاة العصر من نفس اليوم مسجد أحمد حماني بعلي منجلي.
وشهد جامع حسن باي الواقع بشارع 19 جوان، والمحاذي لقصر الباي، إقبالا كبيرا من المصلين، وسط أجواء روحانية خاصة، حيث أعيد فتحه لانتهاء أشغال الترميم وإعادة الاعتبار، التي دامت أكثر من ثلاث سنوات، وسجلت الكثير من التأخر، بعد أن بُرمجت في إطار التحضيرات لتظاهرة عاصمة الثقافة العربية التي انقضت منذ أكثر من سنة بينما انطلقت الأشغال قبل انطلاقها. وقد أقام والي قسنطينة وعشرات المصلين من الأحياء المحيطة بالجامع وأحياء أخرى أول صلاة ظهر فيه ،  حيث رافقت الوالي مجموعة من نواب المجلس الشعبي الوطني الجدد عن ولاية قسنطينة ومدراء تنفيذيون ورئيس بلدية قسنطينة ومنتخبون محليون، في حين صرح المسؤول الأول عن الولاية، بأن الجامع الكبير سيُفتتح منتصف شهر رمضان للسنة الجارية.
وأضاف الوالي في تصريحه لوسائل الإعلام، بأن المقاولات المكلفة بترميم مساجد المدينة القديمة، ستستأنف أشغال الترميم بعد شهر رمضان من أجل فتح باقي المساجد والجوامع التي ما زالت مغلقة، حيث اعتبر بأن سكان المدينة لن يتحدثوا عن مشكلة غلق المساجد بعد عشرة أشهر من الآن. وتجدر الإشارة إلى أن غياب المساجد شكل معضلة كبيرة لسكان المدينة القديمة خلال السنوات الماضية، حيث تواصل الحديث عنها من طرف قاطني المدينة القديمة وتوجهوا بعدة شكاوى إلى مختلف الجهات بشأنها، خصوصا خلال شهر رمضان، أين كان السكان يضطرون إلى التنقل إلى أحياء أخرى من أجل أداء صلاة التراويح، فيما وضعت السلطات المحلية تحت تصرفهم الساحة المحاذية لقصر الباي من أجل أداء الصلاة المذكورة. وتسببت المشكلة أيضا في ظهور تزاحم كبير في مساجد أخرى، على غرار مسجد الأمير عبد القادر بسبب تنقل المئات من المصلين إليه، ومسجد الشنتلي.
وتنقل والي قسنطينة في نفس اليوم، إلى المدينة الجديدة علي منجلي، من أجل أداء أول صلاة عصر في مسجد أحمد حماني بالوحدة الجوارية 8، الذي يتسع لأربعة آلاف مصلي، حيث من المرتقب أن يستوعب المسجد المذكور عددا كبيرا من المصلين خلال شهر رمضان، لأن المدينة تشهد نقصا كبيرا في أماكن العبادة، دفع بالسلطات إلى إنشاء بناءات جاهزة للصلاة في العديد من الوحدات الجوارية لكن الكثير من المشاكل تسجل بها، وخصوصا بالأحياء السكنية الجديدة التي رحل إليها مستفيدون من السكن الاجتماعي. وتجدر الإشارة إلى أن مسجد أحمد حماني تم تهديمه سنة 2008 بسبب اكتشاف عيوب في الأساسات بعد أن فُتح للمصلين، واستغرقت عملية إعادة بنائه ما يقارب ست سنوات، وسيضم مدرسة قرآنية وأقسام لتعليم اللغات وأخرى لدروس الدعم المدرسي ودار للحضانة ومحلات قرآنية.
سامي .ح

الرجوع إلى الأعلى