معالم تاريخية تتعرض للتشويه بمشروع مركز الفنون بقسنطينة
تحوّل مشروع إنجاز مركز للفنون بالمقر القديم لولاية قسنطينة بحي القصبة، إلى هيكل دون روح، رغم استهلاكه لاعتمادات مالية ضخمة، حيث توقفت الأشغال بالورشة منذ أشهر،  كما شوّهت نوعية الإنجاز خصوصيته وغيّرت العديد من معالمه التاريخية، فيما طالب أعضاء من المجلس الولائي بضرورة استرجاع المنشأة، لكونها لم تُستغل في تظاهرة عاصمة الثقافة العربية.  
و لم ير النور إلى حد الساعة، مشروع تحويل مركز مقر الولاية العريق بحي القصبة إلى مركز للفنون، في إطار المشاريع المرافقة لعاصمة الثقافة العربية، حيث يواجه حاليا مصيرا مجهولا بعد أن توقفت الأشغال به منذ أشهر،  وتحولت العديد من أجزائه إلى أطلال، كما تمزقت بعض اللوحات الفنية والرسومات التي كانت تغطي جدرانه و تم استغلال مواد طلاء و بناء غير مطابقة لعراقة المبنى وقيمته الفنية في عملية الترميم، في وقت تحولت فيه العديد من الأجزاء إلى مكان لتجول القطط والفئران، في مشاهد لا تليق بهكذا معلم تاريخي أنجز منذ أزيد من 150 سنة.
وقد انطلقت عملية الترميم بالمنشأة بداية شهر جانفي 2014، حيث اضطرت المؤسسة المنجزة إلى الاستعانة بالصينيين من أجل استلامها قبل انطلاق التظاهرة، لكن عراقيل تقنية ومالية أعاقت التجسيد ليتوقف المشروع في العديد من المرات، إذ كان من المنتظر أن يستفيد المرفق من مصعد كهربائي  بالإضافة إلى إعادة تدعيم الأسقف الخشبية التي كان بعضها يوشك  على الإنهيار، واستحداث عدد من المرافق والغرف، التي كان من المفروض أن تستغل في تطوير النشاط الثقافي والفني في شتى المجالات، على غرار الرسم والموسيقى بمختلف أنواعها، فضلا عن تخصيص فضاءات لتطوير المعرفة والمطالعة بين الشعوب العربية التي شاركت وفودها في تظاهرة عاصمة الثقافة العربية التي انطلقت في 16 أفريل 2015.
وقد أثار منتخبون بالمجلس الشعبي الولائي هذه القضية خلال دورته الأخيرة، حيث ذكروا بأن الهدف من وراء تنازل المجلس عن ملكية هذا المرفق التاريخي، لفائدة تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، لم يجسد، وهو الأمر الذي يفرض عليهم، كما قالوا، استرجاعه وإعادة ضمه إلى أملاك الولاية، لكن الوالي السابق اعتبر الحديث عن الأمر سابق لأوانه، وأكد بأن المشروع سيبعث من جديد ومن ثم يُسلم إلى وزارة الثقافة،  فيما أكد مدير التجهيزات العمومية بأن مصالحه أعدت مخططات لإعادة الروح إلى ورشات المرافق الثقافية المتعثرة، و من بينها مركز الفنون الذي لم يتبق على استلامه سوى القليل، مؤكدا بأنه سيستلم في غضون أشهر قليلة.
وذكر مصدر مسؤول للنصر، بأن الإشكال القائم يتمثل حاليا في انعدام الإعتمادات المالية وعدم تلقي المقاولة لمستحقاتها بسبب شح الموارد المالية، حيث أكد بأن المشروع سيظل على ما هو عليه، في حال استمرار الوضع القائم، مضيفا أنه كان من المفترض أن يسلم إلى محافظة التظاهرة لتجهيزه، غير أن مهامها انتهت، إذ سيتم إيكال مهمة التسيير إلى مديرية الثقافة.
وقد عبر منتخبون وناشطون في المجتمع المدني، عن استيائهم من الحالة التي آلت إليها هذه البناية العريقة الواقعة بقلب المدينة و التي تطل على الكورنيش القسنطيني، كما تساءلوا عن موعد تسليم مشروع «المدرسة» التي حُولت إلى متحف للشخصيات التاريخية، خاصة أن الأشغال انتهت به منذ أشهر.                                  
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى