تركت عملية توزيع الإعانات المالية على الجمعيات الرياضية و الثقافية و الشبابية من طرف بلدية قسنطينة، الكثير من علامات الاستفهام، و ذلك بسبب التباين في الحصص الموزعة، في حين تؤكد الهيئة المانحة أن العملية تحتكم إلى حصيلة النشاط طوال السنة.
و انتقد عدد من منتخبي المجلس الشعبي البلدي بقسنطينة، طريقة توزيع الإعانات المالية على الجمعيات خلال الدورة الأخيرة للمجلس المنعقدة يوم الخميس الماضي، حيث تساءل البعض عن المعايير المنتهجة في هذه العملية، سيما و أن هناك تفاوتا كبيرا في قيمة المبالغ المالية الموزعة، إذ استفاد عدد من الجمعيات من مبالغ كبيرة غير مبررة، كما حملت القائمة أخبارا جد سارة لبعض النوادي الرياضية التي استفادت من أغلفة محترمة، فيما لا يزال سوء الطالع يلازم بعض الجمعيات الصغيرة أو تلك الناشطة في الحقل الثقافي و العلمي و كذا بعض الرياضات الصغيرة، و هو ما دفع بعدد من المنتخبين إلى المطالبة بتوضيحات حول طريقة سير العملية.
و استنادا إلى قائمة الجمعيات الرياضية المستفيدة من الإعانات المالية في إطار الميزانية الأولية لسنة 2017 ضمن بند 3 في المئة، يظهر جليا منح اعتمادات مالية تساوي أو تفوق 100 مليون سنتيم و تصل إلى غاية 2 مليار سنتيم لفائدة عدد من فرق كرة القدم الناشطة في الأقسام الدنيا، بينما تتراوح تلك الممنوحة لباقي الجمعيات بين 10 ملايين سنتيم و70 مليونا، خصوصا بالنسبة للمتخصصة في الرياضات الجماعية و القتالية، و هي مبالغ حسب بعض ممثلي الجمعيات، لا تُمكن من سد جزء بسيط من المصاريف اليومية لرياضييها، سواء بالنسبة للتنقل أو الإطعام أو النشاطات البسيطة.
و لم يختلف الوضع بالنسبة للجمعيات الثقافية و الشبابية، حيث استحوذت الفرق الموسيقية و الغنائية على الجزء الأكبر من الإعانات، بعد أن حازت على اعتمادات مالية تراوحت بين 100 و 200 مليون سنتيم، و ذلك بحجة أنها تنظم كل سنة مهرجانات فنية، في حين لم تتعد الإعانات المالية الممنوحة لجمعيات أخرى ناشطة في مجال البيئة و الثقافة و الصحة و العلوم قيمة 50 مليون سنتيم، وذلك على الرغم من أهمية النشاطات التي قوم بها سنويا، على غرار جمعيتي حماية الطبيعة والبيئة و الشعرى لعلم الفلك، هذه الأخيرة التي تنظم سنويا تظاهرات فكرية و علمية و تستقدم باحثين وأساتذة من خارج أرض الوطن و تنظم رحلات للتلاميذ المتفوقين.
وبالمقابل، أسرّ مصدر من داخل المجلس الشعبي البلدي بقسنطينة في تصريح للنصر، أن ما يفوق عشرة منتخبين بالمجلس هم أعضاء في عدد من الجمعيات وأيضا في اللجنة الثقافية والتربوية والرياضية، و يشاركون في عملية توزيع الاعتمادات المالية، وهو ما يفسر، برأيه، استفادة بعض الجمعيات من الإعانات في كل مرة، فيما يتم إقصاء البعض الآخر، و تابع محدثنا بالقول إنه وبالرغم من اقتراب العهدة الانتخابية على نهايتها، إلا أنه لا يوجد معيار محدد في توزيع الإعانات على الجمعيات، وهو ما تسبب في الكثير من الخلافات داخل المجلس.
و أكدت رئيسة لجنة الشؤون التربوية والثقافية والرياضية بالمجلس الشعبي البلدي في تصريح للنصر، أن عملية توزيع الإعانات المالية على الجمعيات تحتكم لمعيار وحيد و هو نشاط هذه الهيئات وجدول أعمالها طوال السنة و ما تقدمه من خدمات للمجتمع على العموم، مضيفة أن اللجنة المكونة من منتخبين  وإداريين، تنظر في كل مرة للملف المقدم من طرف الجمعيات و كذا قيمة المصاريف، ثم يتم تحديد قيمة المبلغ الممنوح، نافية أن يخرج القرار عن هذه المعايير. يذكر أن المجلس الشعبي البلدي بقسنطينة، صادق خلال الدورة العادية الأخيرة المنعقدة يوم الخميس الماضي على توزيع 7.2 مليار سنتيم على عدد من الجمعيات و الرابطات المحلية و ذلك في إطار الميزانية الأولية لسنة 2017 ضمن بند 3 في المئة.
عبد الله.ب

الرجوع إلى الأعلى