قُرب الانطــلاق في ترميم مسجـد سيــدي لخضـر بالمدينــة القديمــة
توصلت مديرية الثقافة لولاية قسنطينة، إلى اتفاق مع المؤسسات المعنية بترميم مسجد سيدي لخضر بالمدينة القديمة، من أجل الانطلاق في الأشغال قريبا، على أن تسوى وضعية مسجد آخر في وقت قريب، فيما لم يتم إيجاد حلول مع المتعاملين الأجانب الذين يفترض أن يعملوا بالشراكة مع مكاتب دراسات جزائرية، على إعادة تأهيل باقي المساجد و الزوايا، التي لا يزال عدد منها مغلقا منذ سنة 2014.
و أكد مدير الثقافة لعريبي زيتوني في تصريح للنصر، بأنه تم الاتفاق مع مكتب الدراسات و مؤسسة الإنجاز المعنيين بترميم مسجد سيدي لخضر، مضيفا بأن جميع الإجراءات قد اتخذت من أجل استئناف عملية إعادة التأهيل، التي قال إن موعد انطلاقها سيتحدد من طرف والي قسنطينة، الذي سيشرف على إعطاء إشارة انطلاق العملية، و أكد مدير الثقافة بأن مدة الأشغال حددت بـ 12 شهرا، غير أنها، قابلة للتمديد، حسبه، بالنظر إلى طبيعة البناء القديم و دقة عملية الترميم، التي تستغرق وقتا كبيرا في مثل هذا النوع من الأشغال، التي قد تصادفها مشاكل تقنية و مفاجآت.
و يعتبر مسجد سيدي لخضر من بين المعالم التاريخية و الدينية لمدينة قسنطينة، حيث بناه الباي حسن بن الحسين الملقب بأبي حنك سنة 1743، ثم استغلّه العلامة عبد الحميد بن باديس من أجل تدريس التلاميذ منذ عام 1914 و إلى غاية وفاته في 1940، و يتوسط المسجد عددا من البنايات العتيقة، حيث لا يمكن التفريق بين مدخله الرئيسي المؤدي إلى بيت الصلاة، و أبواب المنازل المجاورة له، لكنه شهد في العامين الأخيرين تدهورا كبيرا بسبب توقف الترميمات بداخله.
من جهة أخرى أوضح مدير الثقافة، أن المفاوضات جارية مع مكتب دراسات آخر، من أجل إيجاد حلول مناسبة، قصد الانطلاق في ترميم أحد المساجد المغلقة بوسط المدينة، مضيفا بأن الأولوية ستكون لإعادة تأهيل جميع دور العبادة المغلقة، و إعادة فتحها، و ذلك قبل الشروع في ترميم المساجد المفتوحة حاليا، و المبرمجة للترميم.
و تواجه عملية إعادة ترميم المساجد العتيقة بمدينة قسنطينة، عدة مشاكل و عراقيل، حيث أن معظم الورشات توقفت بعد وقت قصير من انطلاقها، سنة 2014، و يؤكد أصحاب مكاتب الدراسات الأجنبية، أن الإشكال الرئيسي يكمن في رفض المتعاملين الأجانب الذين دخلوا معهم في شراكة، العودة للجزائر من أجل مباشرة العمل، و كذا رفضهم فسخ العقود إلا بعد تلقي أموالهم.
و أكد للنصر صاحب مكتب دراسات كُلف بإعادة تأهيل المسجد القروي وزاوية السيدة حفصة، بأن مكتب الدراسات الاسباني الذي شكل معه مجمعا، يرفض العودة لمباشرة العمل أو التشاور لإيجاد حل مناسب، بحيث يطالب بالحصول على مبلغ 12 ألف يورو مقابل فسخ العقد، إذ طالب محدثنا بتدخل السلطات المعنية، ممثلة في مديرية الثقافة أو الولاية، من أجل استدعاء المتعاملين الأجانب و التوصل إلى حلول مناسبة معهم.
و كانت العديد من مساجد و زوايا المدينة القديمة، منها الجامع الكبير و حسن باي و الكتانية و القروي، قد أغلقت قبل 3 سنوات من أجل ترميمها، بمناسبة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، غير أن العملية واجهت العديد من العراقيل الإدارية و التقنية، و توقفت جميع الورشات، حيث لا تزال معظم هذه المساجد مغلقة، باستثناء الجامع الكبير الواقع بشارع العربي بن مهيدي، و كذا مسجد حسن باي بشارع 19 جوان، و اللذين أعيد افتتاحهما قبل أشهر قليلة فقط، و ذلك بعد تدخل الوالي السابق كمال عباس، الذي توصل إلى حلول مع مكاتب الدراسات و مؤسسات الانجاز، حيث تم ترميم المعلمين و أصبحا يظهران في حلة جديدة. 

   عبد الرزاق.م

الرجوع إلى الأعلى