والـي الطـارف يهـدد بمقاضـاة مسؤوليـن بالجزائريـة للميـاه
تفقد، أمس الأول، والي الطارف بعض العائلات والأحياء  ببلدية بحيرة الطيور المتضررة من الفيضانات الأخيرة  ، حيث تسبب تدفق السيول في تصدع عدد من المنازل و إتلاف الأغراض المنزلية، و تشريد العائلات التي فر أفرادها إلى ذويهم و جيرانهم خوفا على حياتهم و على أبنائهم.
و أبدت  العائلات و السكان المتضررين من الفيضانات  تذمرا مما أسمته عدم تكفل المسؤولين بأوضاعها ، بعد أن ترك كثيرون  كما يقولون في مواجهة يواجهون مصيرهم،  رغم نداءات الاستغاثة، كما اشتكت إحدى العائلات  بمنطقة بولطان تأخر تدخل أعوان الحماية المدنية لانتشالها من الخطر و امتصاص المياه التي غمرتها منزلها رغم اتصالهم بالمصالح المعنية، ما جعلهم يعيشون حالة من الرعب و الفزع ، حيث  قدمت لهم النجدة من جيرانهم الذين مدوهم بكل المساعدات، و حالوا دون  مبيتهم في الشارع  بعد أن أصبحوا دون مأوى.
 من جهتهم قال سكان حي أولاد عبد الله بأنهم عاشوا الرعب بعد أن حاصرتهم السيول من كل جهة بفعل تدهورو انسداد حالة الشبكات التي لم تستوعب الكميات المتدفقة عليها من مياه الأمطار الطوفانية بسبب عدم صيانة الشبكات تحسبا للموسم الشتوي، فضلا عن العيوب التقنية المسجلة في تصريف مياه الأمطار و اختلاطها بمياه الصرف الصحي التي لم تعد تستجيب لحاجيات السكان أمام التوسع العمراني الذي شهده الحي في الآونة الأخيرة زيادة على الحديث عن حرمانهم من مشاريع التحسين الحضري وأنظمة الوقاية من الفيضانات ما جعلهم يغرقون في السيول خلال الأيام الماطرة.
وطالب  سكان   السلطات المحلية التعجيل بإعادة الاعتبار لشبكات تصريف مياه الأمطار، و تجديد المقاطع المتضررة مع إنجاز حزام وقائي لحمايتهم من الفيضانات التي تتهددهم مطلع كل شتاء ، و كانت المناسبة فرصة للمواطنين لطرح انشغالاتهم على المسؤول الأول على الولاية، و تخص تحسين إطارهم الحياتي، خاصة ما تعلق بتوسع شبكة الصرف الصحي بالنقاط السوداء المهددة بخطر الفيضانات، و دعمهم بمشاريع التهيئة و التحسين الحضري و السكن الريفي و تعبيد و تهيئة الطرقات الداخلية، و توفير الإنارة العمومية و المنزلية بمجمعات البناء الريفي و تخصيص مناصب شغل لعاطلين بمشروع الطريق السيار.
من جهتهم، طرح سكان بلدية الشافية النائية الوضعية الكارثية و المزرية التي يقبعون فيها أمام افتقارهم لأبسط ضروريات الحياة أمام العزلة المضروبة عليهم بفعل اهتراء الطرقات الداخلية التي هي عبارة عن مسالك ترابية حسبهم تتحول شتاء إلى أوحال و برك مائية يصعب السير فيها ما يحول دون التحاق التلاميذ بمدارسهم.
وأشار مواطنون في لقائهم بالوالي إلى أن غياب الطرقات يضطرهم إلى حمل مرضاهم على الأكتاف لإيصالهم لأقرب نقطة من الطريق لأخذ سيارة لعلاج ذويهم ، زيادة على انعدام الأرصفة، و نقص الإنارة العمومية، وغياب أبسط المرافق  الشبانية و الخدماتية، ما جعلهم يعيشون المعاناة حد تعبيرهم، في حين وعد الوالي بالتكفل ببعض المطالب المستعجلة، و منها تخصيص مبلغ 6ملايير سنتيم لتهيئة  و تعبيد الطرقات و 600مليون سنتيم لصيانة وتجهيز قاعات العلاج، على أن يتم التكفل بباقي النقائص حسب الأولويات.
 وخلال معاينته سد بوناموسة الذي يزود ولايتي الطارف وعنابة بالمياه الشروب، صب الوالي جام غضبه على الجزائرية للمياه التي اتهمها بالتقصير في تزويد المواطنين بالمياه الشروب، و «الكذب»   لتبرير التقصير ، متوعدا باتخاذ إجراءات  قاسية ضد المتقاعسين و إن اقتضى الأمر سماعهم على محاضر وإحالتهم على العدالة .
 وقال الوالي بصريح العبارة «   لن يتسامح مع كل من يمس باستقرار الولاية،   إجراءات صارمة سوف تطبق ضد الفاشلين والمقصرين « ، ويأتي كلام الوالي بنبرة شديدة بعد تزايد شكاوي المواطنين بخصوص انقطاع المياه عن حنفياتهم منذ ما يناهز الأسبوع، رغم تدعم السدود بكميات من المياه من جراء الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على الولاية خلال الساعات الماضية، وقد أعطى المسؤول تعليمات للقائمين على القطاع بالإسراع في توزيع المياه على المواطنين متوعدا  بالعقاب الذي سيسلط عليهم في حالة عدم ضخ المياه في الساعات القليلة القادمة.    

   نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى