ضبط حالـة سرقة علمية بجامعة صالح بوبنيدر بقسنطينـة
أفاد، أمس، أستاذ من جامعة بسكرة بأن مصالح جامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة، ضبطت حالة سرقة علمية قامت بها طالبة دكتوراه، مشيرا إلى أن الجامعات الجزائرية تسجل نسبة مرتفعة من القضايا المماثلة مقارنة بباقي الدول.
وأوضح البروفيسور فرحي عبد الله، عميد كلية العلوم الدقيقة وعلوم الطبيعة والحياة بجامعة بسكرة، خلال ملتقى حول البحث العلمي احتضنته كلية الطب بالشالي ونظم بالتنسيق مع جامعة قسنطينة 3 والمستشفى الجامعي ابن باديس، بأنه استدعي خلال الأسبوع الماضي لترأس لجنة للنظر في قضية طالبة دكتوراه سرقت مداخلة أستاذة من جامعة البليدة وقامت بتقديمها في جامعة ليون الفرنسية، قبل أن يكتشف الأمر باحثون جزائريون كانوا حاضرين خلال الحادثة، حيث قاموا بتصوير المقاطع التي عرضتها المعنية وأرسلوها إلى صاحبة البحث الأصلي التي أودعت شكوى.
وأضاف نفس المصدر بأنه استمع للطالبة التي أنكرت في البداية، قبل أن تعترف بأنها قامت بنسخ المداخلة كما هي دون أية إشارة إلى المصدر، في حين أودعت اللجنة تقريرا مكونا من تسع صفحات في حقها لدى إدارة الجامعة، لتتخذ ما تراه مناسبا من إجراءات.
وتحدث الأستاذ عن تسجيل حادثتين مماثلتين ببسكرة أيضا، حيث وضعت إحداهما الجامعة في موقف محرج بعدما هدد باحثون إسرائيليون باللجوء إلى التحكيم الدولي ضد طالب قام بسرقة مقاطع من محاضرة خاصة بهم، وأدرجها ضمن رسالته التي نال عن طريقها الدكتوراه صيف السنة ما قبل الماضية، بعد أن أمضى 18 شهرا بفرنسا بحجة إنهاء بحثه. وأضاف نفس المصدر بأن الجامعة اكتشفت أمره بعد أيام من مناقشة رسالته، حيث تبين بأنه سرق مجموعة من الفصول من باحثة يونانية وفرنسيين وجزائرية وثلاثة باحثين من جامعة إسرائيلية، لتقرر الجامعة في حقه عقوبات انتهت بسحب الشهادة منه وتنزيل درجته برتبتين، كما اشترط عليه توجيه اعتذار رسمي للمتضررين.
وقال الأستاذ إن المعني نسخ نفس الأرقام والصور من أبحاث المذكورين التي أجريت حول مدينة قريبة من مونبوليي، وقام بإسقاطها على بسكرة مع تغيير الاسم فقط، في حين فصلت، بحسب نفس المصدر، جامعة بسكرة أيضا من قبل طالبا، بعد أن قام بسرقة مذكرة بحث من جامعة بغداد وترجمها إلى الفرنسية، مع إسقاط نفس المعطيات والأرقام على مدينة باتنة، حيث تم اكتشاف الأمر يوم المناقشة.
وعرض البروفيسور خلال مداخلته حول أخلاقيات البحث العلمي، مظاهر السرقة العلمية المختلفة، على غرار بعض الأساتذة الذين يقدمون محاضرات بالاعتماد على مقالات وأبحاث طلبتهم، كما تحدث عن الآليات المستعملة لمحاربة المشكلة على غرار محركات البحث المتخصصة، في حين أوضح بأن الجزائر تسجل نسبة مرتفعة من المشكلة المذكورة مقارنة بباقي دول العالم. وشدد المعني على ضرورة أن يقوم المشرف على البحث بمتابعة الطالب ومنع وقوعه في هذه الأخطاء.
وأفاد البروفيسور بلمعطي عبد اللطيف، بأن الأيام الخاصة بالبحث  العلمي منظمة لفائدة الباحثين الشباب، حيث أوضح لنا بأنه تم تخصيص هدايا لأصحاب أفضل المداخلات، كما قال إن اللجنة المنظمة للتظاهرة استقبلت المئات من المداخلات لكنها لم تتمكن من قبول إلا 79 منها، من مختلف مناطق الجزائر، في حين أضاف بأنه تم اختيار موضوع السرقة العلمية لأنها قضية مرتبطة بشكل مباشر بالبحث العلمي.
                                                                           سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى