أمر عشية أمس وكيل الجمهورية لدى محكمة العلمة، بوضع المدعو (ف.ق)  البالغ من العمر 34 سنة، و هو والد الطفل عبد الرحيم الذي عثر عليه مقتولا في غابة جرمان، الحبس المؤقت بمؤسسة إعادة التربية بلير بسطيف.  بعد تقديمه من قبل عناصر الشرطة القضائية رفقة بقية أطراف القضية من أم و أخوال الضحية.
وكشفت مصادر موثوقة للنصر، بأن الوالد متهم بقتل ابنه الرضيع المدعو (عبد الرحيم قيس.ق) البالغ من العمر سنتين ونصف، الذي عثر على بقايا جثته بمنطقة جرمان 5 كلم شرق العلمة الواقعة شرق سطيف.
القضية تعود إلى يوم الجمعة الماضي حين وجد مواطنون بقايا جثة الرضيع، رأسه مفصول عن جثته ، وراجت الإشاعات في البداية على أنها للطفل أنيس المفقود في ميلة بن رجم أنس، لكن سرعان ما تم التعرف عليها لاحقا بأنها للضحية عبد الرحيم. جدير بالذكر أن والدي الضحية عاشا مشاكل أسرية وهما منفصلين، الأب يقطن بحي بوخبلة بالعلمة و الرضيع يقطن مع والدته بمنزلها العائلي الكائن ببلدية التلة جنوب سطيف. أما آخر مرة شوهد فيها الرضيع كانت يوم السبت 19 سبتمبر. مصادرنا الطبية أشارت بأن جثة الطفل لا تزال متواجدة حاليا على مستوى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي محمد سعادنة عبد النور، في انتظار إصدار أمر من طرف السلطات القضائية من أجل تسليمها لذويه من أجل إجراء مراسيم الدفن. و قد قامت النصر بزيارة لبيت أخوال الطفل الضحية حيث كان يقيم مع والدته ببلدية التلة (40 كلم شرق سطيف) حيث قابلنا خال الضحية «موسى.ك» الذي قدم روايته عن الحادثة بقوله «تقطن شقيقتي بمنزلنا العائلي لكونها طلبت الخلع من زوجها، بسبب ما تعرضت له من إهانات وضرب متكرر».  ليضيف أنه «يوم السبت 19 سبتمبر حضر والد عبد الرحيم إلى منزلنا العائلي،  من أجل زيارة ابنه وفقا لما قررته العدالة كل يوم سبت كتاريخ للزيارة من التاسعة صباحا إلى منتصف النهار، كان يحضر في النقل العمومي، لكنه حضر على غير العادة على متن سيارة «فرود» من نوع هيونداي أكسنت، ومنذ ذلك الوقت لم نر الطفل». و أضاف المتحدث في روايته قائلا «حاولنا الاتصال به لاحقا من أجل إرجاعه لكنه امتنع عن الرد، لنتقدم إلى مصالح الدرك وقمنا بإيداع شكوى ضده، قاموا هناك بالإجراءات وحاولوا الاتصال به، لكن من دون جدوى، ثم تقدمنا بشكوى مماثلة يوم الأحد إلى مصالح الأمن بدائرة العلمة، لكون المعني يقطن بحي بوخبلة «5 جويلية» بالعلمة، لكن دون جدوى». و قال الخال موسى أن العائلة اطمأنت لكون الطفل مع والده، إلى غاية يوم الإثنين حين تنقلنا من جديد إلى مصالح الدرك الوطني و منحونا رسالة وجهناها إلى الجهات القضائية بالعلمة، لنتمكن من مقابلة السيد وكيل الجمهورية الذي وعدنا باتخاذ الإجراءات اللازمة، ومر عيد الأضحى، ولم نتمكن من الحصول على أي معلومة عن الطفل إلى غاية حضور مصالح الدرك وطلبوا منا التنقل إلى المستشفى لمعاينة الجثة (التي عثر عليها راع بغابة جرمان) ووجدناها لابن شقيقتي من خلال الملابس التي كان يرتديها و هي عبارة عن قميص أبيض وسروال قصير أزرق وقبعة».
آمال.ك (والدة الضحية):
«زوجي هددني بقتلي وبقتل رضيعي وأطالب بالقصاص»
تتهم والدة الطفل آمال زوجها بقتل ابنها الرضيع وقالت في حديثها للنصر:»أتهمه بقتل ابننا الوحيد، لقد هددني في العديد من المرات بقتلي وقتله في حالة لم أعد إلى البيت الزوجية، لقد أحسست بأنه قام بفعلته يوم الإثنين وطلبت من إخوتي التحري عن الموضوع، لكن من دون جدوى، و قالت الأم «أنا أطالب الآن من الجهات القضائية الاقتصاص من قاتل ابني الوحيد، كما قتله يقتل أمام عيني، لن أسامحه في الدنيا أو الآخرة لأنه حرق فؤادي في أيام عيد الأضحى المبارك».
موسى.ك (خال الضحية):
«المشتبه فيه حاول إلصاق التهمة في شقيقي»
 من جانبه سرد خال الطفل المدعو موسى محاولات الوالد التهرب و القول بأنه سلم الطفل لأخواله و فسر حسب روايته الجريمة بأنها تمت «انتقاما من شقيقتي لتخويفها لكون زوجها طلب منها الرجوع إلى البيت الزوجية، لكنها رفضت بسبب أنه يتعمد ضربها واهانتها، و أوضح أنها تملك بحوزتها شهادات طبية أصدرها الطبيب الشرعي تثبت سوء معاملته لها» واستطرد الخال قائلا أن مصالح الأمن تقوم بالتحقيق معه وقد حاول التملص من التهمة وإلصاقها بأحد أشقائي، وقال بأنه سلمه الطفل يوم السبت على الثاني عشر زوالا، لكن شقيقي جلب الشهود الذين كان معهم في هذا التوقيت بالتحديد».
وتبقى الإشارة في الأخير أن عائلة والدة الضحية، أقامت مراسيم العزاء واستقبلت المعزين منذ يوم الأحد الفارط.في انتظار أن تكشف العدالة عن خيوط هذه الجريمة البشعة.       
رمزي تيوري

الرجوع إلى الأعلى