الـــدرك يحقق حول شبهــات فســاد مع إطارات بمديريــة الشبــاب و الرياضة و جمعيات

كشفت أمس مصادر موثوقة للنصر أن عناصر فصيلة الأبحاث والتحريات بالمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بأم البواقي، أنهت خلال الأيام القليلة المنقضية تحقيقاتها مع إطارات بالمديرية الولائية للشباب والرياضة، تتقدمهم المديرة إلى جانب رؤساء جمعيات شبانية، وذلك في أعقاب ورود رسالة مجهولة للنيابة العامة بمجلس القضاء تكشف عن حصول خروقات وتجاوزات بالجملة تندرج تحت خانة الفساد، إضافة إلى ما وصفته الرسالة بسوء تسيير بالمديرية وزرع للبلبلة والتفرقة بين العمال والإطارات والمسؤولين بالقطاع.
تحقيقات فصيلة الأبحاث التي انتهت بتحويل ملف القضية على الجهات القضائية المختصة، انطلقت بعد ورود رسالة مجهولة للنيابة العامة تكشف عن خروقات وتجاوزات في تسيير مديرية الشباب والرياضة بأم البواقي وكذا في تسيير عديد الجمعيات الشبانية، أين حصلت قضايا فساد بحسب الرسالة وتبديد للمال العام وسوء تسيير، إلى جانب سلب ونهب للمال العام من الجمعيات والرابطات.
الرسالة المجهولة التي حققت فيها فصيلة الأبحاث والتحريات والتي تحوز النصر على نسخة منها، بين محرروها بأنهم من إطارات وجمعيات فاعلة وشباب بالولاية وعددوا جملة من النقاط تندرج في خانة التجاوزات والتي وصلت 17 نقطة، تصدرتها قضية اختفاء غامض لمبلغ 130 مليون سنتيم من حساب جمعية القاعة متعددة الرياضات بعين فكرون سنة 2012 تزامنا وإحياء الذكرى الـ50 لعيد الاستقلال، أين رصدت الوصاية مبلغ 200 مليون سنتيم في حساب الجمعية والتي خصصت مبلغ 70 مليون سنتيم للحركات الجماعية، التي ذكر محررو الرسالة بأن هاته الحركات لم تنجز ولم تعرض ليختفي باقي المبلغ.
 وعرجت الرسالة على قضية ثانية متعلقة بضخ مبلغ 150 مليون سنتيم من ميزانية الصندوق الولائي لسنة 2013 في حساب جمعية رياضة الكوشيكي بعين فكرون، واتهمت المديرة الولائية بإمضاء العقد مع الجمعية بمبلغ 35 مليون سنتيم ليختفي المبلغ المتبقي المقدر بـ115 مليون سنتيم، واتهم محررو الرسالة المديرة الولائية بطلبها بعد سنة من رئيس الجمعية تحويل المبلغ المتبقي لحساب آخر كما تم اتهامها بإخفاء عتاد رياضي في مخزن بالمديرية وتوجيهه لأغراض أخرى.
و تناولت الرسالة كذلك قضية مماثلة أين اقتطعت من ميزانية الصندوق الولائي للسنة الماضية إعانة مالية لفريق جمعية أولاد زواي يقدر بـ130 مليون سنتيم، لتطلب المديرة من رئيس الفريق منحها مبلغ 30 مليون سنتيم وعند رفضه قوبل بمشاكل عند تقدمه بملف لطلب إعانة السنة الجارية، وتطرقت الرسالة إلى فرقة "خاوة في كل مكان" التي حلت عبر ربوع الوطن، ونزلت ضيفة بأم البواقي شهر ماي 2015 وعدد أفرادها أحصي على أنه لا يتجاوز 30 فردا والذين تناولوا 60 وجبة، وعند توجه رئيس رابطة نشاطات الهواء الطلق لتسديد فاتورة الـ60 وجبة اكتشف بأن عدد الوجبات 91 وجبة بمبلغ 9.1 مليون سنتيم، واتهمت المديرة بالتصرف في فارق الوجبات وأكدت الرسالة بأن المسؤولة الأولى بالقطاع تسلمت قمصانا من الفرقة لتوزيعها على شباب الولاية غير أن القمصان لم توزع وتم التصرف فيها لجهات مجهولة.
الرسالة اتهمت المديرة بقيامها باختلاس للمال العام من خلال تنسيقها مع الجمعيات والرابطات التي تمنحها إعانات مالية من الصندوق الولائي، أين يتم بحسب المصدر نفسه إصدار شيكات على نشاطات وهمية وذكرت الرسالة في هذا المجال جمعيتي دار الشباب سعيدي الجموعي ورابطة الهواء الطلق.
 ومن خلال الرسالة محل تحقيق فصيلة الأبحاث فمحرروها اتهموا المديرة بالاستفادة لوحدها من مبالغ مالية من مصاريف التكاليف بالمهمات فجل المهمات بالتنقل للعاصمة من خلال نص الرسالة "مفتعلة ومبالغ فيها"، كما اتهمت الرسالة المديرة بالاستحواذ على الحصة الكاملة لدفاتر البنزين الذي يستهلك جانب منه في سيارة المؤسسة التي تستعمل من طرفها حتى خلال عطلها السنوية، وكشفت الرسالة بأن المديرية تبقى حينئذ بلا سيارة ولا بلا بنزين، وفي هذا المجال كشفت الرسالة بأن المعنية استهلكت من ميزانية ديوان المركب المتعدد الرياضات خلال سنوات 2010 و2011 و2012 قرابة 60 مليون سنتيم من البنزين.
وتطرقت الرسالة إلى أن مهمة المتابعة التقنية لأكبر مشروع للقطاع بالولاية ويتعلق الأمر بمركز تحضير الفرق بعين شجرة بالزرق، أسندت لإطار مربي في الرياضة ليست له القدرة على المتابعة التقنية للمشروع الذي تولي له الدولة العناية الكاملة، وتطرقت باقي الرسالة إلى اتهامات مباشرة للمديرة بطلبها من ممونين للقطاع حقائب وألبسة وأحذية رياضة لمنحها للسلطات الولائية، إضافة إلى اتهامها بأخذ سيارة من نوع "هيونداي تيكسون" رباعية الدفع من مكتب دراسات من باتنة مقابل منحه مشروع المتابعة التقنية لمشروع إنجاز مركز تحضير الفرق.
المديرة المتهمة في نص الرسالة المجهولة والتي أكدت مصادر أمنية سماع فصيلة الأبحاث لتصريحاتها كمتهمة في القضية، إلى جانب رؤساء جمعيات وإطارات، نفت عند تنقل النصر لمكتبها كل التهم التي حملتها الرسالة مشيرة بأن القضية حفظت.
المعنية عاودت بعدها أمس الاتصال بمكتب النصر لتكشف بأن عناصر الدرك حققوا فعلا في القضية ولم يسمعوا لشخصها، بل استمعوا لثلاث جمعيات ويتعلق الأمر بجمعية القاعة متعددة الرياضات بعين فكرون وجمعية رياضية الكوشيكي بذات المدينة ورابطة نشاطات الهواء الطلق، وأشارت المتحدثة بأن المحققين عاينوا حساب الجمعيات المعنية، ولم يعثروا حسبها على أي تجاوز، وحسبها فقضية استلامها لسيارة وتصرفها في وجبات لا أساس له من الصحة، و بينت المسؤولة الأولى عن قطاع الشبيبة و الرياضة بأنها لا تسير الجمعيات وليس لها أي يد عليها، مبينة بأن الوالي دعاها إلى الحرص على ضرورة مرافقة الجمعيات، وختمت حديثها بأن الرسائل المجهولة عديدة، و قد حررت لضرب الاستقرار بالقطاع.
 أحمد ذيب  

الرجوع إلى الأعلى