بادر سهرة أمس الأول، شبان ببلدية بوعنداس الواقعة بالمنطقة الشمالية لولاية سطيف، إلى طمس زخارف مصنوعة من مادة الجبس، تمثلت حسبهم في رؤوس و قرون شياطين من الحجم الصغير والكبير، بمسجد عمر بن الخطاب الواقع بمركز البلدية، أنجزها حرفيون مغاربة، إثر معاينة دقيقة و قرار جماعي، صدر عن إمام المسجد واللجنة الدينية، لأنها أحدثت فتنة كبيرة بالمنطقة، جعلت الكثيرين يعزفون عن أداء الصلاة داخل المسجد، خوفا من تحول عبادتهم للشيطان.
المبادرة كانت بتأطير من إحدى الجمعيات المحلية، وحسب القائمين عليها فإنها اتخذت بعد تردد كبير، وإلحاح من طرف المواطنين وأبناء المنطقة، مذكرين بأن تلك الزخارف أنجزت قبل عشر سنوات، بقيمة إجمالية قاربت مليار سنتيم، لكن الجمعيات الدينية المتعاقبة لم تأخذ على عاتقها طمس تلك الزخارف،  رغم أنها ظاهرة للعيان حسبهم  واعتبروها  مصورة كشياطين وأشكال حيوانات، بعيدا عن الزخارف الإسلامية المعتمدة، لكن التجنيد والتعبئة حسب مصادرنا كانت مباشرة بعد صلاة التراويح، حين دعا الإمام المتطوعين إلى مباشرة عملية الطمس وإزالة تلك الزخارف، وتركزت أغلبها بجدار القبلة ومحراب الإمام.
وذكر إمام مسجد عمر بن الخطاب ببوعنداس، مشري سليم في تصريح للنصر حول المبادرة قائلا «لقد أعدنا الطمأنينة لقلوب المصلين، من أجل الخشوع في الصلاة وإبعاد تلك الأشكال الغريبة، لأن الجميع لاحظ بأنها على شكل رؤوس شياطين، حتى أننا حين نقلبها تكون على شكل بومة أو رأس كلب، وقررنا بالتنسيق مع لجنة المسجد و شباب المنطقة طمسها تفاديا للفتنة، لأن الكثير من المصلين تذمروا وعزفوا عن القدوم لأداء الصلوات الخمس وصلاة التراويح لذات السبب».
 و حذر المتحدث من انتشار الزخارف في المساجد، خاصة تلك المجهولة الأشكال، و التي يقوم بها حرفيون مغاربة مضيفا «نعتقد وجود علاقات بين تلك الأشكال و شبكات الماسونية لأنهم يستهدفون المساجد، ما تجعل المصلين ينفرون و يفقدون تركيزهم خلال أداء الصلوات». و تجدر الإشارة في الأخير أن عددا من المصلين، ثمنوا المبادرة وطالبوا بتعميمها على بقية المساجد، في حالة وجود نفس النماذج.                 

رمزي تيوري

الرجوع إلى الأعلى