توقيف 20 شخصا و إصابة 20 آخرين معظمهم رجال شرطة

تحولت المواجهات التي وقعت، ليلة السبت إلى الأحد بعنابة، بين قوات الشرطة والباعة الفوضويين بقلب وسط المدينة، بعد منعهم من عرض سلعهم بشوارع ابن خلدون، بيجو، بوسكارة، الحطاب، ومحيط المسرح الجهوي، إلى أعمال شغب عنيفة، استغلها منحرفون للسطو على المحلات التجارية، وتحطيم السيارات، وغلق الطرق باستخدام المتاريس وحاويات القمامة وإضرام النار فيها، كما قاموا بتخريب مقر الأمن الحضري التاسع، وحاولوا اقتحام البنك المركزي والوكالات الواقعة بساحة الثورة، فيما شهدت يوم أمس عودة للهدوء.
وخلفت أعمال الشغب حسب مصادر طبية، سقوط نحو 20 جريحا أغلبهم من رجال الشرطة،  مع تسجيل إغماءات وسط النسوة والأطفال الذين كانوا يتجولون بالشوارع الرئيسية لاقتناء ألبسة العيد، و اختناقات بالغاز المسيل للدموع، ما استدعى تدخل فرق الإسعاف لنقلهم إلى استعجالات مستشفى ابن رشد الجامعي، كما أوقفت فرق الشرطة في ساحة الموجهات قرابة 20 شخصا تتراوح أعمارهم ما بين 20 و 40 سنة قاموا بأعمال شغب، تم تحويلهم على المقرات الأمنية للتحقيق معهم تمهيدا لتقديمهم أمام الجهات القضائية.        
المواجهات اندلعت بين الباعة الفوضويين وعناصر الشرطة حسب ما رصدته النصر من عين المكان، بمحيط محور الدوران الحطاب، على اثر قيام مصالح الأمن العمومي بمنع عرض مختلف أنواع الألبسة، خاصة وأن المكان يعرف ليلا في النصف الثاني من شهر رمضان، توافد آلاف العائلات لاقتناء كسوة العيد، يقصدون الشوارع الرئيسية التي تكتظ بالباعة وتعرف ازدحاما كبيرا.
 وبدأت الاشتباكات في حدود الساعة العاشرة ليلا، من شارع ابن خلدون المعروف « بقمبيطا» لتمتد إلى غاية ساحة الثورة، ما استدعى طلب تعزيزات أمنية مكثفة بعد انتشار أعمال الشغب، عرفت فيها المواجهات بين قوات مكافحة الشعب والباعة الفوضويين، دخول منحرفين على الخط واستغلال الأمر في السطو والاعتداء على الممتلكات،  حيث استخدمت فيها قوات الأمن الغازات المسيلة لدموع من أجل تفريق الحشود التي كانت بمسرح المواجهات.   
وذكر شهود عيان بأن المنحرفين استخدموا القارورات الحارقة، و»المولوطوف»، وحتى البنادق المائية المستخدمة في صيد الأسماك، وكأن العصابات كانت محضرة للأمر مسبقا  بحيازتها لمختلف الأسلحة البيضاء، لمواجهة الشرطة والتصدي لها لتنفيذ عمليات السطو على المحلات، حيث قاموا بسرقة عشرات المحلات، منها محلات الألبسة الرياضية ذات الماركات العالمية،  و قدرت مصادرنا حجم المسروقات في محل واحد فقط بساحة الثورة بـ 4.5 مليار سنتيم.
 وكانت وتيرة أعمال العنف أكبر بالقلب النابض للمدينة « الكور»  أين تم غلق المداخل والمخارج وتحطيم كاميرات المراقبة المثبتة بمحيط البنوك، وحاول المندسون وسط المحتجين اقتحام البنك المركزي ووكالة القرض الشعبي الجزائري، غير أن نظام الحماية الآلي للأبواب منعهم من ذلك، وامتد الشغب إلى تحطيم الواجهات الأمامية لفندق « المشرق» بساحة الثورة الذي افتتح قبل أسابيع  من إعادة ترميمه.
كما قامت مجموعة أخرى من الباعة الفوضويين بتخريب مقر الأمن الحضري التاسع القريب من سوق الحطاب، عن طريق تحطيم الواجهة الأمامية ورشقه بالحجارة والقارورات الحارقة . كما أدت أعمال الشغب إلى تحطيم عشرات السيارات التي كانت مركونة بساحة الموجهات.
وتجري مصالح الشرطة تحرياتها المعمقة، لتحديد هوية الأشخاص المتسببين في أعمال الشغب وتحطيم الممتلكات وسرقة المحلات، بالاعتماد على نظام الحماية عبر الكاميرات الذي دخل حيز الخدمة بداية الشهر الجاري
وعقدت مصالح الولاية صباح أمس اجتماعا طارئا، بحضور قيادات مختلف الأجهزة الأمنية، لمناقشة الوضع وتداعيات أعمال العنف، بعد  أن شهدت عاصمة الولاية ليلة أول أمس، حالة فزع وسط المواطنين الذي اضطروا للفرار وسلك الأزقة هروبا من ساحة المواجهات.
 و قد تم اتخاذ قرارات مهمة لتكثيف التواجد الأمني خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، بأماكن التسوق التي تعرف ترددا كبيرا للعائلات والمواطنين للتصدي للعصابات الإجرامية والحد من نشاطها.  
من جهته أبدي مكتب اتحاد التجار لولاية عنابة أمس، استنكاره لما وقع من أحداث شغب ليلة أول أمس، نتيجة تخريب وسرقة  محتويات العشرات من  المحلات التجارية بوسط المدينة، واستهدافها من قبل العصابات الإجرامية، كما حاول مسؤولون بالإتحاد التقرب من الباعة الفوضويين للحديث معهم وتهدئة الأجواء،  وأفاد مصدر من المكتب بأن الباعة أكدوا لهم بأنهم غير مسؤولين عن ما وقع،  و اتهموا مجهولين  بتدبير العملية واستغلال تدخل قوات الشرطة للقيام بأعمالهم التخريبية.
وأوضح بعض الباعة الفوضويين بأنهم متعودون على حملات مصالح الشرطة، ولم يسبق لهم القيام بأعمال شغب، محملين المسؤولية لأفراد عصابات مندسة حاولت استغلال الأمر للسطو على محلات الألبسة لإعادة بيعها قبيل عيد الفطر.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى