رفض التأشير على ملحق أشغال إضافية في محطة المسافرين   
أفاد تقرير أعدته مديرية النقل حول مشروع المحطة البرية المتعثر بمدينة قالمة، بأن اللجنة الولائية للصفقات العمومية رفضت التأشير على ملحق الأشغال الإضافية، الذي تقرر إدراجه ضمن صفقة إنجاز المحطة البرية للمسافرين لمواجهة المشاكل التقنية المعقدة التي حالت دون إنجاز أكبر مشروع في قطاع النقل  بالولاية سجل ضمن المخطط الخماسي 2005/2009.  
و أضاف تقرير مديرية النقل بأن لجنة متكونة من  ممثلين عن الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء في الشرق و مخبر دراسة التربة بالشرق و الديوان الوطني للتطهير و بلدية قالمة و مديرية الموارد المائية، قد عاينت موقع المشروع المتواجد قرب المحطة القديمة الإخوة مباركي و وقفت على تعقيدات تقنية و مشاكل ميدانية عرقلت سير المشروع و أدخلته مرحلة جديدة من الغموض.
 و قد تبين حسب ذات المصدر أن أرضية المحطة المستقبلية هشة و غير قادرة على تحمل ثقل المبنى الضخم على عمق 8 أمتار، كما اعتقد المهندسون الذين أجروا تحليلا للتربة في بادىء الأمر، كما أن الموقع تخترقه شبكة لأنظمة الصرف و توجد به منابع مائية كثيرة و بقايا من الكتل الخرسانية التي تركتها أول شركة بدأت العمل  في موقع المشروع قبل سنوات ثم انسحبت بسبب المشاكل التقنية.  
و حسب مديرية النقل فإن لجنة المعاينة أدركت صعوبة المهمة و سلمت إحدى الشركات التي عادت إلى الموقع  مع منتصف سنة 2015 أمرا بوقف الأشغال إلى غاية إيجاد حل للمشاكل التي ظهرت في أرضية المشروع، كما قدمت اللجنة طلبا لإضافة أشغال جديدة لتكلفة المشروع التي ارتفعت من 27 إلى 47 مليار سنتيم، لتغطية نفقات الأشغال الإضافية الخاصة بتحويل قناة عملاقة للصرف الصحي و إزالة بقايا الشركة الأولى و الهبوط إلى عمق جديد بحثا عن الطبقة الأرضية الصلبة القادرة على تحمل ثقل المبنى.  
و حولت لجنة المعاينة التقنية طلب تغطية نفقات الأشغال الإضافية إلى اللجنة الولائية للصفقات العمومية مع منتصف السنة الماضية لكن اللجنة رفضت التأشير على الملحق  الخاص بالأشغال الإضافية لأسباب لم يذكرها تقرير مديرية النقل التي تواجه تحديات كبيرة لإيجاد مخرج للمشروع المتعثر.  
و لا توجد محطة برية لنقل المسافرين بمدينة قالمة حتى الآن و مازالت خدمات النقل مقتصرة على فضاءات مؤقتة تنعدم بها أدنى المواصفات و شروط النظافة و الصحة و الأمن و تسودها الفوضى على مدار الساعة و غالبا ما تتحول إلى فضاءات أشباح بعد شمس المغيب.  و لم يتوقف المنتخبون المحليون و سكان الولاية عن المطالبة ببناء محطة مسافرين تكون واجهة مشرفة للمدينة التاريخية العريقة لكن جهود بناء محطة المستقبل باءت بالفشل بسبب أخطاء في الحسابات و سوء تقدير من المهندسين، الذين يقفون اليوم عاجزين أمام الحفرة العملاقة، التي استهلكت مبالغ مالية كبيرة و كثيرا من الوقت و الجهد بلا جدوى و مازالت تتوسع تحت تأثير الفيضانات و الإنزلاقات و صارت تهدد الطرقات و المباني المجاورة بالانهيار.  
و يتوقع أن تفصل السلطات الولائية في مصير المشروع المعطل في الدورة الجديدة للمجلس الشعبي الولائي التي تنطلق اليوم الاربعاء لمناقشة عدة ملفات و قضايا تخص التنمية المحلية و انشغالات السكان، و في مقدمتها ملف النقل وهياكل استقبال المسافرين، حيث مازال زوار قالمة يعانون من نقص المرافق و الخدمات بمحطات التوقف المؤقتة في انتظار بناء محطة الأحلام، التي وعد بها المشرفون على شؤون المدينة منذ عقد من
 الزمن.                                     
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى