سلطت في ساعة متأخرة من مساء أول أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء باتنة، عقوبة الإعدام ضد حارس «باركينغ» بحي سكني ببريكة، بتهمة جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، ويتعلق الأمر بالمدعو ( س ف) 33 سنة، بعد أن أجهز على شاب في مواجهات ليلية بسلاح أبيض عبارة عن شاقور.
جريمة القتل التي اهتزت لها مدينة بريكة بولاية باتنة، تعود إلى الثامن من شهر جويلية من السنة الماضية، حيث وقعت مواجهات ليلية بين مجموعة من الشبان بينهم الضحية وحارس الحظيرة السكنية لحي 300 مسكن، وكانت مصالح الشرطة القضائية، قد تلقت معلومات بتحويل الضحية نحو مستشفى بريكة وفور تنقلها كان ضحية الشجار، قد لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجروح عميقة تعرض لها بواسطة آلة حادة، تبين بعد التحقيقات بأنها ساطور تلقى به ضربات على مستوى الرقبة والذراعين.
مصالح الشرطة ومن خلال تحرياتها توصلت إلى تحديد هوية مرتكب الجريمة، حيث تلقت معلومات على أن الفاعلين شقيقان ، أحدهما قاصر والمتهم الرئيسي (س ف) البالغ من العمر 33 سنة، واللذين يقومان بحراسة «باركينغ» السيارات، وقد ألقت عناصر الشرطة  القبض على المتهمين بمسكن شقيقتهما، كما استرجعت أداة الجريمة التي هي عبارة عن ساطور، وكانت المصالح الأمنية قد توصلت للمشتبه فيهما عن طريق شهود عيان كان أحدهم من قام بنقل الضحية قبل وفاته إلى المستشفى بعد أن وجده مرميا على الأرض وكان شخص يواصل طعنه وضربه بالساطور.
وأكد شاهد العيان الذي قام بنقل الضحية، إلى جانب أشخاص آخرين، شهدوا المعركة التي وقعت بين الشقيقين والضحية وشخصين آخرين، كانا أيضا ضمن المتشاجرين، بأن الشقيقين هما مرتكبا الجريمة، وقد صرح الشاهد الذي قام بنقل الضحية بأنه وجد الأخير ملقيا على الأرض بحي 300 مسكن عند الساعة الواحد والربع صباحا بالقرب من مسجد التقوى، وقد شاهد الشقيقين، الكبير كان  يحمل ساطورا والصغير يحمل سكينا بيده، وأضاف بأن المتهم الذي كان يحمل ساطورا ويصرخ "راني قتلتو راني قتلتو".
وجاءت في تصريحات الشاهد الذي نقل الضحية إلى المستشفى، بأنه فتح باب سيارته للضحية، الذي أكد بأنه كان ينزف من رقبته مرميا وسط الطريق، مؤكدا بأن المتهم (س ف) حاول منع الضحية من الصعود للسيارة وواصل اعتداءه عليه بواسطة الساطور، وفي تلك الأثناء قام  شاهد العيان حسب تصريحاته، بسحب الضحية إلى السيارة دون أن ينزل منها ونقله إلى المستشفى، وأجمع شهود عيان من سكان الحي على وقوع الشجار بسبب استفزاز أحدهم يدعى (ع ش) لشقيق المتهم بسبه عندما كان على متن سيارته بعد أن طلب منه تغيير مكان ركن سيارته، وهي الاستفزازات التي تطورت إلى استعانة الشخص برفاقه بينهم الضحية ،  ضد الشقيقين وقد تطورت بينهم الملاسنات إلى شجارات بواسطة أسلحة بيضاء انتهت بجريمة القتل.
المتهم أنكر التهمة في بادئ الأمر، وأكد بأنه كان في وضعية الدفاع عن شقيقه عندما كان يحرس الحظيرة ليلا وقد توجه إلى الضحية عندما شاهده يحمل سيفا يضرب به شقيقه الأصغر، وقال بأن الشاقور يستعمله في الحراسة، مضيفا بأنه لم يعتد على الضحية كونه لاذ بالفرار بعد أن شاهده يتجه صوبه للدفاع عن شقيقه، وأكد بأنه لم يكن يعلم سبب الخلاف الذي يرجع لاستفزاز المدعو ( ش ع) لشقيقه بعد أن قام بسبه طالبا منه تغيير مكان ركن السيارة.
وصرح شقيق المتهم، بأن سبب الشجار بين شقيقه والضحية الخلاف الذي كان قد وقع بينه وبين المدعو (ش ع) الذي جاء على متن سيارة رونج روفر وراح يسب صاحب سيارة نوع سينيك وسبه هو أيضا حسب تصريحاته بعبارات مسيئة لوالدته طالبا منه مغادرة المكان،، مضيفا بأنه وبعد ذلك توجه إلى المنزل وحمل سكينا للدفاع به عن نفسه .
وأكد شقيق المتهم، بأنه اعتدى على الشخص الذي استفزه بعد عودته  على متن  ، سيارته موجها له ضربه بعد تحطيمه للزجاج الأمامي للمركبة، وقال بأنه في تلك الأثناء شاهد الضحية ينزل من سيارة أخرى ويتجه صوبه حاملا سيفا طالبا منه تفسيرا حول سبب الاعتداء، قبل أن يعتدي عليه بالسيف ما جعله يقوم بدوره بضربه بالسكين ليلوذ كل منها بالفرار، وقال أيضا بأن شقيقه لاحق الضحية وهو يحمل بيده شيئا لم يتمكن من تحديده.                   
يـاسين/ع

الرجوع إلى الأعلى