سكان عمارات بوسط عنابة يطالبون بترميمات  عميقة
يُطالب سكان العمارات والبنايات القديمة التي تخضع حاليا لعملية الترميم وطلاء الواجهات بحي لاكلون وسط مدينة عنابة، الذي اختير كأول موقع تنطلق به الأشغال، بالتكفل بترميم الأجزاء المشتركة الداخلية، خاصة الأسطح والسلالم التي تتواجد أغلبها في وضعية كارثية،   و أكدوا تسبب المياه المتسربة من الأعلى في انشقاقات وهشاشة الجدران.
وأوضح بعض سكان العمارات في حديث للنصر، بأن إعادة الاعتبار للواجهات الإسمنتية عن طريق الترميم والطلاء، غير كاف  وليس له جدوى، دون البدء بتهيئة الأسطح، وانجاز أشغال الكتامة وإزالة الأجزاء المهددة بالانهيار، وإعادة تبليطها من جديد، والقضاء بشكل نهائي على تسرب المياه داخل العمارات، والتي تسببت في انشقاق الجدران و اهتراء السلالم،  ما جعلها  تشكل خطرا على قاطنيها.
وتساءل مواطنون آخرون، إن كانت عماراتهم الموجودة في نفس الحي معنية بالترميم في صورة نهج براري خميس، حيث توجد سلالم مهددة بالانهيار رغم أن واجهات العمارات في حالة جيدة ينقصها الطلاء فقط، وأكد السكان بأنهم قدموا طلبات تدخل للمصالح المعنية، من أجل الترميم غير أنها لم تتحرك، رغم إجراء معاينة تقنية لمصالح البلدية لتحديد الأضرار، مطالبين والي الولاية التدخل وإيفاد لجنة لمعاينة العمارات من الداخل، وإدراجها ضمن مشروع الترميم كونها واقعة خلف الشارع الرئيسي الذي نصبت به ورشة الانجاز. وأكد تقرير المجلس الولائي حول مشروع ترميم البنايات القديمة المتواجدة وسط النسيج العمراني، بأن بعض البنايات التابعة للخواص لا تصلح للترميم،  ويمكن تهديمها وبنائها من جديد،  و لا يصح  تضييع مبالغ مالية معتبرة في تلك الترميمات، مطالبين بمراعاة هذا الجانب عند القيام بالأشغال.  
وقد انطلقت الأشغال بصفة رسمية بتنصيب الورشات شهر جانفي الماضي كمرحلة أولية، بكل من شوارع بن عميور عبد القادر، طريق نسيب عريفة، طريق صاولي عبد القادر و شارع بن باديس، ويشمل المشروع ترميم الأحياء القديمة عبر 03 حصص على مستوى 08 شوارع بمجموع 471 بناية تضم 2203 سكن. وحسب المعاينة الميدانية للأشغال فهي تسير بوتيرة متباطئة، ما يستدعي حسب السكان دعم  الورشة بالعتاد والعمال ،للإسراع في الانجاز، علما وأن وزارة السكن والعمران والمدينة منحت غلافا   إضافيا للمشروع قدره 40 مليار سنتيم، ليترفع المبلغ المرصود إلى 140 مليار سنتيم.
وكانت السلطات المحلية قد عقدت لقاءات تشاورية مع جمعيات الأحياء، من أجل إنجاح العملية، و تحسيس التجار وسكان العمارات بأهمية انجاز الأشغال في إطار الصالح العام، والابتعاد عن مضايقة أصحاب المقاولات جراء الإزعاج، إلى جانب ضمان انسيابية حركة المرور وعدم الركن العشوائي للسيارات. وذكرت مصادرنا، بأن المصالح المختصة قامت بإخضاع 11043 بناية عتيقة بمدينة عنابة للخبرة التقنية، قصد تشخيص وإعادة تأهيلها والمحافظة على نسيجها المعماري الأصيل، وتمثل هذه البنايات نحو 80 بالمائة من مجموع البنايات العتيقة بوسط المدينة، والتي تتوزع عبر 12 حيا، تأتي في مقدمتها المدينة العتيقة «بلاص دارم» بمجموع 2405 بناية عتيقة وشملت الخبرة التي أجريت، بنايات يعود بعضها إلى ما قبل القرن التاسع عشر .
و توجد بنايات مستغلة لغرض السكن بوسط المدينة تعود أغلبها للحقبة الاستعمارية منها المحيطة بساحة الثورة ، بمجموع 1322 بناية، وكذا حيي سيدي إبراهيم وواد الذهب بـ 1559 بناية و1549 على التوالي. كما تتركز أغلب البنايات ذات الملكية الخاصة، بكل من حي لاكولون الذي يضم 1427 بناية، و ديدوش مراد بـ 1098 بناية وبني محافر بـ148 بناية قديمة، فيما تتوزع باقي البنايات العتيقة لمدينة عنابة، عبر أحياء بور سعيد و بلعيد بلقاسم و سيبوس.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى