انطلقت، قبل أيام، الأشغال بصفة رسمية بموقع انجاز المسجد الكبير بهضبة البوني بعنابة مقابل القطب الجامعي، حيث شرعت شركة الانجاز في عملية الحفر من أجل وضع أساسات المعلم الديني، كون الأرضية شبه مهيأة منذ سنوات.
و جاء انطلاق الأشغال، حسب تصريح مديرية الشؤون الدينية و الأوقاف لولاية عنابة، في تصريح للنصر أمس، بعد رفع العراقيل التي كانت موجودة بتدخل الوالي السابق يوسف شرفة قبل ترقيته إلى وزير للسكن و العمران و المدينة، و الذي منح عملية الإشراف على المشروع لمديرية التعمير و البناء، لمتابعته عن قرب بسبب العراقيل التي واجهت المعلم الديني الذي لم ير النور رغم مرور 17 سنة عن تسجيله إلى جانب إسناد انجاز اللواحق للجنة الدينية. و تشرف اللجنة الدينية حاليا، على انجاز مقر الإدارة، المحلات التجارية، المخزن و مساكن الأئمة، و تهيئة الحديقة و المساحات الخضراء، بتمويل من إعانات المحسنين، حيث ارتفع المبلغ الموجود في حساب اللجنة من 18 إلى 30 مليار سنتيم، في انتظار الإفراج على إعانة الدولة بعد تجميد المبلغ الذي منحه رئيس الجمهورية للمشروع والمقدر بـ 160 مليار سنتيم، و عدم انطلاق الأشغال، بسبب تعديلات حول الدراسة و تحفظات اللجنة الوطنية للصفقات العمومية. و في ذات السياق، أنهى مكتب دراسات من ولاية باتنة، الدراسة التقنية بعد مصادقة المجلس الشعبي الولائي قبل 3 سنوات على تخفيض ميزانية المشروع إلى نحو 200 مليار سنتيم، و قد رصد له غلاف مالي يقدر بـ 450 مليار سنتيم في الشق المتعلق بالهندسة المدنية. و يعود سبب تقليص تكلفة الانجاز حسب اللجنة الدينية، إلى قلة الدعم باستثناء الإعانة المالية التي منحها رئيس الجمهورية في البداية، مما اضطر الجمعية الدينية إلى تقديم طلب للمصالح المعنية بتخفيض المبلغ الإجمالي لانجاز المسجد الكبير، إلى نصف المبلغ تقريبا، و إعادة الدراسة التقنية للمشروع، حيث قدرت التكلفة الجديدة حسب مكتب الدراسات بـ 320 مليار سنتيم . و استنادا للجمعية الدينية، فإن تخفيض الميزانية أدى إلى إعادة الإجراءات من نقطة الصفر، ما أخر انجاز المشروع مرة أخرى،  خاصة ما تعلق  بموافقة اللجنة الوطنية للصفقات العمومية، و التي أبدت تحفظها في وقت سابق، نظرا لوجود عدة نقائص في إعداد الدراسة الأولية، و مخالفة بعض الإجراءات القانونية الخاصة بالتكلفة الإجمالية للمشروع، بعد الإطلاع على دفتر شروط. و يتربع المسجد على مساحة 7 هكتارات كانت مبرمجة لانجاز قاعة صلاة تستوعب 16 ألف مصل، و بصحن مساحته 960 مترا مربعا، و منارة بارتفاع 100 متر، و محراب بعلو 20 مترا، إلى جانب مرافق أخرى منها قاعة للتعليم و مكتبة و مبان خاصة بإيواء الطلبة، فضلا عن حظيرة سيارات، و حسب مصادر النصر، فسيتم التقليص من حجم قاعة الصلاة و بعض المرافق كالمكتبة بعد تخفيض المبلغ المالي المرصود. كما أشار ذات المصدر، إلى أن هذه المنشأة تعول عليها الولاية لتحريك السياحة الدينية، و تنتظره عدة ولايات أخرى من أجل تفعيل مبادرات حفظة القرآن.                    
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى