العمــــال يشلــــون منجــم الحديــد بالونـــزة في تبســــة
عاد التوتر من جديد إلى منجم الحديد بمدينة الونزة في ولاية تبسة، حيث لجأ العمال إلى الاحتجاج طيلة 24 ساعة للفت انتباه المسؤولين لمطلب فتح تحقيق في التسيير وانشغالات مهنية  أخرى طرحت في اجتماع انعقد يوم 12 جوان.
ممثلو العمال و في اتصالهم بجريدة " النصر "، قالوا بأنه بعد رفض الإدارة العامة ممثلة في مديرها العام، تسليمهم نسخة من محضر الاجتماع الذي تم التطرق فيه لعدة نقاط تتعلق بحقوق العمال سواء المادية أو المعنوية، بالإضافة إلى مطالبتهم بفتح تحقيقات بقضايا فساد، حفاظا على مصدر رزقهم الوحيد، و التي كانت، حسبهم، محل تحقيق باشرته السلطات الأمنية و القضائية، عن طريق تبليغ بعض العمال البسطاء الذين رفعوا شعار محاربة الفساد، متهمين الإدارة العامة بالتستر على هذه القضايا بعدم التبليغ عنها، و رفض فتح التحقيق فيها.
 و يرى محدثونا، أن هذه الحركة الاحتجاجية قد تؤدي إلى الدخول في إضراب مفتوح إلى غاية تلبية المطالب ، في ظل ما يعانيه العمال من تقاعس واضح من ممثله الشرعي المتمثل في الفرع النقابي، مضيفين بأن الأسباب الرئيسية التي اضطرتهم للتوقف عن العمل و الاحتجاج، تكمن في سوء التسيير، و القرارات التي وصفوها  بالتعسفية التي يتعرض لها العامل دون وجه حق، في الوقت الذي كان ينتظر فيه المعنيون ثمار مجهودات الدولة لاسترجاع الشركة و تأميمها وطنيا بنسبة 100%، بعدما عاث فيها الشريك الأجنبي فسادا و نهبا و ابتزازا.
و يناشد عمال المنجم، الوزير الأول، و وزير الصناعة و المناجم، و والي ولاية تبسة، التدخل العاجل لوضع حد نهائي للخطر الذي يهدد أحد مصادر اقتصاد الدولة، و مصدر رزق آلاف المواطنين، مبدين تأسفهم على الوضع الخطير لسياسة التسيير التي يعيشها المنجم، و التي وصفوها بأنها   أخطر من التي كانت منتهجة من طرف الشريك الأجنبي، و بأنها خلقت جوا من الفوضى و الفتنة و المعاملة بالمكيالين.
و سبق لعدد من عمال  منجم الونزة، الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام قبل سنة، احتجاجا على هذا الوضع، و تعبيرا عن صوت لم يصل للحكومة منذ عقد من الزمن، وتسبب في معاقبة  أحد العمال بعد  رفضه  استنزاف معقل الحديد في الجزائر، و يجدد العمال اليوم مطلبهم بفتح تحقيق عاجل و معمق في ملف منجم الونزة، في ظل ما يسمونه  استمرار  تجاهل استنزاف مصدر أساسي للخزينة العمومية، في زمن التقشف و التغاضي عن انعكاساته الخانقة على التنمية في ونزة و تبسة.
و قد حاولنا الاتصال بالمدير العام للمنجم لمعرفة رده على مطالب العمال المطروحة، غير أننا لم نتمكن من ذلك.                       ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى