تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على مدينة سكيكدة، صباح أمس، في حدوث فيضانات عارمة اجتاحت العديد من الأحياء و الشوارع و الطرقات العمومية، مما أدى إلى توقف الدراسة عبر العديد من المؤسسات التربوية، و شل الحركة عبر طريق بالشارع الرئيسي بحي الممرات و الإخوة ساكر و مرج الديب، بعد أن وصل منسوب المياه إلى 20 سم، فيما عاش سكان بالبنايات الهشة بالمدينة القديمة ليلة بيضاء خوفا من سقوط بناياتهم الهشة فوق رؤوسهم.
استيقظ سكان مدينة سكيكدة، صباح أمس، على ما يشبه بحيرات من المياه تحيط بهم من كل جهة، موجهين انتقادات لاذعة للسلطات المحلية التي تتغنى حسبهم في كل مرة بتخصيص مئات الملايير للقضاء على الفيضانات كل سنة، لكن دار لقمان تبقى على حالها. و كان كل من حي الممرات بوسط المدينة و الإخوة ساكر القديمة أكثر الأحياء تضررا، حيث تعذر على سكان العمارات الخروج من المنازل و التوجه إلى مقرات العمل و التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، و هذا ما لاحظناه عند تنقلنا للحي، حيث شاهدنا السكان من على شرفات المنازل يتفرجون على المشهد و كأنهم متواجدين على متن باخرة على حد تعبير أحدهم، و حتى المؤونة كانت بعض العائلات تصلها بواسطة الحبال، و هناك من العائلات من لجأت إلى استعمال سلالم من أجل الهبوط عبر النوافذ و الشرفات، خاصة تلك التي تقطن بالطوابق الأرضية مثلما هو الحال بحي الإخوة ساكر، أين اضطر أحد الشباب إلى استعمال زورق مطاطي لمساعدة السكان على عبور البحيرات للوصول إلى المنازل، بينما غمرت مياه الأمطار بعض السيارات التي وجدنا أصحابها في انتظار الحماية المدنية و مصالح ديوان التطهير لمساعدتهم على إخراج مركباتهم.
 و على بعد أمتار قليلة عن العمارات، كانت ابتدائيتي الشهيد سعد قرمش، و مختار حمبارك مغلقتين بعد أن غمرت المياه الساحة و الأقسام، و ذكر أولياء تلاميذ بأنهم اضطروا إلى التدخل منذ الدقائق الأولى من حدوث الفيضانات من أجل نجدة أبنائهم، و إخراجهم من الأقسام و هي العملية التي تمت بصعوبة بالغة، و في السياق  ذاته، علمنا من المكلف بالإعلام بمديرية التربية، بأن الدراسة توقفت إلى جانب المدرستين المذكورتين بكل من متوسطتي ابن جبير و كحيط حمار.

 محطتنا الثانية كانت بحي الممرات بوسط المدينة، أين توقفت به حركة المرور لأزيد من ساعتين بسبب ارتفاع منسوب المياه، مما أعاق حركة سير المواطنين حتى على الأرصفة وقد وجدنا صعوبة كبيرة في عبور الطريق الرئيسي، بينما ظلت العشرات من السيارات عالقة بوسط الطريق، و المئات من المواطنين محاصرون بالمحلات و الهيئات و المقرات العمومية طيلة ساعتين من الزمن، مما استدعى تدخل عمال ديوان التطهير لفتح البالوعات. و حسب ما وقفنا عليه، فإن بقية الأحياء و الشوارع عاشت نفس الظاهرة بصورة مشابهة و بنسب متفاوتة كما هو الحال بمرج الديب، 500 و700 مسكن، هواري بومدين، و المدينة القديمة على غرار حومة الطليان قدور بليزيدية السويقة، فقد أكد لنا مواطنون على أنهم قضوا ليلة بيضاء و لم يعرفوا طعم النوم خوفا من أن تسقط بناياتهم الهشة على رؤوسهم. و أكدت لنا عائلات على أن منازلها تحولت إلى ما يشبه بحيرات بفعل تسرب مياه الأمطار، و جددوا مناشدتهم للسلطات المحلية للإسراع في ترحيلهم إلى سكنات جديدة، و تخليصهم من جحيم الخوف الذي بات هاجسا يؤرق حياتهم طيلة عقود من الزمن.
من جهة أخرى، دفعت التقلبات الجوية بالمؤسسة الوطنية للنقل البحري إلى إلغاء الرحلة البحرية لباخرة نقل المسافرين طاسيلي 2 بين سكيكدة و مرسيليا، و التي كانت مقررة يوم الخميس القادم بسبب التقلبات الجوية غير المتوقعة. هذا و قد تساءل سكان الأحياء المتضررة من الفيضانات عن جدوى المشاريع التي أنجزتها البلدية للقضاء على الفيضانات، و التي كلفات الدولة أموالا باهظة لكن الوضع بقي حسبهم على ما هو عليه.
كمال واسطة

الرجوع إلى الأعلى