محلات تجارية تغلق أبوابها للإفلات من الرقابة بقالمة
تشن فرق الجودة و قمع الغش و الممارسات التجارية بقالمة، عمليات ميدانية مكثفة، لمواجهة الممارسات التجارية المخالفة للقانون، و المؤثرة على صحة المستهلك، و قدرته الشرائية التي أصبحت مثار قلق الطبقات الاجتماعية الفقيرة، التي أصبحت تشتكي باستمرار من ارتفاع الأسعار و المضاربة بالمواد الواسعة الاستهلاك.  
و حسب موقع مديرية التجارة، فقد نفذت الفرق المختصة أكثر من 1800 تدخل عبر مختلف مناطق الولاية خلال شهر جانفي فقط، و أسفرت هذه التدخلات عن غلق عدد من المحال التجارية، و حجز سلع استهلاكية، و تحرير محاضر، ضد التجار المخالفين لقوانين التجارية و الجودة و المنافسة.  
و تتوفر ولاية قالمة على قواعد تجارية هامة بالمدن الكبرى، و يعرف تعداد التجار ارتفاعا مستمرا، أرجعه البعض إلى تراجع القطاعات المشغلة لليد العاملة، كالبناء، و الأشغال، العمومية، و الري، و الوظيف العمومي، حيث أصبحت التجارة الملاذ المفضل للعاطلين عن العمل، و حتى المتقاعدين، الذين عادوا بقوة، لاقتحام ميدان التجارة من بابه الواسع، محدثين حركية كبيرة في هذا القطاع، الذي يشغل أعدادا كبيرة من سكان الولاية، و أصبحت فرق الرقابة تواجه تحديات كبيرة، للسيطرة على السوق الكبيرة، و التحكم في الممارسات التجارية، و إخضاعها للقانون لحماية المستهلك، و موارد الخزينة العمومية، القادمة من الضرائب المفروضة على هؤلاء التجار.  
و أمام الرقابة المكثفة التي تفرضها الفرق المختصة، عبر مختلف مناطق الولاية، تصاعدت ظاهرة غلق المحلات، للإفلات من الرقابة، و في كل مرة تخرج هذه الفرق يصاب النشاط التجاري بالشلل تقريبا، بعدة مدن و قرى، و يظل الوضع هكذا ساعات طويلة حتى تعود هذه الفرق إلى قواعدها.  
و عبر المواطنون أكثر من مرة، عن قلقهم من استمرار لعبة الكر و الفر بين فرق الرقابة و التجار، مؤكدين بأن هذا الوضع لا يخدم المستهلكين، متهمين التجار بالجشع أحيانا، و التملص من واجبهم تجاه الزبائن، أحيانا أخرى.  
و قالت مصادر مهتمة بقطاع التجارة، بأنه لا يوجد مبرر لإغلاق المحال التجارية، و الهروب من الرقابة، مؤكدة بأن فرق الرقابة ليست ذلك الغول المخيف، كما يعتقد التجار، و إنما تقوم بدورها، لحماية المستهلك و الاقتصاد الوطني، و حتى حماية التجار أنفسهم، و حثهم على التقيد بالقوانين، و التدرب على قواعد الجودة، و المنافسة لترقية الممارسة التجارية، و تحويلها إلى سلوك حضاري يومي، و علاقة اجتماعية متينة، بين التاجر و المواطن، قبل أن تكون علاقة ربح و استهلاك.  
فريد.غ       

الرجوع إلى الأعلى