17 قضية اعتداء على الطواقم الطبية أمام العدالة بعنابة
كشف المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي بعنابة، نبيل بن سعيد في اتصال بالنصر، أمس، عن اتخاذ إجراءات فورية لحماية الطواقم الطبية بمختلف المصالح، على خلفية الاعتداء الخطير على الأطباء، و الممرضين بالاستعجالات الجراحية، ستدخل حيز التطبيق بداية من الأسبوع المقبل، تنفيذا لخطة شاملة تُحدد حركة الوافدين على المستشفى الجامعي.
و أوضح بن سعيد، بأن المخطط الجديد يتضمن منع دخول مرافقي المرضى إلى المستشفى، إلا في الحالات الطارئة، (الغيبوبة، وفقدان الوعي) لتسهيل التواصل مع الأطباء لتقديم العلاج، وكذا منع دخول المركبات إلى حظيرة الاستعجالات الجراحية، و مضاعفة عدد أعوان الأمن من أجل توفير الجو الملائم لعمل الأطباء.
و أشار المتحدث في نفس السياق، إلى عقد لقاءات مستعجلة مع مختلف المسؤولين بالمستشفى، بهدف إعداد دراسة شاملة، لإعادة خريطة عمل مصالح الاستعجالات على مستوى المؤسسات الاستشفائية بالولاية، بالتنسيق مع مديرية الصحة، حيث تحصي المصالح الاستشفائية الجامعية ابن رشد، توافد 3 أصناف للمرضى على قسم الاستعجالات الجراحية، تتعلق بالحالات الحرجة جدا، ومضاعفات الأمراض المزمنة، والفحوصات، وهو أمر غير منطقي استنادا للمدير العام، كون الاستعجالات الجراحية مهامها تقديم الإسعافات المتعلقة بالجراحة، والإصابات الجسمانية، ما يستدعي تفعيل دور استعجالات العيادات الجوارية للتكفل بالحالات الطبية التي لا تتطلب وصولها إلى المستشفى الجامعي، و الذي يعاني من ضغط رهيب بسبب سوء تقدير الحالات المرضية.
و ربط بن سعيد الاعتداءات التي تحدث في الاستعجالات أيضا، بثقافة المجتمع، ما يحتم على المواطنين التحلي بهامش كبير من الوعي، من أجل توفير الراحة للأطباء و المسعفين للقيام بعملهم، و عدم تعريضهم للضغط والعنف.    
كما كشف المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، عن تسجيل 17 قضية لدى الجهات القضائية، تأسست فيها كطرف مدني، بسبب تعرض أطباء، و ممرضين، وكذا عمال إلى مختلف أنواع الاعتداء منها العنف الجسدي، واللفظي لدى قيامهم بمهامهم.       
كما ستتخذ إدارة المستشفى، تدابير أمنية جديدة بالتنسيق مع مصالح الشرطة، من خلال اللقاءات الثنائية، حيث تمت مناقشة الأسباب التي تؤدي في كل مرة إلى حدوث اعتداءات داخل حرم المستشفى الجامعي، منها الاعتداء الأخير الذي خلف إصابة 5 أفراد من الطاقم الطبي و الإداري. كما سيتم تعميم مخطط عمل للاستعانة بكاميرات المراقبة في حالة وقوع أي طارئ أو اعتداء.
و أكد ممثلو الأطباء في وقفتهم الاحتجاجية الأخيرة تضامنا مع زملائهم، على أنهم أصبحوا في مواجهات مباشرة مع المواطنين، و المرضى الذين يقصدون الاستعجالات وهم في حالة غير طبيعية، ناجمة على تناولهم للمشروبات الكحولية والمخدرات، يصعب التعامل معهم، مرجعين سبب تزايد الاعتداءات على الطواقم الطبية، إلى ضعف الآمن، ومحدودية صلاحية الأعوان، حيث يقتصر دورهم على التنظيم فقط، وليس ردع التصرفات العدوانية التي تطال مستخدمي الجهاز الطبي.
و يطالب الأطباء   المصالح الوصية، بضرورة التدخل من أجل تكثيف التواجد الأمني بالمؤسسة الاستشفائية، خاصة ليلا بمصلحة الاستعجالات، من أجل ردع التدخلات العنيفة للمنحرفين الذي يقصدون المرفق الصحي، و وضع الأطباء في جو ملائم للعمل، بعيدا على التهديدات الجسدية و النفسية التي يتعرضون لها بشكل يومي، إلى جانب مضاعفة أعوان الأمن الداخلي للسهر على التنظيم الجيد، و الاستقبال بمختلف الأقسام الطبية.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى