بوضيــاف يلــوّح بـالاسـتقــالــة من رئـــاســة نــادي التلاغمـــة
لوّح رئيس نادي التلاغمة توفيق بوضياف بالاستقالة من منصبه، وأكد على أن تجربة الموسم المنصرم جد قاسية، لأن الفشل في تحقيق الصعود إلى وطني الهواة كانت بمثابة «نكسة» من الصعب تحمل صدمتها، رغم أن العديد من العوامل ـ كما صرح ـ « ألقت بظلالها على سير المنافسة في المنعرج الحاسم من الموسم، وتعلقنا بحلم الصعود كان نتيجة المشوار الإيجابي الذي أداه الفريق في النصف الأول من البطولة، و لو أننا مقتنعين بأن هدفنا المسطر كان منحصرا في لعب الأدوار الأولى، والتواجد ضمن الخمسة الأوائل في الترتيب النهائي».
بوضياف وفي دردشة مع النصر أشار إلى أنه يعتزم عقد الجمعية العامة في غضون الأيام القادمة، بعد الانتهاء من ضبط الحصيلة المالية، وأنه ينوي رمي المنشفة لأسباب شخصية، تتقدمها عدم القدرة على تحمل مسؤولية تسيير الفريق بميزانية ضعيفة، نتيجة شح مصادر التمويل، لأن البلدية ـ حسب قوله ـ « تبقى المصدر الرئيسي لتمويل النادي، وفق إمكانياتها المتاحة، وتواجد الفريق في قسم ما بين الرابطات يزيد من المصاريف الإجمالية لكل موسم، مما يؤدي إلى إرتفاع مؤشر الديون، في غياب إعانات تكفي لتغطية كل التكاليف، لأن الأندية الهاوية تنتظر دوما الدعم المقدم من السلطات العمومية لتسوية الوضعية المالية، ونحن لا يمكن أن نشذ عن هذه القاعدة، لكن محدودية ميزانية البلدية وضعف الإعانات المحصل عليها من الصندوق الولائي تجعلنا نصطدم بمشكل الديون في نهاية كل موسم».
وأشار محدثنا في سياق متصل إلى أن إدارة نادي التلاغمة تبقى وفية لعادتها في التسيير، بتجسيد الوعود التي تقدمها للاعبين والطاقم الفني :» حيث قمنا بتسوية جزء من علاوات الإمضاء بالنسبة للعناصر التي أنهت معنا الموسم، بحسب الاتفاق الذي كان بيننا، لكن بمراعاة منح المباريات التي إرتفعت بالمقارنة مع السلم الذي كان مضبوطا قبيل إنطلاق الموسم، لأن التواجد في الصدارة أجبرنا على إعادة النظر في نظام المنح والعلاوات، والرفع من التحفيزات المالية بنحو 3 أضعاف في بعض الأحيان، وهو أمر حتمي في تلك المرحلة، لكنه إنعكس بالسلب على الوضعية المالية للنادي».
من هذا المنطلق أكد بوضياف بأنه يفكر بجدية في الاستقالة هذه الصائفة:» لأنني لم أعد قادرا على تحمل مسؤولية التسيير، رغم أننا نشكل أسرة واحدة، والطاقم الإداري يحظى بتأييد مطلق من الأنصار، كما أن اللجنة المسيرة متلاحمة فيما بينها، إلا أنني شخصيا تعبت كثيرا، وكأن الفشل في تحقيق الصعود شكل بالنسبة لي صدمة لم أقو على تحملها، بدليل أنني لم أتابع الفريق منذ الهزيمة داخل القواعد أمام شباب قايس، والقرار الرسمي والنهائي سيكون خلال الجمعية العامة».
على النقيض من ذلك اعترف ذات المتحدث بأن التعلق بحلم الصعود كان من مخلفات «السيناريو» الذي سارت على وقعه البطولة في مرحلة الذهاب:» لأننا لم نحدد الصعود كهدف رئيسي في الجمعية العامة، و قد حاولنا تشكيل فريق تنافسي، بالمراهنة على ترسانة من العناصر الشابة من فرق مجاورة كشباب و مولودية قسنطينة، وحتى أندية من الجهوي، بحسب الإمكانيات المادية المتوفرة، لكن تواضع المستوى العام للبطولة بالمقارنة مع المواسم السابقة مكننا من تسجيل نتائج إيجابية، كانت سببا في فتح الشهية، ليكبر الحلم مع مرور الجولات، خاصة وأننا أنهينا النصف الأول من المشوار في الصدارة، مما زاد من طموحاتنا».
إلى ذلك علق رئيس نادي التلاغمة الفشل في تحقيق الصعود على مشجب إفتقار اللاعبين للخبرة الكافية لمواصلة الموسم تحت ضغط كبير، وصرح في هذا الشأن: « لا يمكننا تغطية الشمس بالغربال، لأن تعدادنا يتشكل من لاعبين شبان، لم يسبق لأي عنصر منهم لعب ورقة الصعود في قسم ما بين الرابطات، و النصف الثاني من الموسم عرف تزايد الضغط النفسي المفروض على المجموعة، سواء من طرف الأنصار، الذين رأوا حلم الصعود قابلا للتجسيد ميدانيا، أو حتى من المنافسين، وقد اقتنعنا بذلك عند التراجع الكبير لنتائجنا خارج الديار منذ إنطلاق مرحلة الإياب، بتلقي 3 هزائم أمام كل من بريكة، الفجوج وبوعقال «.
وخلص بوضياف إلى القول بأن الضغط النفسي المفروض على اللاعبين بلغ ذروته في منعرج الموسم، لما استفدنا من فرصة الإستقبال مرتين متتاليتين لفريقين من كوكبة الصدارة، خاصة المباراة الأولى  ضد التضامن السوفي، لأن اللاعبين ـ على حد تعبيره ـ « إنهاروا بسبب هذا الضغط، فكانت نتيجة التعادل في عقر الديار السبب الرئيسي في إخراجنا من السباق، لأن حلم الصعود تبخر في تلك المقابلة، وكل الحسابات وضعتنا خارج الرواق، مما جعل اللقاء الموالي ضد شباب قايس أحادي الأهمية، لتكون الهزيمة بمثابة نقطة النهاية، ولو أننا تعرضنا في تلك المواجهة لمظالم تحكيمية كبيرة».          ص / فرطـاس

الرجوع إلى الأعلى